اختتمت، يوم الأحد الماضي في مانهاست في ضواحي نيويورك، الجولة الخامسة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو، بحضور ممثلين عن الجزائر وموريتانيا، تحت رعاية المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، كريستوفر روس. وقد أعلن هذا الأخير، خلال ختام هذه الجولة، في تصريحات للصحافة، أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستعقد في شهر مارس المقبل، من أجل تطوير أفكار ملموسة. وأكد المبعوث الشخصي أن الأطراف المشاركة في المفاوضات ستعقد لقاء في فبراير المقبل مع مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين في جنيف، لدراسة خطة العمل، بهدف بناء الثقة بصورة كاملة وتنفيذ الزيارات العائلية عن طريق البر، بعدما رحبت هذه الأطراف، في الجولة الأخيرة، باستئناف الزيارات العائلية عن طريق الجو، وفق ما تم الاتفاق عليه في الجولة الثالثة من المحادثات غير الرسمية في دجنبر الماضي في مانهاست. وقال روس إن الطرفين ما زالا متباعدين في وجهات النظر بخصوص نزاع الصحراء، مضيفا بأن كلا من الطرفين يرفض اقتراح الطرف الآخر كأساس وحيد للمفاوضات المستقبلية ضمن إطار قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بعملية التفاوض الجارية. وقال وزير الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، إن الوفد المغربي تقدم مجددا خلال هذه الجولة بتفسير وشرح المقترح الخاص بالحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية في احترام كامل للسيادة المغربية، وبعدد من الأفكار الملموسة، لتسريع وتيرة المفاوضات، بهدف التوصل إلى الحل السياسي النهائي المنشود، مضيفا أن المقترحات التي تقدم بها الوفد المغربي تهم مسلسل المفاوضات ولا تهم الحل السياسي، لأن تجربة الأممالمتحدة تبين أنه عندما لا تتوصل الأطراف إلى تقدم ملموس، تلجأ إلى مقاربات أخرى في المفاوضات، كدراسة بعض النقط والمجالات، لتسهيل وتسريع المفاوضات. وأوضح الفاسي الفهري أن الوفد المغربي المفاوض، ركز على أهمية مناقشة موضوع الثروات الحقيقية في المنطقة وتمثيلية المواطنين الصحراويين في الأقاليم الجنوبية في هذه المفاوضات وضرورة اعتماد المبعوث الشخصي أساليب جديدة، بدل الاكتفاء فقط بالجولات التفاوضية، وقال إن الوفد المغربي أكد أنه من الهام للغاية أن يعرف العالم طبيعة الموارد الطبيعية في الأقاليم الجنوبية وكيف يتم الاستغلال الإيجابي لهذه الثروات لفائدة كل ساكنة الأقاليم الصحراوية، إضافة إلى المجهودات الكبرى للمغرب لإنجاز برامج تنموية تشمل مختلف المجالات. وهذه أول مرة يثار فيها موضوع إشراك الصحراويين في المفاوضات بين المغرب والبوليساريو حول نزاع الصحراء، إذ أكد الوفد المغربي خلال هذه الجولة على ضرورة توسيع الوفود لضم ممثلين عن الساكنة الصحراوية في الأقاليم الجنوبية، حتى تتاح لهم الفرصة للتعبير عن إرادتهم وللتأكيد على تصورهم، خاصة بالنسبة إلى مبادرة الحكم الذاتي، التي انطلقت وتم التفكير فيها من طرف شيوخ المنطقة ومن طرف الهيآت الممثلة للسكان.