المعارضة تتهم النظام السوري بالخداع وقتلى بحمص عشية اختتام لقاء دمشق اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بالخداع، من خلال اللقاء التشاوري الذي اختتم أمس. وقالت دمشق إن اللقاء يمهد لحوار وطني يفضي إلى نظام تعددي، بينما قالت مصادر حقوقية سورية إن شخصا قتل في حمص خلال حملة دهم قامت بها قوات الأمن مساء أول أمس الأحد. ويناقش اللقاء دور الحوار الوطني في المعالجة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة، والآفاق المستقبلية، وتعديل بعض مواد الدستور، بما في ذلك المادة الثامنة التي تمكن حزب البعث من احتكار الحياة السياسية، وعدم استبعاد وضع دستور جديد للبلاد، إضافة إلى مناقشة مشاريع قوانين الأحزاب، والانتخابات، والإعلام. وتشارك في اللقاء نحو 200 شخصية بين حكومية وبرلمانية توصف بالمستقلة ومثقفين وفنانين. وبينما تحدثت الحكومة السورية عن اللقاء بوصفه مقدمة لحوار وطني، انتقد معارضون سوريون اللقاء، واتهموا النظام بالاستمرار في الخداع، وفي الحل الأمني. وفي تصريحات للجزيرة، وصف ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة عامر الصادق اللقاء بأنه «رقص على دماء الشهداء»، ونعت المشاركين فيه ب»أذناب النظام وأتباعه وأصدقائه». وبينما قال الكاتب المعارض فايز سارة إن الأقوال وحدها لا تكفي لتأكيد صدق نوايا النظام, اتهم معارض آخر بارز هو هيثم المالح النظام بالخداع، متسائلا عن إمكان التحاور معه بينما هو يقتل الشعب. وفي تصريحات متزامنة، قال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة عمر إدلبي إن النظام يهدف من خلال اللقاء إلى الالتفاف على الضغوط الداخلية والخارجية، وشدد على انتفاء نية الإصلاح لديه. ومن باريس، قال الناشط الحقوقي السوري هيثم مناع للجزيرة إن الحوار لا يجري في بيئة مناسبة، لافتا إلى هناك تمايزا بين وجهة نظر الشباب «الذين يدفعون الدم وبين السلطة القمعية». في سياق متصل، تظاهر اليلة الماضية آلاف السوريين في دير الزور والبوكمال وأطراف العاصمة دمشق، وخرج قبل ذلك المئات في بعض مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا مظاهرات تنديدا بلقاء دمشق باللقاء. وكان فاروق الشرع نائب الرئيس السوري قد قال في مستهل اللقاء إن نظاما سياسيا تعدديا وديمقراطيا سينبثق من الحوار الوطني, وأضاف أنه «لا رجعة عن الحوار». وأضاف الشرع أن الهدف من اللقاء الإعداد لمؤتمر وطني شامل ينقل سوريا إلى دولة يتساوى فيها جميع المواطنين، ويشاركون في صياغة مستقبل بلدهم، وأن الحوار يجب أن يتواصل لطي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة، قائلا إنه ليس منة وليس تنازلا من الحكومة. بيد أنه أقر بأن اللقاء محفوف بالشك والقلق، وتحدث عن قرار بعدم وضع أي عقبات أمام سفر أو عودة أي مواطن سوري إلى بلده. وفي اللقاء، طالب المفكر السوري الطيب تيزيني بالوقف الفوري لقمع المتظاهرين، قائلا إنه لا يمكن لأي طرف أن يتابع إطلاق الرصاص بينما الحوار دائر. وطالب تيزيني بتفكيك الدولة الأمنية، قائلا إن هذا «شرط لا بديل عنه»، معتبرا اللقاء الجاري امتدادا لسلطة تريد أن تظل مهيمنة. من جهته قال عضو مجلس الشعب السوري محمد حبش إن جزءا مما تشهده البلاد هو مؤامرة، لكن 80% مما تشهده هو احتقان داخلي نشأ نتيجة القمع والممارسات الأمنية، وطالب بإنهاء حكم حزب البعث الحاكم. وقد انتقدت المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان غياب قوى المعارضة، ودعتها إلى لعب دور إيجابي، وألا تعتمد على «الاستقواء بالخارج». وبعد ساعات من انطلاق اللقاء التشاوري في دمشق, اقتحم الجيش السوري عدة أحياء في مدينة حمص (وسط البلاد) وسط إطلاق نار وقنابل غاز كثيف واعتقالات واسعة بين السكان. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر حقوقية سورية قولها إن شخصا قتل في حمص وإن 20 آخرين أصيبوا بجروح عندما فتحت قوات الأمن نيران الرشاشات في أحياء مكتظة بالسكان. وقد بث ناشطون سوريون على الإنترنت صورا قالوا إنها من حي السباع في حمص قبيل غروب أمس الأحد. ويسمع في التسجيل المصور دوي إطلاق نار كثيف. وقال شاهد عيان للجزيرة إن القوات الأمنية اقتحمت باب السباع، وباب الدريب، والخالدية، وشارع الستين وسط انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في المدينة. من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن الجيش السوري اقتحم أمس قرى جديدة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب (شمال غرب البلاد) مصحوبا بعشرات الدبابات والآليات العسكرية. وأشار إلى أن قوات من الجيش دخلت إلى قرى معلا وشنان، ونفذت عمليات دهم للمنازل، وحطمت أثاث بعض منازل نشطاء. وأضاف المرصد في بيان آخر أن الأجهزة الأمنية السورية شنت في اليومين الماضيين حملة مداهمات وتنكيل واعتقالات في الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس، واعتقلت 25 شخصا، واعتدت بالضرب على آخرين.