حريق جديد بمعمل للثوب يكشف غياب وسائل الإطفاء وضعف إمكانيات الوقاية المدنية لم يبق من معمل متخصص في الصناعة النسيجية من التوب والخيط بالمنطقة الصناعية بمدينة الجديدة الا الخراب، بعد ساعات من الحرائق المدمرة، حيث انتشرت النار بسرعة كبيرة )في احد أكبر مخازن التوب(، وصعبت السيطرة عليها، في غياب وسائل الإطفاء الكافية بمقر المعمل، وتعالت ألسنة النار وقد شوهدت على مسافة بعيدة، بل إن حجم هذا الحريق الذي يعد الأخطر من نوعه قد شاهده كل سكان الجديدة والمناطق المجاورة لها، بحكم طول ارتفاعه أعمدة الدخان، التي غطت أجواء مدينة الجديدة، وامتدت في الفضاء على علو مرتفع، الى غاية منتجع سيدي بوزيد وجماعة مولاي عبد الله. ولم تستطع عناصر الوقاية المدنية السيطرة على هذا الحريق الكبير، نظرا لضعف الإمكانيات وقلتها، وغياب صنبور للماء العمومي بالقرب من مكان الحريق، حيث اضطر عناصر الوقاية المدنية الى جلب الماء ذو الدفعات القوية عبر أنبوب بلاستيكي، على مسافة حوالي 300 متر، وتدخل مواطنون كانوا قد تجمهروا حول مكان الحريق لمساعدة رجال الوقاية المدنية، في عملية جر الأنبوب البلاستيكي واصاله الى ألسنة النار المشتعلة. ونظرا لقوة هذا الحريق وصعوبة وصول رجال الوقاية المدنية الى باب مكان الحريق، اضطروا الى توجيه خراطيم المياه من نوافذ المحل الذي اندلعت به النار، وأمام صعوبة السيطرة على هذا الحريق نتيجة لضعف إمكانيات الاتقاد المتوفرة لدي عناصر الوقاية المدنية، الذين بدو في بعض اللحظات مغلوبين على أمرهم، انتقلت النار الى المحلات المجاورة للمحل الأول الذي اندلعت به النار، وأصبحت تهدد المعامل المجاورة. هذا وقد تمت الاستغاثة بعناصر الوقاية المدنية التابعة للجرف الأصفر، غير أنها لبت الدعوة متأخرة، ولم تصل الى عين المكان الى بعد أن انتشرت النيران في أغلب المحلات. ولم تتم السيطرة بشكل نهائي على هذا الحريق الى بعد مرور أزيد من ستة ساعات. ومن حسن الحظ أنه بالرغم من حجم هذا الحريق وقوته، فانه لم يسفر عن خسائر بشرية، باستثناء سقوط أربعة أشخاص مغمى عليهم بسبب سقوط حائط صغير عليهم داخل المعمل في الوقت الذي كانوا يقومون بإنقاذ السلع وقد تم نقلهم على وجه السرعة الى المستشفى الاقلمي لتلقي العلاجات. وتجدر الإشارة الى أن هذا الحادث قد استنفر كل السلطات المحلية، حيث انتقل الى عين المكان باشا مدينة الجديدة وظل يتابع عن كتب تطورات عملية الإطفاء، التي كانت تتم ببطء شديد أمام أعينه، كما حضر الى جانبه الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستناف وقد أمر بفتح تحيق سريع لمعرفة أسباب هذا الحريق، والتي لا تزال مجهولة. كما حضر رجال الأمن الوطني والدرك الملكي. بقية الإشارة الى أنه ليست المرة الأولى التي يندلع فيها الحريق بالمنطقة الصناعية بالجديدة، وليست المرة الأولى التي تجد فيها الوقاية المدنية نفسها عاجزة عن إخماد الحرائق، دون أن تعمل جلب التجهيزات وتوفير الإمكانيات القوية التي تساعد رجالها على التدخل في مثل هذه الحالات.