قال إدريس الإدريسي مدير المهرجان الوطني الأول لمسرح الشباب إن تجربة مهرجان مسرح الشباب التي أقيمت بين 10 و13 ماي الجاري تحت شعار "الشباب دعامة للنموذج التنموي الجديد"، استطاعت أن تحقق أهدافها وغاياتها على أكثر من مستوى. وقال الإدريسي في "حوار إكسربيس" مع جريدة "بيان اليوم" إن الدورة الأولى التي جرى إسدال الستار عنها الجمعة الماضي بالرباط، تمكنت من ضخ دماء جديدة في شرايين إبداعات الشباب ببلادنا ودفع مبدعات ومبدعين شباب إلى معانقة خشبات المسرح. وأكد الإدريسي على أن الدورة الأولى أبانت للمنظمين مجموعة من الأفكار والخلاصات التي يمكن العمل عليها من الآن من أجل تطوير هذه التجربة في الدورات اللاحقة، مشيرا إلى أن العمل بدأ من قبل المنظمين في تقييم الدورة الأولى وبلورة الخلاصات والأفكار بإشراك مختلف الفروع الإقليمية والجهوية التي احتضنت بدورها الإقصائيات المؤهلة للمهرجان الوطني. وخلص الإدريسي إلى أن هذه التجربة تهدف إلى بعث نهضة مسرحية شبيهة بتجربة الهواة، التي قال إنها شكلت المشتل الذي زود الساحة المسرحية الوطنية بخيرة مبدعيها، مشددا على أن طموح القائمين على تجربة مسرح الشباب هو مواكبة ودعم جيل جديد من المبدعين المسرحيين. ما هو تقييمكم للدورة الأولى لمسرح الشباب، أساسا من حيث الإبداع؟ يمكنني الجزم أن الدورة الأولى للمهرجان الوطني الأول لمسرح الشباب قد حققت غاياتها المثلى ونجحت على أكثر من مستوى، فقد استطاعت أن تضخ دماء جديدة في مسرح الشباب ودفع مبدعين ومبدعات شباب إلى معانقة خشبات المسرح وإنجاز أعمال مسرحية بديعة والمشاركة بها في المسابقات الإقليمية والجهوية والتي أسفرت عن اختيار 12 مسرحية تمثل كل جهات المملكة، وهي عروض أثثت خشبة التباري في المهرجان الوطني تحت أعين لجنة تحكيم متكونة من شخصيات مشهود لها بالكفاءة والمهنية تحت رئاسة اسم وازن في الساحة المسرحية العربية وهو الأستاذ عبد الكريم برشيد. وقد أكدت اللجنة على المهارات الفنية والإبداعية التي اتسم بها أداء شباب الفرق المسرحية تأليفا وإخراجا وأداء وتقنية مما صعب عملية تحديد الفائزين بجوائز مجمد الجم، كما أن الجمهور استمتع كثيرا بهاته العروض. كما أن هاته الدورة كانت فرصة لتكريم ثلة من المبدعين المسرحيين من جيل التأسيس عرفانا من المهرجان لما أسدوه لمسرح الهواة من خدمات جليلة. هل يمكن القول بأن تجربة مسرح الشباب في دورتها الأولى تعد بإعادة إحياء حركة مسرح الهواة؟ أغلب القيمين على هذا المهرجان بمن فيهم محمد الجم هم نتاج مسرح الهواة والذي شكل المشتل الذي زود الساحة المسرحية الوطنية بخيرة مبدعيه، وبالحديث عن تجربة مسرح الهواة الذي كان يشكل الوجه الحقيقي للمسرح المغربي، نريد من مهرجاننا حقيقة أن يساهم في بعث نهضة مسرحية شبيهة بتجربة الهواة ولنا طموح أن يضخ دماء جديدة في الممارسة المسرحية على مستوى دور الشباب والنوادي المنتشرة عبر ربوع المملكة، إذا كان المهرجان الأول قد عرف مشاركة أكثر من مائتي فرقة في مختلف الإقصائيات فطموحنا أن تعرف الدورة القادمة مشاركة أكثر، كما أننا سنعمل في المستقبل كما فعلنا ذلك على مستوى المسرح المدرسي بمواكبة الشباب بدورات تكوينية تنمي مداركهم ومهاراتهم الفنية في مختلف المجالات. انطلاقا من الخلاصات والملاحظات التي خرجتم بها من الدورة الأولى، ما هو تصوركم وما رؤيتكم للدورات المقبلة؟ الوقت الآن هو لإجراء تقييم للدورة الأولى بمختلف مراحلها واستخلاص النتائج، والعمل على تكريس النجاحات وتجاوز الهفوات التي وقعنا فيها، إما عن غير قصد، أو نتيجة إكراهات مرتبطة بالإمكانات، وربما أولى الإصلاحات الواجب اتخاذها في الدورة المقبلة هو عدم تكثيف العروض في مدة قصيرة حتى نوفر للفرق الوقت الكافي لتحضير العروض وحتى تشتغل لجنة التحكيم في ظروف مريحة، وسنعمل على التواصل مع فروعنا في مختلف الجهات لمعرفة رأيهم حول ظروف انعقاد الإقصائيات حتى نقوم بإصلاحات شمولية، ستنعكس لا محالة على مستوى المهرجان الوطني في دوراته القادمة.