تشكيل لجنة محلية لوضع لائحة استدراكية لمعالجة الاختلالات التي شابت عمليات الفرز علمت بيان اليوم أن عملية نقل الفوسفاط من اليوسفية إلى آسفي قد استأنفت بشكل طبيعي، بعد إزالة الأحجار من السكة الحديدية، كما تم إصلاح الحزام الناقل للفوسفاط بعد إضرام النار فيه في وقت سابق من طرف مجهولين، وبذلك تم الحد من من الآثار السلبية التي كانت تشكلها هذه الاحتجاجات على إنتاج الفوسفاط ببعض المواقع. هذا وبعد أكثر من أسبوع من الاحتجاجات بخريبكة واليوسفية وحطان وبوجنيبة وباقي القرى الفوسفاطية، توصل المكتب الشريف للفوسفاط ليلة الأربعاء الماضي إلى اتفاق مع المحتجين على نتائج فرز طلبات الشغل بالمجمع الشريف للفوسفاط، ينهي كل أشكال الاحتجاجات والاعتصام على مستوى السكك الحديدية ومرائب الشاحنات الناقلة للفوسفاط وحافلات نقل مستخدمي المجمع. وأسفرهذا اللقاء الذي احتضنته مدينة اليوسفية، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وشارك فيه ممثلو السلطات الإقليمية والسلطات الأمنية ومندوبية الشغل والمجلس البلدي للمدينة والمجمع الشريف للفوسفاط، من جهة، وممثلو جمعية «حملة الشهادات المعطلين» و»جمعية المجازين المعطلين»، وأبناء متقاعدي الفوسفاط، من جهة أخرى، على تشكيل لجنة محلية تسهرعلى وضع لائحة استدراكية لمعالجة كل الاختلالات التي شابت عمليات الفرز المعلن عنها في وقت سابق والمتعلقة بالتشغيل. كما ينص الاتفاق على إعادة النظرفي طلبات التشغيل والتكوين لفائدة أصحاب الطلبات الأصلية وإعادة ترتيبها في ضوء نتائج عملية تقصي الأوضاع الاجتماعية للأفراد والأسر المعنية. وكان عشرات من الشباب المعطل ينتمون إلى الجمعيتين المذكورتين، قد قاموا في بداية الأسبوع الماضي، بشل حركة القطارات الخاصة بنقل المسافرين والبضائع من محطة اليوسفية إلى آسفي، مما عرقل نشاط الشاحنات الناقلة للفوسفاط وحافلات نقل المستخدمين. وبرر المحتجون هذه السلوكات بما اعتبروه «تلاعبا» في عملية فرز المرشحين للعمل والمرشحين للتكوين المهني على نفقة المجمع الشريف للفوسفاط مدعين أنها شملت عناصر من خارج جمعياتهم، في حين أكدت إدارة المجمع، في وقت سابق، على أن هذه العملية مرت في شفافية ونزاهة. هذا، وتعهدت إدارة المكتب الشريف للفوسفاط، وفق مصادر حضرت هذا اللقاء، بالتشغيل المباشر لفرد من كل عائلة، كما ستتكفل بتكوين فرد ثان من نفس العائلة من أجل توظيفه عند نهاية استفادته من برنامج للتكوين، على أساس إحصاء جميع منازل العاطلين بمدينة اليوسفية. ومن المرجح أن يعمم هذا الإجراء على باقي القرى المنجمية من أجل الحد من الاحتجاجات والتي كلفت المكتب الشريف للفوسفاط خسارة تقدربأكثر من 6 مليار سنتيم جراء شل حركة القطارات التي تقل الفوسفاط بين آسفي وخريبكة. واعتبر حسن برانون مدير التواصل بالمجمع الشريف للفوسفاط، أن هذا اللقاء كان مناسبة لإدارة المجمع لتقديم توضيحات حول مبادرتها الرامية إلى تشغيل 5200 شخصا مع فسح المجال أمام 15 ألف شخصا آخر للتكوين والتأهيل مع منحه منحة شهرية تتراوح مابين 1200 و 2000 درهم شهريا، مضيفا في تصريح لبيان اليوم، أن هذا اللقاء وضع حدا للاحتجاجات والاعتصامات. ومن جهته، قال بوبكر الصافي، الكاتب العام لجمعية المجازين المعطلين، أن المعطلين، علقوا اعتصامهم بعد هذا اللقاء، بعد الوعود التي أعطيت لهم، موضحا أن المعطلين لا يراهنون فقط على المجمع الشريف للفوسفاط لوحده في حل أزمة التشغيل بالنسبة لهم. وأكد في اتصال أجرته معه بيان اليوم، أن المجلس البلدي وعمالة اليوسفية معنيان بدورهما بالمساهمة في حل أزمة التشغيل، خصوصا وأن 100 منصب مازالت رهينة رفوف المجلس. وطالب الكاتب العام لجمعية المجازين بضرورة صياغة محضر لبنود الاتفاق الذي تم باليوسفية، من أجل ترسيخ الثقة بين جميع الأطراف. وفي سياق متصل، نظم المعطلون وقفة احتجاجية صبيحة يوم الخميس أمام مقر عمالة اليوسفية، طالبوا فيها بصياغة اتفاق مكتوب بناء على ما تم التوصل إليه في هذا الاجتماع/ اللقاء. كما قررت مجموعة من متقاعدي الفوسفاط بقبيلة لمليكات تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الباشوية بخريبكة، للمطالبة بإدماج أبنائهم في التشغيل، المقصييين إلى حدود الآن، من مبادرة تشغيل 5200 شخص أو في إطار التكوين والتأهيل.