هو لقاء وليس مهرجانا، اختار له صناعه توجها يعنى بلقاء التجارب المسرحية الفنية العربية مع جمهور غربي ألماني كل سنتين، جمهور لا تتاح له فرصة مشاهدة عروض مسرحية فنية عربية ولا سانحة للقاء مسرحيين ومحاورة فنانين عرب إلا فيما ندر. اللقاء المسرحي العربي في هانوفر تظاهرة ثقافية فنية متفردة تجمع الجنوب بالشمال والشرق بالغرب، تعرض التجارب المسرحية الفنية على خشبات فضاء البافيون في قلب مدينة هانوفر، هذا الفضاء الثقافي الفني الذي يعتبر واحدا من أهم المراكز الثقافية وأكبرها في ألمانيا، تم تحويله العام 1977 من مركز تجاري إلى فضاء ثقافي بديل في المدينة. اليوم وبعد 45 عاما من النشاط الثقافي والفنيبات "البافيون" من أهم معالم مدينة هانوفرالثقافية والفنية.. فهو يبرمج ما يزيد عن 600 عرض فني وثقافي في العام ما بين مسرح، سينما، قراءات، مناقشات، معارض… كما يعمل على خلق فضاء للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة… الخ بالإضافة إلى كونه أحد منابر الأصوات الثقافية الفنية للأجانب، الأقليات والمهاجرين… في نسخته الرابعة اختارت إدارة اللقاء المسرحي العربي في هانوفر موضوع النقاش "الإرث: رؤى واقع وآفاق" وقد وجهت الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء المسرحي العربي إلى ثمانية عروض مسرحية من المغرب، الجزائر، تونس، مصر، لبنانوالكويت، بالإضافة إلى عرض بإنتاج مشترك بين فضاء البافيون ومسرح الورشة بمدينة هانوفر. وكانت العروض المسرحية المشاركة مرتبة في برنامج اللقاء المسرحي العربي في هانفر من 07 إلى 12 يونيو كالتالي: عرض "آي ميديا" لسليمان البسام – الكويت. عرض "سماء أخرى" فرقة أكون، إخراج محمد الحر – المغرب. عرض "جويف" المركز الوطني للفنون الدرامية في القيروان، إخراج حمادي الوهايبي– تونس. عرض "آخر 15 ثانية" فضاء المسرح المتعدد الثقافات (إ/ تي سبايس)، إخراج مجدي أبو مطر – لبنان – كندا. عرض "وجع الكون" مسرح الورشة وفضاء البافيون في هانوفر، إخراج لينا إيتاني– لبنان – فرنسا. عرض "من أجل الجنة، إيكاروس" لأحمد عزت الألفي – مصر – ألمانيا. عرض "جي بي إس" المسرح الوطني الجزائري، إخراج محمد شرشال (تعذر تقديم العرض بسبب تأخر التأشيرات الألمانية لفناني فريق جي بي إس – قدم العرض فيديو وفتح نقاش مباشر مع أعضاء الفريق مباشرة من المسرح الوطني الجزائري بواسطة برنامج زوم) عرض "النسخة الثانية 2045" ليونس عتبان – المغرب – ألمانيا. واختتمت فعاليات اللقاء المسرحي العربي في هانوفر بحفل موسيقي لفرقة "جميلة والأبطال الآخرون"– فلسطين – ألمانيا. هذا وتميز حفل افتتاح الدورة الرابعة للقاء المسرحي العربي في هانوفر هذه السنة 2022 بلقاء أولي لأعضاء إدارة اللقاء مع المسرحيين والفنانين المشاركين في فعاليات هذه الدورة بالعفوية وبساطة التقديم لمختلف الأنشطة الثقافية والفنية المبرمجة في اللقاء من عروض وندوات وورشات وطاولات مستديرة بين المسرحيين. ليعقب ذلك في نفس الأمسية لقاء عام ألقيت فيه كلمة السيدة زابين هتروتشل وعبد الفتاح الديوري وكوثر سليماني وكاتارينا فيروتسكي باسم إدارة اللقاء المسرحي العربي في هانوفر، وكلمة السيدة مونيكا بلاتننيابة عن عمدة مدينة هانوفر، وكلمة الهيئة العربية للمسرح بصفتها واحدة من المؤسسات الداعمة لهذا اللقاء المسرحي العربي؛ وقد ألقى الكلمة السيد الحسن النفالي مدير إدارة المهرجانات العربية في الهيئة نيابة عن الأمين العام للهيئة السيد إسماعيل عبد الله، كما شاركت الهيئة العربية للمسرح في اللقاء بمعرض كتب من منشوراتها، كما ألقى كلمة بالمناسبة السيد عبد القادر غونغاي عميد كلية جامعة ابن مسيك في الدارالبيضاء ومدير المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في الدارالبيضاء. عرف اللقاء المسرحي العربي في هانوفر في نسخته الرابعة تنظيم طاولة مستديرة بين المسرحيين المهجريين حول موضوع "المسرح والهجرة" إدارة الندوة عبد الجبار خمران وعبد الفتاح الديوري، وقد شارك فيها كل من الفنانة السورية المقيمة في كندا ندى حمصي وبعض أعضاء فرقة الفضاء المسرحي متعدد الثقافات في كندا والمخرجة اللبنانية المقيمة في فرنسا سيرين أشقر ومديرة مهرجان شباك في لندن الأستاذة علياء الزغبي والمخرجة اللبنانية لينا أبيض والفنان المغربي المقيم في ألمانيا يونس عتبان والفنان اليمني المقيم في ألمانيا عبد القادر صبري وممثلة القسم الثقافي في مجلس مدينة هانوفر… كما نظمت مائدة مستديرة حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة حضرها نخبة من المسرحيين المشاركين في هذه الدورة بمشاركة السيدة سيلجيا جادولا من مؤسسة الرابطة الاتحادية للفنون التشكيلية الحرة الألمانية، والسيدة مارتينا فون بارجن من مؤسسة رابطة سكسونيا السفلى للمسرح الحر الألمانية. إلى جانب ذلك، تم عقد لقاء تداولي حول الصعوبات والتحديات التي تواجه بعض المهرجانات الفنية، حضره بعض مدراء وبعض منسقي هذه المهرجانات في العالم العربي وخارجه ممن شاركوا في فعاليات اللقاء المسرحي العربي في هانوفر لهذا العام، منهم ريم خالد علام المديرة التنفيذية ومساعد منسق مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة في القاهرة، وعلياء الزغبي مديرة مهرجان شباك في لندن بانجلترا، ونيصاف بن حفصية مديرة أيام قرطاج المسرحية في تونس، وعبد القادرغونغاي مدير المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في الدارالبيضاء بالمغرب… والحسن النفالي مدير إدارة المهرجانات العربية في الهيئة العربية للمسرح. ليجتمع كل المشاركين في هذه اللقاءات والنقاشات في جلسة ختامية قُدمت فيها تقارير حول الاجتماعات كما عرفت أيضا نقاشا تقييميا لمختلف فعاليات النسخة الرابعة من اللقاء المسرحي العربي في هانوفر بألمانيا (من 07 إلى 12 يونيو 2022). ونظم أيضا معرض لصور من المسرحيات التي شاركت في الدورات الثلاث السابقة للملتقى. وجدير بالذكر أن الدورة الأولى من اللقاء المسرحي العربي في هانوفر التي نظمت في 2012 اشتبكت فعالياتها موضوعاتيا مع ما عرفه العالم العربي من أحداث أطلق عليها "الربيع العربي" فكان محورا للدورة الأولى حيث تم اللقاء بين عدد من الفرق العربية والأوربية، وقدمت عروض ونظمت لقاءات وورشات لفائدة الشباب الألماني. وتابعت وسائل الإعلام العربية والألمانية مختلف فقرات اللقاء، وهو ما ساعد على التعريف بالملتقى المسرحي العربي في هانوفر ونشر أخبار وفعاليات الدورة الأولى. أما اللقاء الثاني في 2014 فقد تم توجيه الاهتمام فيه إلى مكون أساسي من مكونات المجتمع العربي وهو المرأة، وذلك رغبة من إدارة اللقاء في إظهار واقع المرأة في الوطن العربي، ليس فقط من خلال معاناتها ولكن أيضا من خلال ما حققته وتحققه من إنجازات للرفع من نمو مجتمعها، وأيضا للإشادة بالجهود التي تبذلها للتموقع كفاعلة أساسية في التغيير والمساهمة في مختلف التحولات التي تعرفها المجتمعات العربية. في هذا الإطار، قدمت عروض مسرحية نسائية تناولت قضايا المرأة داخل المجتمع في علاقتها بالرجل وبالعادات والتقاليد وبالمكبوت والمسكوت عنه، وأيضا إبراز رغبتها في التعبير عن أحاسيسها وأفكارها ومواقفها وفي المشاركة في تطوير ونمو المجتمع. كانت هذه فرصة للتواصل مع الجمهور الألماني، ومن خلاله مع الجمهور الغربي، ومناسبة لهذا الأخير لمعرفة طموحات وهموم وتطلعات المرأة العربية في صورتها الحقيقية. أما اللقاء الثالث فقد نظم في 2017، تحت عنوان "الملاذ"، وجاء انعكاسا لما يعرفه العالم من تحركات وتحولات إثر الأحداث والمآسي التي يعرفها الشرق العربي والتي كانت نتيجتها كل حركات التنقل والهجرة واللجوء وما واكب ذلك من مآسي القتل والتعذيب والغرق والتشرد مس الآلاف من المهاجرين واللاجئين من كل الفئات نساء ورجالا وأطفالا ومسنين…. كلهم كانوا يبحثون عن الخلاص "ملاذ"، وهم يرمون بأنفسهم إلى المجهول. لتأتي الدورة الرابعة بعض التوقف الاضطراري لأنشطة اللقاء المسرحي العربي في هانوفر على خلفية تفشي فيروس كوفيد 19، كتعبير على إصرار منظميه من فنانين ومسؤولين إداريين في أن يستمر هذا اللقاء المسرحي الفني كنافذة حضارية لتلاقي التجارب وتلاقحها وإعطاء فكرة عن الفعل المسرحي في الجنوب وتقريب الجمهور الغربي، خاصة الألماني – كما يعبر منظمو هذا اللقاء – من واقع العالم العربي عبر فنه وثقافته… وخلق جسور الاتصال والتواصل بين المسرحيين العرب المقيمين في الوطن العربي وخارجه، وخلق منصة فنية وثقافية في أوربا لتقديم عروض مسرحية عربية أمام الجمهور الألماني، وخلق حوار بين الجانبين، تكون فيه العروض المسرحية، أساسا في نقاش مفتوح لمختلف القضايا وطرح الأسئلة، والعمل على تصحيح بعض الأحكام الجاهزة وإعادة النظر في بعض ما تروج له بعض وسائل الإعلام الغربية عن العالم العربي، والتفكير بشكل جماعي مع اختلاف الرؤى والتوجهات في تعميق النقاش وتعزيز العلاقات بين الجانبين العربي والألماني. ***** مهرجان لمسرح البافيون/ جمعية المبادرة المجتمعية راشبلاتس المسجلة ومسرح الورشة بهانوفر. برعاية مؤسسة الثقافة الاتحادية، والمستشارة الاتحادية لشؤون الثقافة والإعلام، ومؤسسة ساكسونيا السفلى ووزارة ساكسونيا السفلى للعلوم والثقافة وكذلك المكتب الثقافي لهانوفر عاصمة ساكسونيا السفلى. وبتعاون مع الهيئة العربية للمسرح وقسم "الثقافة العالمية" في مكتب هانوفر الثقافي. الإدارة الفنية: زابينه تروتشل، فتاح ديوري، كوثر سليماني، كاتارينا فيزوتسكي إدارة المشروع: إلكه سيبولسكي إدارة الإنتاج: رونا لودين هانوفر: عبد الجبار خمران