المغرب والبوليساريو يعودان إلى طاولة التفاوض في أفق الجولة الخامسة من المفاوضات الرسمية يعود أطراف النزاع في الصحراء يوم غد الثلاثاء إلى طاولة المفاوضات، في إطار الجولة الثامنة من المفاوضات غير الرسمية الممهدة للجولة الخامسة من المفوضات المباشرة، بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام إلى المنطقة، كريستوفر روس، بضاحية نيويورك، من أجل تعميق النقاش حول مقترحات كل طرف، والتقدم في مناقشة الأفكار الجديدة التي قدمها الأمين العام، ومراجعة وضع تدابير بناء الثقة، ومواصلة دراسة موضوع نزع الألغام، وموضوع الثروات الطبيعية. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، مارتن نيزرسكي، الخميس الماضي، أن الجولة الثامنة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء ستعقد بغرين ثري لونغ آيلاند بضواحي مدينة نيويوركالأمريكية ابتداء من اليوم الثلاثاء 19 إلى غاية يوم الخميس المقبل الموافق ل 21 يوليوز الجاري، بحضور الجزائر وموريتانيا، الدولتان الجاران. ويأتي هذا الاجتماع في خضم الحملة التي تشنها البوليساريو لعرقلة مساعي الأممالمتحدة للتسوية النهائية للنزاع المفتعل، بمباركة من الجزائر. وعشية انعقاد الجولة الثامنة من هذه المفاوضات، خرج سفير الجمهورية الوهمية بالجزائر، بتصريحات تتهم فرنسا، وليس المغرب، بعرقلة مساعي التسوية السلمية للنزاع في الصحراء. هذه التصريحات التي تتهم فرنسا بعرقلة جهود السلام الأممية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، حيث سبق للبوليساريو أن وصفت موقف فرنسا، غداة صدور القرار الأممي الأخير، ب «السلبي» داخل مجلس الأمن و»يدعم الموقف المغربي ويطلق يد المغرب لمواصلة انتهاكات لحقوق الإنسان في الصحراء، وهو الذي كان وراء عرقلة إنشاء آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء». وأكد نيزرسكي، حسب بيان نشره موقع الأممالمتحدة، أن جدول أعمال الاجتماع الثامن من نوعه، منذ غشت 2009، يتضمن، حسب ما هو متفق عليه بين الأطراف، «تعميق النقاش حول مقترح كل طرف للتقدم في التوصل إلى تسوية سلمية ونهائية للنزاع، خصوصا ما يتعلق بالهيئة الناخبة وإجراءات تقرير المصير». وأضاف المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن الاجتماع سيتطرق أيضا إلى الأفكار المتجددة التي تضمنها تقرير الأمين العام الأخير، كما سيكون مناسبة أخرى للأطراف لمواصلة وضع تدابير الثقة، من خلال تبادل الزيارات العائلية بين مخيمات تيندوف والأقاليم الجنوبية للمملكة. وعادت البوليساريو إلى أسطوانتها المشروخة، بالركوب على ورقة حقوق الإنسان، من خلال الإصرار على إثارة مشكل حقوق الإنسان في الصحراء في كل مناسبة، متناسية أن أكبر انتهاك لحقوق الإنسان هو الذي تمارسه في مخيمات الاحتجاز ضد سكان أبرياء في ظروف مأساوية تزداد تفاقما سنة بعض أخرى. وفي محاولة يائسة لتوجيه أنظار العالم إلى معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، مارس سفير البوليزاريو بالجزائر الهروب إلى الأمام، محملا مسؤولية تعثر التسوية النهائية للنزاع المفتعل إلى بعض الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، دون أن يسميها، الذين يمارسون ما أسماه «سياسة الكيل بمكيالين» مطالبا إياها ب»الانسجام بين الخطاب والممارسة» وعدم التمييز بين حقوق الإنسان في الصحراء أو غيرها من بقاع العالم التي يتم فيها انتهاك حقوق الإنسان، متناسيا أن البوليساريو هي أول من يخرق هذه الحقوق، حيث لا تزال قضية مصطفى سلمة ولد سيدي مولود المبعد من طرف البوليساريو تسائل الرأي العام الدولي، حيث يعيش بعيدا عن أطفاله وأسرته لا لذنب اقترفه إلا لأنه أعلن تأييده لمشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب كأساس لتسوية النزاع. ويذكر أن آخر لقاء غير رسمي احتضنه نفس المكان عقد في يونيو الماضي، ولم يسجل أي تقدم في أفق إجراء الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة التي توقفت منذ مارس 2008. وإلى حدود الآن، عقدت سبع جولات من المفاوضات غير الرسمية انعقدت على التوالي في غشت 2009 بالعاصمة النمساوي فيينا، وفبرايرونونبر ودجنبر 2010 ويناير 2011 بأرمونك بضاحية نيويورك، ومارس من هذه السنة بلا فاليت عاصمة مالطا، قبل أن تعود في جولتها السابعة في يونيو الماضي إلى غرين ثري لونغ آيلاند بضواحي نيويورك، وهي التي تحتضن الجولة الثامنة المقررة غدا.