«سلام فياض هو الخيار الأنسب فهو ليس خيار فتح لكنه خيار الكثير من فصائل العمل الوطني» المصالحة الفلسطينية تراوح مكانها وهناك دول صديقة وشقيقة تحاول أن تجد حلا لإشكالية اختيار رئيس وزراء لحكومة التوافق الوطني ولكن حتى الآن لم تصل إلى نتيجة أكدت مصادر فلسطينية رسمية أول أمس الثلاثاء بأن المصالحة الفلسطينية تراوح مكانها ولم يتم إحراز أي تقدم على صعيد تحديد موعد جديد لعقد لقاء بين وفدي فتح وحماس لبحث قضية تشكيل حكومة التوافق الوطني واختيار رئيس وزراء لتلك الحكومة. وبشأن النتائج التي أسفرت عنها الاتصالات بين وفدي فتح وحماس لترتيب موعد جديد للقاء بينهما قال أمين مقبول عضو وفد فتح للحوار مع حماس لبيان اليوم «لا جديد حتى الآن» في إشارة إلى أن كل الاتصالات والوساطات التي حدثت خلال الفترة الماضية بهدف جسر الفجوة بين الحركتين فشلت في إحراز أي تقدم. وحول وجود مقترح بإجراء استفتاء لاختيار رئيس وزراء لحكومة التوافق الوطني للخروج من الأزمة التي تعرقل تنفيذ اتفاق المصالحة لغاية الآن بسبب إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ترشيح الدكتور سلام فياض لرئاسة تلك الحكومة ورفض حركة حماس لذلك الترشيح قال مقبول «لم اسمع بمثل هذا المقترح» في إشارة إلى اقتراح إجراء استفتاء لاختيار رئيس الوزراء لحكومة التوافق الوطني. وأشار مقبول إلى أن عقبة اختيار رئيس الوزراء لحكومة التوافق الوطني ما زالت تراوح مكانها، وقال «نعم، هي العقبة التي ما زالت تقف أمام استكمال متابعة بنود الاتفاق» الذي وقع بين حركتي فتح وحماس في مطلع شهر ماي الماضي. وبشأن التدخلات العربية والإقليمية وخاصة التركية بهدف تقريب وجهات النظر بين فتح وحماس بشأن التوافق على رئيس لحكومة التوافق الوطني قال مقبول « نعم هناك اتصالات تجري، وهناك دول صديقة وشقيقة تحاول أن تجد حلا لإشكالية اختيار رئيس وزراء لحكومة التوافق الوطني، ولكن حتى الآن لم نصل إلى نتيجة». وبشأن الاتصالات التركية الجارية مع الأطراف الفلسطينية وخاصة مع حماس قال مقبول « لم تسفر حتى الآن عن آية نتائج تذكر». وبشأن اتهام حماس لحركة فتح بإفشال اتفاق المصالحة من خلال إصرار عباس على ترشيح فياض لرئاسة حكومة التوافق الوطني التي ينص اتفاق المصالحة الوطنية على تشكيلها قال مقبول «لماذا لا يكون رفض حماس لمقترح سلام فياض هو المعيق؟ لماذا لا يكون الوصف بالعكس؟». وحول إذا ما زالت حركة فتح متمسكة بطرح اسم فياض لرئاسة حكومة التوافق الوطني قال مقبول «سلام فياض هو الخيار الأنسب فهو ليس خيار فتح لكنه خيار الكثير من فصائل العمل الوطني وهو الخيار الأنسب». وأشار مقبول إلى أن نص اتفاق المصالحة ينص على اختيار رئيس الوزراء بالتوافق الأمر الذي أدى إلى عدم الاتفاق على اسم رئيس الوزراء لحكومة التوافق الوطني لغاية الآن. وشدد مقبول على أن إصرار حماس على رفض ترشيح فياض لرئاسة حكومة التوافق الوطني يعتبر «معضلة ومشكلة نأمل أن تحل». وطالب مقبول حماس بالتراجع عن رفضها لترشيح فياض لرئاسة الحكومة القادمة، وقال «نأمل من حركة حماس أن تتفهم لماذا نحن نطرح سلام فياض، وهي متفهمة ذلك على ما اعتقد وان تساعدنا في تجاوز هذه القضية والانتقال إلى ملفات أخرى». وتابع مقبول قائلا «نتمنى على حركة حماس أن تعيد دراسة الموقف وان تساعدنا في الانتقال إلى بند آخر من بنود الاتفاق». وبشأن إذا ما تم إدخال ملف المصالحة إلى الثلاجة الفلسطينية قال مقبول «لا زال الملف يراوح مكانه»، مشيرا إلى انه لا يوجد أية مؤشرات على إمكانية التوافق على عقد لقاء جديد بين وفدي فتح وحماس لتنفيذ اتفاق المصالحة لغاية الآن، وقال «ليس هناك أي اتفاق على موعد جديد». وإذا ما يوجد قرار بتأجيل ملف المصالحة إلى ما بعد شهر شتنبر القادم الذي تعتزم القيادة الفلسطينية مطالبة الأممالمتحدة في غضونه بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 قال مقبول «نحن لا نريد تأجيله. نحن نريد أن نستكمل خطوات المصالحة والاتفاق قبل شتنبر وهذا يهمنا جدا لان استكمال ملف المصالحة يعزز الموقف الفلسطيني في الأممالمتحدة»، مضيفا «نحن مهتمين باستكمال ملف المصالحة قبل شتنبر». وأشار مقبول إلى أن احد انشغالات القيادة الفلسطينية حاليا هو إتمام ملف المصالحة وقال «احد انشغالات الفلسطينيين هو استكمال الوحدة الوطنية من اجل أن نذهب إلى أيلول كتلة واحد وكلمة واحدة وهذا يقوينا». هذا وكشف أحدث استطلاع للرأي أجرته شركة الشرق الأدنى للاستشارات (نير ايست كونسلتنج) أن 56% من الفلسطينيين يتوقعون نجاح المصالحة التي جرت بين فتح وحماس، (51% في قطاع غزة مقابل 59% في الضفة الغربية)، بينما اعتقد 44% من الفلسطينيين بفشلها. وقد نفذ الاستطلاع في الفترة الواقعة بين الرابع والسادس من شهر يوليوز الجاري، على عينة عشوائية حجمها 838 فلسطينيا موزعين في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها محافظة القدس. وكان هامش الخطأ في الاستطلاع + 3.4% ومعدل ثقة 95%. وفي سؤال حول تأثير اعتراف الأممالمتحدة بالدولة الفلسطينية كعضو دائم، تفاءل 54% من الفلسطينيين بإحداث تغيير ايجابي على الشارع الفلسطيني نتيجة هذا الاعتراف بينما أعرب 7% منهم أن تأثير الاعتراف سيكون نحو الأسوأ و39% قالوا إن الوضع الحالي سيبقى على ما هو عليه. وحول فكرة استلام حماس دورا مهما في الحكومة الفلسطينية، فقد أبدت الأغلبية (53%) موافقتهم على إعطاء حماس هذا الدور المركزي بينما عارض 32% هذه الفكرة وذلك تخوفا من حدوث توتر في العلاقات مع الدول الأجنبية. إضافة إلى ذلك، صرح 15% من المستطلعين أن انخراط حماس أو عدمه لن يحدث أي تغيير. ومن جهة أخرى، أبدى 23% موافقتهم على إقامة حكم ثنائي متمثل في الضفة الغربية تحت قيادة حركة فتح وفي قطاع غزة تحت قيادة حركة حماس، بينما عارض 77% منهم هذه الفكرة وذلك لتأثيرها على وحدة الصف الفلسطيني. إضافة إلى ذلك، فضل 67% من المستطلعين الحكومة التعددية التي تجمع الفصائل الفلسطينية تحت حكومة وحدة وطنية واحدة، بينما فضل 33% حكومة الحزب الواحد الحاصل على الأغلبية. وفي سياق آخر، توقع 75% من الشعب الفلسطيني أن اعتراف الفصائل الفلسطينية بالدولة اليهودية لن يحقق دولة فلسطينية مستقلة أو أي فرصة سلام مع إسرائيل. وفي ظل أحداث الثورات العربية الأخيرة، كان للشرق الأدنى وقفة حول تأثير الموقف العربي الرسمي نحو القضية الفلسطينية خاصة بعد التغيير في قادة هذه الدول. حيث كشفت النتائج أن 64% يعتقدون أن الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية سيتغير نحو الأفضل, و7 % يعتقدون أن التغيير سيكون نحو الأسوأ، و 28% قالوا إن الموقف الرسمي لن يتغير بعد هذه الأحداث. وتوضح النتائج انخفاض نسبة تأييد الفلسطينيين لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل لتصل إلى 60% مقارنة مع 72% خلال استطلاع الشرق الأدنى للاستشارات في شهر نيسان الماضي. وفي هذا السياق، دعا 58% حركة حماس إلى تغيير موقفها الداعي لإزالة إسرائيل عن الوجود، مقابل 42% طالبوها بالتمسك بهذا الموقف. من جهة أخرى، يفضل 47% إستراتيجية حركة فتح مقارنة مع 11% يفضلون إستراتيجية حماس لتحقيق المصالح الفلسطينية العليا، في حين أن 42% يفضلون استراتيجيات أخرى أو امتنعوا عن الإجابة. من جهة أخرى، اعتبر 55% أن حكومة فياض هي الحكومة الشرعية مقابل 16% لحكومة هنية و29% أفادوا أن لا شرعية للحكومتين. وفي سؤال حول كيفية تعريف الفلسطيني عن نفسه، تكشف النتائج أن 60% يعرفون عن أنفسهم بأنهم مسلمون أولاً و17% بأنهم بشر و18% بأنهم فلسطينيون و5% بأنهم عرب في الدرجة الأولى. وكشفت النتائج أن غالبية 46% يفضلون نظاما إسلاميا لتحذو دولة فلسطين حذوه و21% اختاروا نظام كأحد الدول العربية. وحول التأييد الحزبي، وصلت شعبية حركة فتح لتصل إلى 39% مقابل 9% لحركة حماس، في حين أعرب 43% من الفلسطينيين عدم ثقتهم بأي فصيل قائم. جدير بالذكر أن شركة الشرق الأدنى للاستشارات، تنفذ استطلاع شهرياً لرصد انطباعات الفلسطينيين تجاه القضايا التي تجري على أرض الواقع أو توجهاتهم السياسية وأوضاعهم الاقتصادية والمعيشية والنفسية.