في إطار الاستعدادات الأخيرة للمركز الثقافي Pavillon لمدينة هانوفر الألمانية، لاستقبال الفرق المسرحية العربية، التي ستشارك في لقائه المسرحي العربي، الذي سيشهد نسخته الثالثة من 19 إلى 25 في الشهر الأول من السنة القادمة، و هو لقاء يعقد مرة كل سنتين في عاصمة ساكسونيا السفلى هانوفر، عقد الطاقم المنظم لهذا اللقاء المسرحي، الذي كان يحمل سابقا اسم « مهرجان الربيع العربي للمسرح»، ندوة صحافية يوم 27 من الشهر الماضي حضرتها وسائل الإعلام الالمانية و العربية المرئية و المكتوبة، حيث تحدث فيها مدير التظاهرة الفنية الفنان المسرحي المغربي عبد الفتاح الديوري، عن الظروف، التي أنتجت هذا اللقاء المسرحي المتفرد في أسلوبه في ألمانيا و في أوروبا عامة، يقول مدير المهرجان عبد الفتاح الديوري: « لقد عرف العالم العربي سنة 2011 تحولات درامية، حيث لم يعد شيء مثل سابق عهده، فقد قامت بعض الشعوب بإسقاط حكامها، على أساس أن يتحول كل شيء إلى أحسن، غير انه للأسف لم يحصل ذلك. فقد بادر كل من البافيون و شريكه مسرح الورشة Theaterwerkstatt آنذاك بالتجاوب بسرعة مع هذه المنعطفات العربية و دعا إلى تأسيس هذا اللقاء المسرح العربي في مدينة هانوفر، الذي تحول لاحقا إلى مثابة مسرحية هامة خارج الرقعة العربية.» كذلك واصلت المخرجة المسرحية و مديرة مسرح الورشة Sabine Trِtschel: حديث الديوري بقولها: « سنتان لاحقا تناولنا في اللقاء وضعية المرأة في قضية التحولات، التي شهدتها الساحة العربية و بالتحديد شمال افريقيا.» أما المكلفة بالعلاقات الخارجية والإعلامية Mariam Siavash فقد قدمت نبذة عن موضوع اللقاء الثالث لسنة 2017 « الملجأ» و عن التصورات المختلفة في حركة اللجوء من وجهة نظر اللاجئين أنفسهم. وكيف يتم التعامل مع موضوع الساعة في أوروبا « اللجوء» في الفن المسرحي من قبل الدول القادمين منها. فعن التساؤل حول الدور الذي يلعبه المسرح كملجأ، من أجل خلق بديل للتعايش المجتمعي في الفن و تطويره و بناء فضاء للآمال والأحلام؟ يجيب عبد الفتاح الديوري: «بطبيعة الحال فإننا نمنح بإمكانيات اللقاء المسرحي هذا، ملجأ للفاعلين المسرحيين مدة فعاليات اللقاء من أجل التبادل و الحوار سواء بين القادمين من الدول العربية و الذين في لا يمكنهم في الوقت الحاضر العيش من فنهم، حيث حياتهم تكون مهددة من ناحية، إذا ما هم تبنوا مقولات استفزازية» . فاللقاء يتميز عن غيره من التظاهرات المسرحية في البلدان العربية من حيث، « أن المشاركة فيه، يقول عبد الفتاح الديوري، لا تعرف مباريات ولا جوائز و اختيار العروض المقدمة يكون وفقا لجودتها، و ذلك من خلال مشاهدتها للعروض أثناء تقديمها في المهرجانات المسرحية في الدول العربية أو العالمية. ستعرف عروض هذه الدورة مشاركات من المغرب، تونس، مصر،سوريا ، لبنان، فلسطين و البلد المضيف ألمانيا. في البدء كان المغرب كتوطئة لهذه التظاهرة الثقافية الفنية العربية، والتي ما فتئت تستقطب الإعلام الغربي و العربي على حد سواء، فقد شرعت إدارة المهرجان بتقديم مقدمات لهذا اللقاء، حيث تم أقامت أياما ثقافية فنية تحت شعار « المسرح والفن من المغرب»، التي اشتملت على معرض للرسامة و الممثلة المغربية فريدة بوعزاوي، من 27 من الشهر الماضي و سيستمر إلى نهاية الشهر الحالي. فبعد أن كرست بوعزاوي جهودها في العمل المسرحي من خلال انضمامها إلى مجموعة «أكواريوم» المسرحية بعاصمة المغرب الرباط و تركت بأدائها بصمات على بعض أعمال هذه المجموعة، عادت إلى شغفها الحقيقي، الذي هو الرسم، حيث اشتغلت في مصوراتها على التعبير بكل قوة عن هذا العشق الفني من خلال شخصياتها النسائية ، التي ما برحت تمنحهم حضورهم القوي عبر أسلوبها، الذي يتراوح بين السوريالية و الكاريكاتورية لجسد المرأة والتعبير على انتهاك هذا الجسد. في هذا الإطار قدمت فرقة الاكواريوم ، التي تعد أول فرقة نسائية مسرحية تهتم بالدرجة الأولى بقضايا النساء في المغرب يوم 29 .09 مسرحيتها «التلفة»، التي كتبها رشيد أمحجور و أخرجتها المخرجة نعيمة زيطان، موضوعها النساء العاهرات، اللاتي وراء بوابات السجون فيما يعرف بالسجن الاحتياطي و دون محاكمة. هذا العرض، الذي عرف حوارا مع الجمهور، أوضح فيه طاقم العمل ملابسات وظروف تكون العمل. كما سبقت هذا العرض ندوة حول العهارة في المغرب بمشاركة المخرجة نعيمة زيطان وإحدى العاملات في مكتب مساعدة وإسداء النصيحة العاهرات في مدينة هانوفر. ندوة تم فيها التطرق إلى هذه الظاهرة، التي تتواجد في المغرب في وسط يفتقر إلى التكوين و التأهيل الاجتماعي داخل اسر تضطرها الظروف الاقتصادية بالدرجة الأولى إلى ممارسة هذه المهنة، التي لها رواد من كل الشرائح الاجتماعية، غير انه لا يتم الاعتراف بها ، بل المعاقبة عليها من المنظور الديني بينما لا ينص القانون المغربي على معاقبتها. كما جاء في مداخلة زيطان. ثورة الفيسبوك العرض المسرحي الأخر، الذي اشتغل عليه مسرح الورشة التابع لمجمع البافيون يوم السبت الأول من هذا الشهر هو مسرحية « أذكى إنسان في الفيس بوك» الذي أخرجته ليلى سمان و تشخيص كل من الممثلة الفلسطينية سلوى نقارة و الممثل السوري عصام المسكي، حين وصل سنة 2011 الربيع العربي إلى سوريا، اختار كاتب العمل عبود سعيد ثورته الخاصة في الانترنيت، أنه يحلم، يشك، يحتج بشكل ساخر، يلعب بهويته، يستعرض نفسه يوميا ، يقدم تقارير عن حياته اليومية ، عن أمه عن التدخين وعن الوضع السياسي . « انه يقدم نفسه بطلا في يومياته المريرة وبذلك يفتح أمامنا نافذة نلقي من خلالها نظرة إنسانية مغايرة على بلده، عكس ما تقوم به التقارير الحربية، التي تصل إلينا.» تقول ورقة تقديم العمل.