قتل عشرات الأشخاص في هجومين بشمال غرب نيجيريا فيما نفذ جهاديون مشتبه بهم هجوما على قاعدة عسكرية في ولاية أخرى مجاورة بينما تعاني المنطقة مع تصاعد الهجمات وعمليات الخطف الجماعية. وتزرع عصابات إجرامية معروفة محليا باسم قطاع الطرق الرعب في شمال غرب نيجيريا ووسطها منذ سنوات، لكنها أصبحت أكثر جرأة في الأشهر الأخيرة، ما أجبر الجيش على تجديد عملياته في المنطقة في محاولة لوضع حد للعنف. وأوضح المسؤول الأمني سامويل أروان في بيان أن "مسلحين مجهولين هاجموا قرية ماداماي في كورا… تأكد مقتل 34 مدنيا عقب الهجوم، وأصيب سبعة آخرون" مضيفا في وقت لاحق أن الهجوم وقع في ساعة متأخرة مساء الأحد. وتعرضت القوات لإطلاق نار قبل إجبارها المهاجمين على الانسحاب بعد تبادل مكثف للنيران، كما أضاف المسؤول. والأحد أيضا، هاجم مسل حون كنيسة في منطقة كاتشيا في ولاية كادونا، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وفق أروان. من جهة ثانية، قال أروان في بيان جديد مساء الاثنين "ردا على الهجومين، قتل شخص في قرية جانكاسا، وقتل ثمانية أشخاص وأصيب ستة ودمرت منازل (…) في قرية كاسيسيري على أيدي مجهولين". ولم يحدد البيان ما إذا كان الهجوم الانتقامي حصل الأحد أم الاثنين. وقطاع الطرق الذين يهاجمون القرى ويسرقون الماشية ويخطفون المدنيين من أجل الفدية ويحرقون المنازل، ليس لديهم أيديولوجية معروفة. وأطلق الجيش حملة لمكافحة قطاع الطرق في وقت سابق من الشهر الجاري في ولاية زمفارا، وفرضت ولايات شمالية أخرى قيودا على التنقل والتجارة بالإضافة إلى قطع الاتصالات في محاولة للسيطرة على المسلحين. وأشار مسؤولون وسكان إلى أن قطاع الطرق المسلحين يفرون من قواعدهم في زمفارا وينتقلون إلى ولايات مجاورة. وفي سياق متصل، قال الجيش النيجيري إن مقاتلين ومجرمين يشتبه في أنهم متحالفون مع تنظيم الدولة الإسلامية، كانوا وراء هجوم استهدف قاعدة في شمال غرب ولاية سوكوتو وقال أحد السكان ومصدر طبي إنه أودى بحياة 17 من العناصر الأمنية. وينشط تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا في شمال شرق البلاد منذ العام 2016. قالت القوات الأمنية إنها تصدت للهجوم الذي استهدف صباح الأحد معسكر بوركوسوما في سابون بيرني في ولاية سوكوتو قرب الحدود مع النيجر. وأوضح مدير المعلومات الدفاعية بنيامين سوير في بيان الاثنين "نجحت القوات… في صد هجوم شنه إرهابيون من تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا وقطاع طرق على قاعدة العمليات في بوركوسوما". ولم تظهر أخبار الهجوم بسرعة بسبب الاتصالات المحدودة بعدما فرضت السلطات في سوكوتو قيودا على شبكات الهاتف المحمول. وأضاف سوير "جاء المهاجمون بأعداد كبيرة باستخدام شبكة اتصالات مقدمة لهم من بلد مجاور". وقال أتاهيرو أوميه وهو أحد سكان سابون بيرني، إن المسلحين "قتلوا 17 من عناصر الأمن من بينهم خمسة جنود وتسعة شرطيين وثلاثة من عناصر الدفاع المدني". وأفاد مصدر طبي في مستشفى عام في العاصمة سوكوتو إنه كان على علم بوجود 17 جثة "لأفراد يرتدون زيا عسكريا" أحضروا إلى المشرحة في سابون بيرني. ورفضت مصادر في الشرطة والجيش كشف عدد القتلى والجرحى الذي وضعوا ضحايا الهجوم. وأوضح سوير "تم القضاء على العديد من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا فيما هرب بعضهم مصابين متفاوتة من الإصابات". وقال الجيش إن بعض المقاتلين فروا إلى النيجر المجاورة وإن الجهود مستمرة مع القوات النيجيرية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وصر ح مصدر في النيجر لوكالة فرانس برس بأن "عشرات الجنود النيجيريين يتراوح عددهم بين 12 و14 جنديا، لجأوا إلى النيجر بعد هجوم على قاعدتهم من قطاع طرق" مضيفا أن الجنود أعيدوا إلى نيجيريا الأحد.