كشفت مصادر مطلعة ل»الصباح»، أن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، عبد الواحد الراضي، اجتمع، بمقر البرلمان، خلال منتصف الأسبوع الماضي، مع تيار عبد الحميد الفاتيحي، من أجل البحث عن حل لوضعية «البلوكاج» التي تعيشها الفيدرالية الديمقراطية للشغل، بسبب تعثر أشغال انتخاب أجهزتها التقريرية، من كاتب عام ومكتب تنفيذي. وأفادت مصادر «الصباح» أن الراضي طالب خلال اللقاء، الذي حضره أعضاء بالفريق الفدرالي بمجلس المستشارين، بضرورة حل الأزمة داخل المركزية النقابية، والتوافق حول القضايا الخلافية وإن تطلب الأمر تنازلات متبادلة للحفاظ على وحدة النقابة. بالمقابل، اشتكى كثير من الفيدراليين أعضاء المجلس الوطني، بينهم أطراف في الأزمة الحالية للنقابة، من استمرار تعقيدات انتخاب المكتب المركزي للفدرالية الديمقراطية للشغل، ونبه عدد منهم إلى تأثير وضع «البلوكاج»، على موسم الحوار الاجتماعي الذي تدشنه الحكومة لاحقا، وهو ما يعني أن الحوار قد ينطلق في غياب ممثلين عن المركزية النقابية، المقربة من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بسبب الوضع التنظيمي الذي تعيشه. في حين تحرك تيار داخل الفدرالية من أجل الدعوة إلى عقد مجالس وطنية للقطاعات وبدء الاشتغال على الملفات الاجتماعية في انتظار أن يحسم المؤتمر الثالث خلافاته، وذلك حتى لا يضيع على القطاعات النقابية المذكورة الدخول الاجتماعي المقبل. وفي السياق ذاته، وجه اجتماع تنسيقي للكتاب العامين للاتحادات المحلية، للفدرالية الديمقراطية للشغل، جرى يوم الأحد الماضي، رسالة إلى رئاسة المؤتمر الوطني الثالث، يحتج فيها هؤلاء على رئيس المؤتمر لتبليغهم «أن الاجتماع المذكور غير تنظيمي وأنك كرئيس المؤتمر تدعوهم إلى عدم حضوره»، واعتبر المجتمعون (الكتاب العامون للاتحادات الفيدرالية المحلية)، أن تدخل رئيس المؤتمر غير مسؤول، وأن مبادرتهم التنسيقية تدخل في إطار المساهمة الفعالة وإغناء النقاش بكل مسؤولية من أجل البحث عن مخارج للأزمة التي يتخبط فيها المجلس الوطني المنبثق من المؤتمر الوطني الثالث. ونبهت الرسالة إلى أن الكتاب العامين للاتحادات الفيدرالية المحلية يتحملون مسؤوليتهم على رأس أجهزة فيدرالية قائمة الذات وغير مطعون فيها، معتبرة أن تدخل رئيس المؤتمر «لا يستند على سند قانوني». وفشل المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي في رأب الصدع داخل نقابته، الفدرالية الديمقراطية للشغل، رغم الإنزال والضغوطات التي مارسها منذ انتخاب المجلس الوطني للنقابة، وعقد الكاتب الأول للاتحاد، عبد الواحد الراضي، أول اجتماع له مباشرة بعد انتخاب المجلس المذكور، بمقر الكتابة الجهوية للحزب بالدار البيضاء، من أجل استباق وقوع أي خلاف أو انشقاق داخل المركزية النقابية بسبب الصراع حول الرئاسة بين عبد الحميد الفاتيحي، رئيس الفريق الفدرالي بمجلس المستشارين، وعبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للمركزية النقابية، الذي يطمح في ولاية ثانية على رأس النقابة، غير أن الاتفاق على تسمية العزوزي لم يؤجل الخلافات حول انتخاب أعضاء المكتب المركزي. بالمقابل، لم تفلح جميع الاقتراحات التي تقدمت بها رئاسة المؤتمر الفدرالي، في تضييق هوة الخلاف بين تيار الفاتيحي ومجموعة العزوزي، حول انتخاب الأجهزة التنفيذية للمركزية النقابية، رغم محاولات تمثيل كافة الأطراف المعنية بالخلاف داخل الجهاز المقبل. الصباح