التظاهرة مناسبة لإبراز مؤهلات المنطقة ثقافيا واجتماعيا انطلقت يوم الأربعاء الماضي، فعاليات المهرجان الفلاحي الثقافي والفني لمديونة، في حلة جديدة تتناغم مع طبيعة التحولات التنموية التي يشهدها الإقليم على امتداد مجاله الترابي. وتستمر فعاليات هذا المهرجان إلى غاية يوم الأحد القادم، وهي مناسبة ستضرب خلالها ساكنة جهة الدار البيضاء عامة وإقليم مديونة بالخصوص، مواعد مع أعراس فنية بمواصفات متميزة تعكس الطفرات النوعية التي يعرفها الإقليم في مجال ترسيخ مقومات تنموية حقيقية تستجيب لتطلعات ساكنة الإقليم، وتشكل هذه التظاهرة التي يشارك فيها العديد من الفاعلين في مجالات متنوعة والجمعيات المهنية الفلاحية الذين يمثلون قطاعات تربية الماشية والأرانب والآلات الفلاحية والصناعة الغذائية والأسمدة الفلاحية والأعلاف، إلى جانب مؤسسات بنكية، مناسبة سانحة لتبادل الخبرات والتجارب حول تقنيات الإنتاج الحديثة المرتبطة بالقطاع الفلاحي، في ظل مجموعة من المستجدات التي تروم تكريس فلاحة تضامنية تمكن من تقديم أجوبة ملائمة على مجموعة من التحديات والإكراهات المتناسلة. كما ستعرف هذه التظاهرة التي أشرف على افتتاحها عامل إقليم مديونة، تنظيم مباريات بين فرق الخيالة التي تمثل أقاليم وعمالات جهة الدارالبيضاء الكبرى، وهي مناسبة لإبراز فن التبوريدة كمقوم أساسي من المقومات الثقافية المتجذرة في تاريخ إقليم مديونة، باعتباره تراث يعكس الإشعاع الثقافي والتاريخي والفني للإقليم، كما يتضمن برنامج هذا المهرجان الذي يراهن منظموه، أن يشكل مهرجانا للتحدي، بالنظر إلى تعدد أنشطته وبرامجه: إحياء سهرات فنية ينشطها عدد من الفنانين المغاربة المرموقين، أمثال الفنان الشعبي، عبد العزيز الستاتي والفنانة الصحراوية ذات الصوت العذب والشجي، سعيدة شرف، ومجموعة تكدة وآخرين لإمتاع الزوار والحضور بقطع فنية تستجيب لذوقهم الفني. وتشكل التظاهرة أيضا، مناسبة حقيقية لعقد مجموعة من الندوات التي تهم عدة محاور مرتبطة بالجانب الفلاحي والتراث والثقافة، من أجل تعزيز حضور الإقليم في المنظومة الثقافية والتاريخية والفنية. وأوضح صلاح الدين ابوالغالي رئيس المجلس الإقليمي لعمالة إقليم مديونة، أن التظاهرة ، تشكل خطوة أخرى، لتعزيز رصيد الإقليم تاريخيا وثقافيا وفكريا باعتباره مهد العمليات الفدائية، مبرزا في السياق نفسه، أن هذا المهرجان الذي يضم عدة أنشطة وبرامج تجسد الخصوصيات والمؤهلات الذاتية للمنطقة، هو وجه من أوجه الانتقال التنموي المبني على حكامة ترابية ناجعة تتوخى المردودية والإجابة على التساؤلات المطروحة. مبرزا أن مجلس عمالة إقليم مديونة ساهم بشكل كبير في توفير مناخ ملائم كفيل بالاستمرار في نجاحاته. ومن جانب آخر، قال رئيس الغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء الكبرى بوشتى بوصف، بأن تنظيم معرض فلاحي بمناسبة هذا المهرجان، يشكل تتويجا لعمل الغرفة في مجال ترسيخ الجودة بفضل ارتفاع الناتج الداخلي لسلاسل إنتاج ذات قيمة عالية سواء تعلق الأمر بالحبوب، أو الإنتاج الحيواني، مما يدل على نجاعة وفعالية التعبئة التي استهدفت معظم الفلاحين، مبرزا، أن معرض هذه السنة الذي يعرف مجموعة من المستجدات همت الجانب التنظيمي والأمني والإعلامي،إلى جانب فتح المجال للطاقات والفعاليات المحلية التي تتقاسم فعاليات المهرجان هدف وطموح الارتقاء، يعرف مشاركة عدد من العارضين موزعين على عدة أقطاب، وهي مناسبة مواتية للكشف عن المؤهلات الفلاحية والإنتاج الفلاحي والحيواني والصناعة الغذائية والفلاحية، وتربية المواشي والأعلاف والأدوية البيطرية والأسمدة والتجهيزات الفلاحية. وتتميز فعاليات هذه الدورة باستقطابها العديد من الزوار من جميع أنحاء الجهة ومحيطها، حيث تشارك مجموعة من الشركات تنشط في مختلف القطاعات ذات الصلة بالقطاع الفلاحي، مساهمة منها في تنظيم عدة أنشطة يؤطرها خبراء في إطار مقاربة تشاركية وتبادل التجارب والخبرات. إلى جانب العديد من الورشات والاجتماعات المهنية والندوات. وأشار بوصف، إلى أن المسار الذي قطعه تفعيل مخطط المغرب الأخضر، ودينامية التنمية التي باشرها هذا القطاع الحيوي وكذا النتائج الملموسة بمختلف مناطق جهة الدارالبيضاء الكبرى، سيمكن لا محالة من إعطاء دفعة قوية لإنعاش الأنشطة الفلاحية منوها في السياق نفسه، بالتنظيم المحكم الذي يعرفه معرض هذه السنة، بفعل المجهودات التي بذلتها السلطات الإقليمية. فيما أكد سعيد بنضو نائب رئيس جهة الدار البيضاء الكبرى، أن هذه التظاهرة تشكل حدثا مهما يؤسس لنهضة بالإقليم. مبرزا، أن الإصلاحات التي يشهدها الإقليم في مختلف المجالات والتي تشكل العمود الفقري للتنمية المحلية، لا يمكنها إلا أن تنتج مهرجانا كبيرا يعكس دينامية القوى الحية المحلية. وأضاف نائب رئيس جهة الدارالبيضاء الكبرى، أن التحول الايجابي الذي تعرفه التنمية بإقليم مديونة والذي كان له وقع ايجابي عل ساكنة المنطقة، يؤشر بالملموس على نجاعة المقاربة التشاورية في معالجة كل الاختلالات المطروحة. موضحا، أن تعدد فضاءات هذا المهرجان لاستقبال مختلف الأنشطة والبرامج، هو مؤشر على أن هذا الحدث يعكس كل أشكال والخلق والابتكاروالفرجة والاستمتاع، مما يعطي الدليل أن إقليم مديونة يسير باتجاه حصد المزيد من المكتسبات التي تتجاوب مع انتظارات ساكنته.