في غضون الأيام القليلة المقبلة تشهد عاصمة ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية هانوفر لقاءها المسرحي العربي الثالث، الذي ستنطلق فعالياته يوم 19 من هذا الشهر، و ستستمر إلى 25 منه . هذا اللقاء، الذي ستشارك فيه هذه السنة ست دول و هي المغرب، تونس، مصر، لبنان، فلسطين و سوريا، ستقدم خلاله ثمانية فرق أعمالا مسرحية إلى جانب مسرحي عرض ألماني حول رسائل عبود سعيد الالكترونية من سوريا، ستقدمه مجموعة «مسرح الورشة» لمدينة هانوفر. و سيشهد هذا اللقاء أمسية موسيقية مع فرقة اللاجئين السورية « خبز دولة» و معرضا جماعيا للصور و أعمالا فنية لمبدعين عربا مقيمين في المنفى الألماني، وكذا ندوات و ورشات مسرحية تكوينية خاصة مع الأطفال اللاجئين، الذين احتضنتهم المدينة و ضواحيها في غياب عن آبائهم. وقد بدت التوطئة لهذا اللقاء العربي يوم 9 من هذا الشهر، بعرض عدد من الأفلام السينمائية من المغرب، سوريا، لبنان و تونس /فرنسا، كما حرص الطاقم المنظم تحت إدارة مبدع هذا اللقاء المسرحي العربي الفريد من نوعه في كل أوروبا ، الفنان المغربي عبد الفتاح الديوري، على تنظيم مسابقة فكرية، الهادفة إلى اختبار ، مدى معلومات الإنسان الألماني العامة عن العالم العربي . كما سيعرف اللقاء أيضا جلسات نقاش مع الجمهور، الذي سيحضر الأعمال، مباشرة بعد نهاية تقديم كل عمل مسرحي . و في إطار اطلاع المبدعين المشاركين في اللقاء على أساليب و طرق العمل المسرحي في ألمانيا و في مدينة هانوفر خاصة، سيتم تنظيم زيارات ميدانية إلى عدد من المؤسسات الفنية و المسرحية للوقوف على الانجازات الفنية في المدينة. في سياق التعرف على التجربة الديموقراطية للمدينة، حيث سيقوم المشاركون العرب بزيارة بلدية المدينة و عمدتها، الذي سيقدم نبذة عن الأسلوب السياسي و مناهج العمل الديموقراطي المتبعة في حكومته. لقد كان انطلاق هذا اللقاء المسرحي العربي «سنة 2012 استجابة للمستجدات، التي عرفها آنذاك عدد من الدول العربية تحت شعار ، الربيع العربي» ، كما قال مدير اللقاء الديوري في الندوة الصحافية ، التي عقدت يوم 12 من هذا الشهر ، و التي شارك فيها ممثلو عدد من المحطات التلفزيونية ، وكالة الأنباء الألمانية إلى جانب عدد من مراسلي الصحف الوطنية الألمانية، فقد تناقل في اليوم التالي خبر وشك انطلاق اللقاء المسرحي العربي العديد من الصحف و المواقع الالكترونية الألمانية و ذلك لما أصبح يمثله هذا اللقاء المسرحي، الذي ينظمه مرة كل سنتين المركز الثقافي Pavillon لمدينة هانوفر، من أهمية فنية من منطلق أنه لقاء للمبدعين العرب خارج البلاد العربية..، فقد أصبح يعتبر أحد أهم الروافد المسرحية العربية ، التي تهدف إلى فتح نافذة أمام الجمهور المسرحي خاصة و الفني الألماني عامة و كذا أمام المهتمين بالحركة الفنية في العالم العربي، من اجل الاطلاع على عدد من الأعمال العربية من المغرب العربي إلى المشرق ، فهذا اللقاء كما يقول الديوري : « هو مناسبة مسرحية تهدف إلى خلق إطار للحوار و التبادل الفني العربي - الغربي من جهة، و العربي - العربي من جهة ثانية، و خلق إطار فني من خلال لقاءات المبدعين و المبدعات العرب خارج البلاد العربية بعيدا عن نمط التباري من أجل الجوائز،» فاللقاء ينهج أسلوب تقديم العروض بغرض إبراز الأعمال المسرحية للمشاهد الغربي و التعريف من خلالها بآخر الطروحات الفكرية و القضايا السياسية و الاجتماعية ، التي تشغل اهتمام المبدع العربي. «فعلى الرغم من الصعوبات، التي واجهها الطاقم المنظم ،» تقول عضوتا الطاقم الفني للقاء سبينا تروتشل و مريم سيافاش، « من أجل الحصول على تأشيرات دخول عدد من الفنانين المسرحيين المقيمين حاليا خارج أوطانهم إلى التراب الألماني ، فقد تم بمجهودات عدد من الجهات المساندة للقاء التوصل إلى منح هؤلاء الفنانين تأشيراتهم للالتحاق بركب اللقاء المسرحي العربي. و الآن نحن على شوق و لهف لبداية اللقاء المسرحي العربي. هذا، ويتضمن اللقاء عروض «افهم الناس فى الفيس بوك» لورشة المسرح بهانوفر، «مسافر ليل» لفرقة كريشندو من مصر، «دموع بالكحل» لفرقة أنفاس من المغرب، «فوق الصفر» لمسرح كون من سوريا، «ثلاثة في واحد» لفرقة نعم من فلسطين، «الضربة القاضية «للمسرح الوطنى من تونس، «تأثير الكلمة» لمسرح العبور من المغرب و «الطين» لمسرح دمية من تونس.