الدار البيضاء تخرج من رتابة اليومي لتحتفي بالإبداع ورحابته دون قيود أو حدود تتواصل فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الدارالبيضاء، ببرنامج حافل يستهدف الشباب على الخصوص، مع بعض التنوع الذي يستميل أذواق مختلفة، خلطة غير متجانسة تضم المحلي، الإفريقي والعالمي، ولكن هذا هو مهرجان الدارالبيضاء ومن طبيعته الاحتفاء بالتنوع وبالموسيقى دون قيود أو حدود، لحظات فرح واحتفال يمنحها المهرجان سنة بعد أخرى لمدينة العمال، لتخرج من رتابة إيقاعها إلى فضاء الإبداع ورحابته، وكالعادة يفاجئ المهرجان المدينة العميقة عبر التوغل داخل أزقتها وفضاءاتها الضاجة بالحياة، كشارع الحسن الثاني أو لكورنيش حاملا المزيد من الحركة، الإيقاعات والألوان وكذلك العديد من الأنشطة الفنية والموسيقية المسطرة داخل برنامج غني ومتنوع ضم إلى جانب عروض الشارع، سهرات موسيقية، معارض وموائد مستديرة، كل هذا يحصل خلال أربعة أيام هي كل عمر الدورة والدارالبيضاء تستحق أكثر. كانت الانطلاقة كالعادة من شارع محمد الخامس الذي تحول إلى فضاء مؤثث بعروض الشارع وملون بالألعاب النارية كما تم عبر الانعكاس الضوئي تحويل واجهة المحكمة إلى لوحة فنية مدهشة. الموسيقى وهي عصب المهرجان صدحت في جهات الدارالبيضاء الأربع من خلال منصات كل من لكورنيش العنق، الراشيدي، سيدي البرنوصي وابن مسيك، المنصات التي توالى عليها صفوة من الفنانين سواء المحليين أو القادمين من مختلف القارات، نذكر من بينهم مغني الراب الافروامريكي فيفتي سنت « 50 Cent»، كارلينوس براون « Carlinhos Brown»، أيو « Ayo «، واين بيكفورد « Wayne Beckford «، سيفيو « Sefyu»، شورت بليتز « Shortee Blitz « وتومي ومجموعة دي فاليوم « Tumi & The Volume»، فضلا عن ذلك كانت الموسيقى المغربية حاضرة وممثلة بشكل انتقائي ببعض الأنماط كالشعبي، الأغنية الأمازيغية، العيطة، الراي، الفيزيون والهيب هوب ومن بين ممثلي هذه الاتجاهات البيغ، أوم،عادل الميلودي، زينة الداودية، فاطمة تحيحيت،سعيد ولد الحوات، سهيل البيضاوي، أماينو، يونس، المختار البركاني، الشاب قادر وغيرهم الكثير من ممثلي الأغنية المغربية الذين يشاركون في إحياء فعاليات المهرجان. هذا، وتميزت الدورة السابعة من مهرجان الدارالبيضاء موسيقى بتكريم رائدين في فنون القول ممن جعلوا من الكلمة دلالة على موقف وقضية، والمقصود بهما الشاعرالفلسطيني محمود درويش الذي تم تكريمه من خلال الحضور البارز للفنان الكبير مارسيل خليفة رفقة أميمة الخليل وفرقة الميادين، ومغني الريغي الجمايكي بوب مارلي الذي تم الاحتفاء به عبر استعادة العديد من أغانية الخالدة، أما بخصوص الفقرات الموجهة للشباب وهي كثيرة وتحوز حصة الأسد من برمجة المهرجان، فان برنامج هذه الدورة الجديدة تضمن طيفا واسعا من الأصناف الموسيقية، من موسيقى «الراب» الخالصة من نيويورك، إلى الموسيقى «فلو» لفنانين مغاربة، وخلال أربعة أيام وأربع ليال ، كانت الدارالبيضاء على موعد مع مكونات مختلفة من ثقافة «الهيب هوب»: من فناني الراب، ومنشطين موسيقيين، فناني «دي دجي»، وراقصي «بريك دانس». وحتى يستأنس الجمهور بجو المهرجان، سيتحفهم «سيفيو»، وهو من خيرة المنشطين الموسيقيين الفرنسيين في الوقت الراهن، بعرض مركز يقدم فيه أفضل أغاني ألبومه، وذلك على منصة العنق يومه. ثم تلي أداءه المتميز، وقوافي كلماته الملتزمة، موسيقى الراب الملتهبة للأمريكي «50 سنت». وسيلتقي من جديد فنان الراب/الممثل المشهور المنحدر من نيويورك، بمعجبيه يومه السبت كذلك، وهو يوم الاختتام، على منصة العنق ذاتها، ليؤدي أغنيتي «إن دا كلاب» و»كاندي شوب» اللتان لا يمكن الاستغناء عنهما، وأغاني أخرى عديدة. وحضر النجم الأمريكي للاحتفال بدورة المهرجان السابعة، على غرار « البيغ» الذي قدم عروضه يوم أمس الجمعة، وهذه المرة على منصة بن مسيك. وقدم «البيغ» موسيقى «راب» %100 من الدارالبيضاء، بأسلوبه الاحتجاجي، من خلال أغاني ألبومه الأخير «أبيض أو كحل»، وأغنيته «مابغيتش» التي يؤديها على انفراد، من بين أغاني أخرى. وعلى منصة الراشدي، تم مزج موسيقى «الراب» بموسيقى الفنانين الجنوب أفريقيين أعضاء فرقة «تومي آند دو فوليوم»، المطبوعة بنغمات الدجاز والفانك. وهكذا اعتبر يوم 15 يوليوز يوما مشهودا بالنسبة لعشاق موسيقى «الراب» التجريبي القادم من جوهانسبورغ مباشرة. كما مثل ذلك فرصة لمحبي هذا الفن حتى يطلعوا على هذا الأسلوب الجديد الذي برز للوجود خلال دورات الموسيقي الارتجالية. من جهة أخرى سيضفى «شورتي بليتز» على الدورة لمسته البريطانية، وهو «دي دجي» نجم أمسيات ايبيزا. وقد أصبح هذا ال «دي دجي» ذائع الصيت عبر أرجاء المعمور بفضل تجربة 13 سنة قضاها وهو يشارك في البرنامج الإذاعي المشهور «كيس إف-إم»، وبفضل ما راكمه من خبرة موسيقية. ولكي يقدم عرضه، سينزل «شورتي بليتز» أقراصه بالدارالبيضاء يوم 16، ليكون ذلك العرض مسك الختام. وتتخلل موسيقى «فلو» و»بيت» وأداء «دي دجي»، حركة ورقص الهيب هوب. وتأتي مسابقات الرقص الحضري (الرقص الواقف وبريك دانس) لتبرز هذا الحدث بشكل جلي، وهو حدث يتميز عن غيره من الأحداث سنة تلو أخرى. وللاحتفال بالدورة السابعة هذه السنة ، انفتح المهرجان على فنانين ينحدرون من المغرب العربي يؤدون موسيقى «البوب» و»لوك» و»الهاوس» و»نيوستايل». هذا، وبغض النظر عن الحفلات الموسيقية التي تشهدها منصات نصبت في جهات الدارالبيضاء، تمكن المهرجانيون من ملامسة أنماط فنية وثقافية كبعض العروض المسرحية، واللقاءات المفتوحة بمدرسة الفنون الجميلة وقراءات زجلية إضافة إلى العديد من الفقرات الأخرى على رأسها برنامج نزه فنية الذي يهدف إلى إعادة العلاقة بالمدينة وجنباتها التاريخية والتي كانت مشعة في فترة من فترات التاريخ، وبما أن الدارالبيضاء تختصر المغرب من طنجة إلى لكويرة فان في جعبتها الكثير مما تقدمه وبهذا الصدد كانت الفرصة سانحة لتتحول إلى مدينة بأوراش فنية وثقافية مفتوحة، من خلال مشاركة العديد من المشتغلين بمجال الفنون. فهل تكفي تظاهرة كمهرجان كازا موسيقى للتعبير عن هذه المدينة الكبيرة إن على مستوى الحجم والمضمون؟ مهما يكن من أمر فان هذه التظاهرة مجرد بارقة ضوء تنير سماء المدينة لحظات في السنة، والمدينة بطبعها المعقد تستحق الأفضل وما هو أكثر من ذلك لتسترجع دورها الثقافي، مركزها المتقدم وبريقها الحضاري، باعتبارها مجتمعا متنوعا، متجانسا ومتعايشا، فكيف يمكن تصور الدارالبيضاء الثقافية دون بنيات تحتية تليق باستقبال التظاهرات الكبيرة من قبيل هذا المهرجان خصوصا الفقرات التي تتطلب فضاءات خاصة غير الهواء الطلق، وكذلك استقبال الكثير من التظاهرات الوطنية والدولية التي هي أهل لتنظيمها. أهم فقرات برنامج اليوم * المحكمة الابتدائية (قبالة الولاية) التاسعة والنصف ليلا: حفل الأضواء * خشبة كورنيش العنق الثامنة ليلا: دي دج لهيت رادية التاسعة ليلا: سفيو (راب فرنسي) العاشرة ليلا: 50 سانت (راب أمريكي) * خشبة الراشدي العاشرة ليلا: واين بيكفورد (السول، فانك، من ابريطانيا) الحادية عشرة ليلا: أوم(الفوزيون من المغرب) الدقيقة الثلاثون بعد منتصف الليل: شورتي بليتز (دجي من ابريطانيا) * خشبة سيدي البرنوصي العاشرة ليلا: أماينو(الأغنية الأمازيغية المغربية) الحادية عشرة ليلا (العيطة) الدقيقة الخامسة عشر بعد منتصف الليل(هوبا هوبا سبريت ( الفويزون، الروك المغربي) * خشبة ابن مسيك العاشرة ليلا: فاطمة تيحيحيت(الأغنية الأمازيغية المغربية) الحادية عشرة ليلا: عادل الميلودي (الأغنية الشعبية المغربية)