عاشت مدينة القنيطرة مساء الجمعة الماضية، على إيقاع مهرجانها الثقافي الرابع « تاموسيدا «الذي سعى خلال هذه الدورة إلى الاحتفاء بمقومات الفنون الشعبية لجهة الغرب الشراردة بني احسن من خلال التعريف بالخصوصيات الفنية والثقافية للمنطقة. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة التي استمرت إلى غاية أمس الأحد، تحت شعار «فنون الغرب تراث وأجيال»، بتقديم فرق فنية محلية لعروض من فنون الغرب التراثية ( الهيت والرما ومتارف ورشوق ) عرفت إقبالا كثيفا وتفاعلا كبيرا من طرف عشاق الموسيقى الشعبية والتراث المحلي الغرباوي. واستطاعت هذه الفرق المحلية المتمرسة على هذا الفن الأصيل والعريق أن تجعل من الجمهور طرفا مشاركا لها، مما يعكس عشق الجمهور المغربي لكل ماهو أصيل . وأكد ياسين الوالي الإدريسي رئيس مجموعة الأصالة، أحد الفرق التراثية المشاركة في هذه الدورة، أن اختيار مجموعة من الفرق المحلية للمشاركة في المهرجان يعد تكريما للتراث الفني الغرباوي الغني والمتنوع من أجل الارتقاء بالإنتاج المحلي و المساهمة في النهوض بالفنون التراثية الأصيلة . وأضاف أن هذه التظاهرة الفنية تعد فرصة لتثمين الموروث الثقافي المغربي وإنعاش الأنشطة السياحية بالمدينة فضلا عن كونه يشكل فضاء لتلاقح الفنون الشعبية المغربية مع الموسيقى العالمية ،مشددا على أهمية هذه التظاهرة في إبراز الفرق الفنية الشابة التي تتفاعل مع التراث الأصيل . كما تميز حفل افتتاح هذه الدورة التي ساهم في تنشيطها الفنان محمد الخياري، بتقديم مجموعة من الفنانين المغاربة، منهم نجاة اعتابو وطهور وجمال القنيطري وهشام الروت وفريد القنيطري عروض فنية زاوجت بين الفرجة التعبيرية وبين ثراء الاشكال التعبيرية الجديدة المستوحاة من تجارب فنية معاصرة. وتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم معرض لمؤلفات وكتب الباحثين والمبدعين والكتاب بالمدينة والجهة بتعاون مع جامعة ابن طفيل وفرع اتحاد كتاب المغرب وكذا معرض للوحات التشكيلية بمساهمة الفنانين التشكيليين بالمدينة والجهة. و اختارت جمعية مهرجان القنيطرة اسم « تاموسيدا» للمهرجان مساهمة منها في التعريف بهذا الموقع الأثري الذي يبعد بحوالي 4 كيلومترات على مدينة القنيطرة و الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى نحو 22 قرنا.