ضرورة خلق استراتيجيات وقائية يشارك فيها الفرد والمجتمع بكافة مؤسساته ووسائله عرفت الجديدة، مؤخرا انخفاضا ملحوظا للجريمة بكل أنواعها وأصنافها، كما أكدته التقارير التي صدرت مؤخرا، عن الجهات الرسمية، الشيء الذي خلف ارتياحا كبيرا لساكنة المنطقة واستحسنته جمعيات المجتمع المدني وباقي الفعاليات المهتمة بالشأن المحلي بالمدينة. ويرجع الفضل في هذا المعطى الجديد، حسب مصدر أمني، إلى الإستراتيجية التي تعتمدها السلطات الأمنية بالمدينة، والتي تركز فيها على الحملات الاستباقية التي تعتمد فيها على الدقة في التنفيذ لتحقيق الأهداف المرجوة، حيث تمكنت هذه الحملات بفضل الإمكانيات البشرية والوسائل اللوجستيكية وكذا التنسيق بين الأجهزة المختلفة من استتباب الأمن. وكشف المصدر نفسه، أن معدل الجريمة تقلص خلال النصف الأول من السنة الجارية مقارنة مع ما كانت عليه المؤشرات السنة الماضية، مرجعا ذلك، إلى قيام الفرق التابعة لمختلف المصالح الأمنية بعمليات وجولات منتظمة بالأحياء الهامشية، والحملات التمشيطية التي تستهدف أوكار الجريمة والنقط السوداء المعروفة بتوزيع المخدرات. وهي الحملات التي مكنت من وضع اليد على العديد من المبحوث عنهم في قضايا مختلفة. وأشار نفس المصدر، إلى أن الأطقم الميدانية التابعة للمصالح الأمنية الإقليمية، كالهيأة الحضرية والفرقة السياحية والشرطة القضائية،هيأت خططا أمنية هادفة ومركزة، حسب تطور الجريمة ومقترفيها،و بناء على ما يرد على مصالح الشرطة من شكايات المواطنين الذين تعرضوا لأحداث مختفلة، يتم إخضاعها للبحث والمتابعة. وقد بلغ عدد القضايا المسجلة خلال ستة أشهر الأولى من السنة الماضية 5188 قضية، أنجزت منها 4990، وتم تقديم 6022 شخصا أمام العدالة. أما خلال سنة 2011 فبلغ عدد القضايا 4500، أنجز منها 4278 قضية وقدم خلالها 5261 متهما أمام النيابة العامة. وبهذه الأرقام سجلت مصالح الشرطة القضائية، انخفاضا ملموسا خلال ستة أشهر الأولى من السنة الجارية مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2010. وتشير الإحصائيات إلى أن القضايا المسجلة والمنجزة ترتبط أساسا، إما بجرائم الاعتداءات الماسة بالأشخاص أو الممتلكات (سرقة، سطو، تكسير، هجوم على مسكن الغير) أو الجرائم المرتبطة بالاعتداءات الماسة بالأخلاق العامة (كالفساد، والقوادة، والسكر بكل تجلياته..) أو الجرائم المرتبطة بحيازة وترويج واستهلاك المخدرات والكحول والأقراص المهلوسة. كما ابرز المصدر نفسه، أن المصالح الأمنية تمكنت خلال ستة أشهر الماضية من ضبط كميات مهمة من مختلف أنواع المخدرات في عمليات متفرقة، حيث حجزت ما مجموعه 10872 غراما من الشيرا و13024 غراما من الكيف والطابا و1640 من الأقراص المهلوسة. ومن جهة أخرى، اعتبر أحمد بن جعفر المحامي بهيئة الجديدة، أن المصالح الأمنية مهما كانت إمكانياتها البشرية واللوجستيكية، ومهما تميزت عناصرها بتقنيات عالية في مجال الوقاية من الجريمة، فإن ذلك لوحده لا يكفي ولا يسمح لعناصر الأمن بمفردها أن تؤدي مهامها كاملة، مما يتطلب تطوير وخلق استراتيجيات وقائية فاعلة تحقق الأهداف السامية والغايات النبيلة للوقاية من الجريمة، يشارك فيها الفرد والمجتمع بكافة مؤسساته ووسائطه وأدواته ووسائله، ومن جميع المستويات، للوقاية من الجريمة حتى ينعم المجتمع والفرد بأمن وارف الظلال، يمكنه من ممارسة حياته الطبيعية وتحقيق طموحاته وآماله باستقرار وسكينة.