اتفقت الفصائل الفلسطينية في الجلسة الاولى للحوار الوطني الذي انعقد الخميس في القاهرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية قبل نهاية اذار القادم. واكد بيان رسمي صادر في ختام مؤتمر الحوار الفلسطيني في القاهرة انه تم الاتفاق على تشكيل حكومة "توافق وطني" قبل نهاية اذار/مارس المقبل. واكد البيان الذي تلاه رئيس وفد حركة فتح الى مؤتمر الحوار احمد قريع (ابو علاء) خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مروزق، ان المجتمعين اتفقوا على تشكيل اللجان الخمس التي ستنبثق عن المؤتمر بما فيها لجنة الحكومة "وان يبدأ عمل اللجان في العاشر من اذار/مارس على ان تنجز اعمالها قبل نهاية اذار/مارس" المقبل. واكد ابو مرزوق ان "النتائج التي ستخرج بها لجنة الحكومة ستطبق على الفور بمعني انه سيشرع فورا في تشكيل حكومة وستاخذ على الفور مهامها على الارض في الصفة الغربيةوغزة". واوضح ابو مرزوق انه "لم يتم الاتفاق بعد على شكل الحكومة" وان كل هذه القضايا ستتم مناقشتها والتوصل الى تفاهمات بشأنها خلال مناقشات اللجنة المعنية. وقال قريع "قد تكون الحكومة الجديدة حكومة تكنوقراط او حكومة فصائل .. اللجنة ستقرر كيف سيكون شكل هذه الحكومة". وكان مسؤول مصري رفيع قال ان المهمة الاساسية للحكومة التي سيتم تشكليها ستكون تسيير الأمور في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، والإعداد لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني ورئاسة السلطة الفلسطينية". واوضح المسؤول نفسه ان مصر تأمل في ان "يتم التوافق على برنامج مقبول فلسطينيا ودوليا لهذه الحكومة على ان تترأسها شخصية مستقلة مدعومة من جميع التنظيمات وتضم عناصر من حماس وفتح وكل التنظيمات ومستقلين وتكنوقراط مع اسناد رئاسة الوزراء ووزارات السيادة لمستقلين حتى لانعطى أى فرصه لمقاطعتها من بعض الجهات الدولية". واكد وزير الاعلام الفلسطيني السابق مصطفى البرغوثي ان الحكومة الجديدة ستكون "حكومة انتقالية الى حين اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة". وعلى نفس الصعيد اكدت مصادر فلسطينية قريبة من صناعة القرار الفلسطيني الخميس بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابلغ من جانب الاوروبيين والامريكيين خلال الايام الماضية بأن تولي الدكتور سلام فياض رئاسة اية حكومة يتم التوافق عليها في حوار القاهرة يعتبر مفضلا لقبولها دوليا والتعامل معها. وحسب المصادر فان القيادة الفلسطينية فهمت بشكل واضح من الدول الاوروبية التي زارتها مؤخرا بأهمية ان يكون فياض رئيسا للحكومة القادمة حتى يتم التعامل معها اوروبيا وامريكيا، ومضيفة 'يبدو ان الاوروبيين والامريكيين يفضلون فياض رئيسا للحكومة القادمة من اجل الاعتراف بها دوليا والتعامل معها امريكيا واوروبيا'. ويدور في الاوساط السياسية الفلسطينية حديث حول موافقة أوروبية وأمريكية على حكومة وحدة وطنية للخروج من حالة الانقسام الفلسطيني شرط بقاء فياض في منصبه كرئيس لحكومة التوافق القادمة. وكان فياض وضع حكومته تحت تصرف عباس لحلها كبادرة حسن نية تجاه الحوار الوطني في القاهرة واستعدادا لتشكيل حكومة وحدة وطنية للتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة. والمحت المصادر الى ان وزراء حكومة تسيير الاعمال الفلسطينية التي تم تشكيلها عقب سيطرة حماس على قطاع غزة يستعدون لترك مواقعهم في اية لحظة ويتصرفون في ادارة وزاراتهم على هذا الاساس. ويعكف وزراء الحكومة على ادخال تعديلات على وزاراتهم واعتماد هيكلياتها الوظيفية وفرضها كأمر واقع امام اية حكومة قادمة تشارك فيها حماس سواء بشكل مباشر او غير مباشر.