اكتشف فريق من العلماء أن الكون قد يستمر في اتساعه إلى الأبد. وكشف هؤلاء الباحثون العاملون في وكالة «ناسا» الفضائية الأميركية الذين استخدموا «عدسات مجرّية» أن الكون سيصبح في نهاية المطاف «أرض خراب» باردة ومهجورة. واستخدم علماء الفلك «تلسكوب هابل الفلكي» لحساب كمية «المادة المعتمة» الموجودة في الكون. وركزت الدراسة على استكشاف طبيعة الطاقة التي تستمر في دفع الكون للتوسع وابتعاد أجزائه عن بعضها البعض. وباستخدام «عدسات مكبرة عملاقة» لحساب كمية الطاقة المعتمة الموجودة في الفضاء، استنتج هؤلاء العلماء أن توزيع القوة غير القابلة للتفسير يعني أن الكون ربما لن يتوقف أبدا عن الاتساع. ودرس العلماء 34 صورة ملتقطة للمجرات بواسطة تلسكوب هابل الفضائي ومراصد أرضية لدراسة هذه الظاهرة. وقال الباحث بريامفادا ناتارجان من جامعة يال الأميركية إن «هندسة ومحتوى ومصير الكون مرتبطة كلها بعضها ببعض بطريقة معقدة. وإذا عرفت اثنين منها فإنك تستطيع أن تستنتج الثالث. ونحن نعرف قدرا كبيرا عن المادة- الطاقة الخاصة بالكون لذلك فإننا قادرون على التعامل مع هندسته، ثم سيكون بإمكاننا معرفة ما سيكون عليه مصير الكون». أما البروفسور اريك جولو من مختبر المحركات النفاثة في ناسا والذي قاد الفريق الباحث الذي نشر دراسة في مجلة «ساينس» فأضاف: «علينا أن نحل مشكلة الطاقة المعتمة من كل الجوانب. من المهم أن يكون لدينا عدة طرق والآن في حوزتنا طريقة جديدة وقوية جدا». وعلق البروفسور خولو قائلا إن «ما أحبه بطريقتنا الجديدة هو أنها جد بصرية. فأنت تستطيع بشكل ملموس أن ترى الجاذبية والمادة المعتمة تشد الصورة الملتقطة لخلفية المجرات بشكل أقواس». وتسود قناعة قوية بين العلماء المعنيين بأن «الطاقة المعتمة» تشكل ثلاثة أرباع الكون لكنها تظل تماما غير مرئية بالنسبة للفلكيين. وكل ما عرف عنها أنها القوة المسؤولة عن دفع المجرات بعيدا عن بعضها البعض أكثر فأكثر. وقال خولو إنه واثق تماما أن الدراسة التي شارك فيها ستساعد التقديرات العلمية عن كمية الطاقة المعتمة أن تتحسن في المستقبل. وأضاف أنه بفضل الدراسة أصبح واضحا أن اتساع الكون لن يستمر فقط بشكل دائم بل أنه سيتسارع.
