انطلقت اليوم الخميس فعاليات الدورة الثانية لمهرجان زاكورة الثقافي والفني والرياضي الذي ينظم إلى غاية الثلاثين من شهر أكتوبر الجاري تحت شعار"زاكورة: تاريخ ورهانات التنمية المحلية". ويروم هذا المهرجان المنظم من طرف المجلسين البلدي والإقليمي لزاكورة، إبراز مؤهلات إقليم زاكورة وإمكانياته الطبيعية والاقتصادية، وتثمين الموروث الثقافي المحلي والرأسمال الاجتماعي للمنطقة، وذلك قصد تحويله إلى رافعة لتنمية المجال. وخلال حفل افتتاح المهرجان، سجل عامل إقليم زاكورة السيد لحسن أغجدام في كلمة بالمناسبة الدينامية الجماعية التي صاحبت الإعداد لهذا الملتقى الاحتفالي السنوي من طرف مختلف المتدخلين ،مبرزا الرغبة التي تحذو الجميع إلى جعل هذا المهرجان تقليدا سنويا يعرف بتاريخ المنطقة ومؤهلاتها الثقافية والسياحية وتطلعاتها التنموية. من جانبه، استعرض السيد جواد الناصري رئيس المهرجان، رئيس المجلس البلدي لمدينة زاكورة في كلمة مماثلة بعضا من الجوانب المضيئة في السجل الحضاري لمنطقة درعة التي كانت على الدوام مهدا للآداب والفنون والعلوم، معربا عن أمله في أن يشكل المهرجان فرصة مواتية لإبراز مؤهلات إقليم زاكورة، وإحياء مجد المنطقة الثقافي والعلمي والحضاري. وبعد حفل افتتاح المهرجان، الذي ترأسه عامل إقليم زاكورة، انطلقت أولى الأنشطة المبرمجة في إطار هذا الملتقى، إذ تم الإعلان عن الفائزين في مسابقة الأفلام الوثائقية التي تعالج مواضيع تهم قضايا التنمية بالإقليم، والتي تم إنجازها في إطار "محترف الفيلم الوثائقي" تحت إشراف المخرج الشاب محمد أمين بنجلون، والفنانة بشرى إيجورك. وقد تتبع جمهور المهرجان بعضا من هذه الأشرطة التي تناولت مواضيع تهم محاربة الهدر المدرسي في العالم القروي، والتعاطي للطب التقليدي كبديل للمشاكل المختلفة الناجمة عن صعوبات الولوج للخدمات الطبية، إضافة إلى أشرطة أخرى تتناول انخراط المرأة في العمل التنموي، والتحولات التي يشهدها إقليم زاكورة في مختلف المجالات،وتحدي زحف الرمال عن طريق غرس النخيل. وجريا على العادة التي سنها مهرجان زاكورة في دورته الأولى، تم خلال هذه الدورة تنظيم حفل توقيع مجموعة من الإصدارات الجديدة في مجالات مختلفة من الفن والإبداع والعلوم، وهي من إنجاز كتاب ينحدرون من الإقليم ولم يسبق لهم أن نشروا مؤلفات، حيث وقع الإختيار هذه السنة على نشر خمس مؤلفات لكل من عزيز الناصري، وداود الهكيوي، والجوهري، وفؤاد أديان، وعلي بلقايد. وموازاة مع هذين النشاطين الثقافيين، شهدت الفضاءات العمومية الممتدة على طول شارع محمد الخامس انطلاقة الأنشطة المخصصة للأطفال ضمن فعاليات المهرجان والتي عرفت إقبال من طرف الآلاف من الأطفال ، وتوزعت هذه الأنشطة بين الموسيقى، وعروض البهلوان،والألعاب، والمسابقات. وقد ساهم في تنشيط فضاءات الفرجة المخصصة للأطفال كل من الفنانة ليلى البراق،والبطلة المغربية فاطمة عوام، إضافة إلى اللاعب الدولي عزيز بودربالة، وأعضاء الفرقة الفنية التراثية الذائعة الصيت "تكادة". ويتضمن برنامج اليوم الأول من مهرجان زاكورة في دورته الثانية أيضا تنظيم عرس جماعي يتم خلاله عقد قران 12 من الأزواج من أبناء المنطقة وذلك بمشاركة أسرهم، إضافة إلى تنظيم"خيمة الشعر والطرب"، وهي من بين المميزات التي ينفرد بها هذا المهرجان، إذ سيستمتع جمهور هذه التظاهرة مساء اليوم بلحظات من الأنغام العذبة، والشعر الرفيع، وذلك وسط فضاء تؤثثه الخيام الصحراوية، وتحفه أشجار النخيل. وضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان زاكورة،سيتم تنظيم معرض لمنتجات الصناعات التقليدية المحلية ،إلى جانب تنظيم السباق الدولي الثاني على الطريق، ودوري في الكرة الحديدية، فضلا عن تنظيم سهرات فنية تشارك فيها العديد من الأسماء المعروفة وطنيا ومحليا في حقل الأغنية العصرية والتراثية. وسلمت بالمناسبة هبة عبارة عن معدات مختلفة تبرعت بها مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة من أجل دعم المجهود التنموي في الإقليم، وتشمل هذه الهبة 100 دراجة هوائية التي استفاد منها مجموعة من التلامذة في إطار مكافحة ظاهرة الهدر المدرسي، إضافة إلى مجموعة من الحواسيب ، وعدد من المعدات الرياضية الموجهة للتحفيز على ممارسة الأنشطة التربوية الموازية في مؤسسات دور الطالب والطالبة بالإقليم. يشار إلى أن المهرجان يحظى بدعم مجموعة من الهيئات من ضمنها على الخصوص مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة، إلى جانب عمالة الإقليم ومجلس جهة سوس ماسة درعة والمجلس الإقليمي للسياحة،