مرة أخرى يصر النظام الجزائري على غبائه، وعلى حقده المرضي ضد المغرب، ويقترف المناورة تلو المناورة في حق المملكة، ولا يخجل حتى لما يكون عنوان الموقف والمناسبة هو: فلسطين… ممثل الجزائر في الأممالمتحدة لم يتردد هذه المرة في الاعتراض على نشر بيان باسم المجموعة العربية، يتعلق بإدانة الاعتداء الإسرائيلي الأخير على المسجد الأقصى، وذلك فقط لكون النص ينوه بعمل لجنة القدس ورئيسها ملك المغرب. كل الدول الأعضاء في المجموعة العربية أيدت البيان، الذي وزع مشروعه الوفد الفلسطيني، ما عدا ممثل الجزائر، وفي المقابل صادق المغرب على البيان من دون طلب أي تغيير أو تعديل عليه. السلوك الجزائري جسد قمة العبث الديبلوماسي، وكشف عن مستوى الحقد تجاه المغرب ومؤسساته، وبين أن النظام العسكري في البلد الجار لم يعد يبالي بأي شيء، حتى لو كان فلسطين، من أجل المناورة ضد المغرب. وعلاوة على كون السفراء ليس من صلاحياتهم انتقاد المسؤوليات التي يتولاها رؤساء الدول، وذلك على غرار ما فعل ممثل الجزائر في نيويورك، فإن عسكر الجار الشرقي للمملكة نسوا أنه فقط في شهر مارس المنصرم، كانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الاسرائيلية غير القانونية في مدينة القدسالمحتلة قد أشادت بالجهود التي يبذلها جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن المدينة المقدسة، ومن ثم قبل وزير الخارجية الجزائري في القاهرة ما عارضه سفيره في نيويورك بعد أيام فقط، وهي ازدواجية تفضح بلادة ديبلوماسية وسياسية، وتفضح تغلغل الحقد المرضي لدى النظام الجزائري تجاه المغرب. بيان المجموعة العربية في نيويورك كان يعني القدس الشريف، وهنا بالذات لا توجد ولو مساهمة رمزية بسيطة للنظام الجزائري، ولا تحق له المزايدة على المغرب، أو إنكار أدواره، وخصوصا جهود جلالة الملك، الذي يترأس لجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي. المغرب، في المقابل، لم يسجل أي اعتراض أو تحفظ على مشروع البيان الذي أعده الوفد الفلسطيني، ولم يعترض كذلك على الإشارة لدور مصر أو دور الأردن، وذلك لوجود جهود فعلية حقيقية يتم بذلها، ولكن النظام الجزائري ما فتئ يكتفي بالخطب والمناورات وتكرار الشعارات، من دون أي عمل ملموس على الأرض لصالح القدس والمقدسيين. هذا الغباء الديبلوماسي والسياسي الجزائري، الذي اقترف في نيويورك، وحال دون بلورة موقف مشترك للمجموعة العربية هناك، جعل المراقبين يتخوفون من إمعان النظام العسكري للبلد الجار في ارتكاب ذات الحماقات، بمناسبة ترؤسه للقمة العربية المقبلة، ومن ثم استغلال ذلك للمناورة، من جديد، ضد المغرب، والتضحية بالعمل العربي المشترك. المملكة، في كل الأحوال، تستمر في الدعم العملي والميداني والسياسي للقدس الشريف وأهلها، وللقضية الفلسطينية، وتنصت، في ذلك، للوجدان المغربي أولا، وللارتباط العريق للشعب المغربي بأرض فلسطين، وبالقدس وترابها ورمزيتها…، والمملكة لا ترى في الأمر أي حسابات صغيرة، وذلك عكس جارنا الشرقي الذي لا يتردد في الدوس على كل المبادئ والانشغالات المشتركة، فقط لكي يقترف مناورة جديدة ضد المملكة ومصالحها وحقوقها. محتات الرقاص