عمت مظاهرات في أكثر من عشر مدن إسرائيلية مساء أول أمس السبت استمرارا للاحتجاجات المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين ضد أزمات السكن والجهاز الصحي وغلاء المعيشة، وطالب المشاركون في المظاهرات بالعدالة الاجتماعية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشعار الموحد للمظاهرات هو الشعب يطالب بالعدالة الاجتماعية، كما رفع المتظاهرون شعار «الحكم + رأس المال = كارثة». وسارت المظاهرات من مدينة كريات شمونية في شمال إسرائيل وحتى مدينة بئر السبع في جنوبها، لكن المظاهرة الأكبر جرت في تل أبيب التي ذكرت تقارير أنه يتوقع أن يصل عدد المشاركين فيها إلى 120 ألفا، بينما تظاهر في حيفا عشرة آلاف ومثلهم في القدس. ونشرت الشرطة الإسرائيلية قوات كبيرة في المدن وخصوصا في تل أبيب والقدس. وقال روعي نويمان وهو أحد المتحدثين باسم الاحتجاجات إنهم لن يتراجعوا عن ممارسة الضغط على الحكومة، مضيفا «نأمل أن تحل الحكومة المشاكل صباح غد لكن حتى ذلك الحين سوف نستمر في الاحتجاجات». من جانبه قال الوزير ميخائيل إيتان من حزب الليكود للقناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي إنه يوجد عدد قليل من المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الحكومة، لكن الأغلبية تريد التغيير مؤكدا أن التحالف الحكومي مستقر. وعلى الجانب الآخر قالت رئيسة المعارضة وحزب كاديما تسيبي ليفني للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي إن الشعب يستحق حكومة أخرى، ودعت إلى إلغاء العطلة الصيفية للكنيست على ضوء الاحتجاجات المتصاعدة. جدير بالذكر أن الاحتجاجات الحالية تقودها نقابة الأطباء ولجان الطلاب الجامعيين ومواطنون شكلوا حركة احتجاج واسعة ضد ارتفاع أسعار السكن، ويسعى المحتجون إلى تغييب هوياتهم السياسية عن الاحتجاجات. يشار إلى أن الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار السكن بدأت بإقامة معسكر خيام في وسط مدينة تل أبيب قبل أكثر من أسبوعين وسرعان ما امتدت إلى العديد من المدن الأخرى في أنحاء إسرائيل. وعقب ذلك صعد الأطباء من احتجاجاتهم في العمل وانطلقوا في مظاهرات يومية بعد أن غادروا أعمالهم في المستشفيات احتجاجا على أوضاع الجهاز الصحي المتردية، وحذروا من انهيار هذا الجهاز.