بلغزال: الأقاليم الجنوبية لا زالت تحمل نفس مقومات الأزمة الاجتماعية التي انتهت بإنشاء مخيم «كديم إيزيك» قال مصدر مسؤول بسجن لكحل بالعيون لبيان اليوم إن قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالعيون أصدر قرارا بالسراح المؤقت لفائدة عشرة معتقلين على خلفية أحداث مخيم أكديم أزيك، غادروا السجن المحلي للمدينة مساء أول أمس الاثنين. فيما تمت إحالة معتقل واحد على السجن المدني بمدينة سلا، لينضم إلى المجموعة المتكونة من اثنين وعشرين شخصا رهن الاعتقال الاحتياطي على خلفية نفس القضية. وأفاد مصدرنا أن المجموعة المفرج عنها تشكل آخر دفعة من المعتقلين على خلفية أحداث كديم ايزيك والذين وجهت إليهم سابقا تهم التجمهر المسلح وتكوين عصابة إجرامية وإحداث خسائر بالممتلكات والمس بالنظام العام، ليصل عدد المفرج عنهم، على دفعات، إلى 126 شخصا. وفي تعليق على إطلاق سراح المجموعة الجديدة من معتقلي سجن لكحل بالعيون، قال عبد المجيد بلغزال عضو الكوركاس لبيان اليوم إن العملية، التي كانت ضرورية لتهدئة الوضع ولتصويب وضعية شاذة، تعتبر مطلبا جماعيا، على اعتبار أن الاعتقالات تمت بمنطق ردعي سياسي. وردا على تأكيد السلطات الأمنية استبعاد إطلاق سراح المعتقلين الذين أحيلوا على المحكمة العسكرية بتهم القتل العمد والعصيان المدني والتجمهر المسلح والتخابر مع جهات أجنبية، طالب عبد المجيد بلغزال بمراجعة وضعية المحالين على المحكمة العسكرية لتصحيح العديد من الأخطاء، والتي تعتبر قضية الناشط الحقوقي النعمة الساري إحدى أبرزها. فقد تم اعتقال هذا الأخير، يقول عضو الكوركاس، في السابع من نونبر، أي يوما واحدا قبل أحداث مخيم كديم ايزيك. وبالتالي فاعتقاله دون مشاركة في الأحداث يقوض صك الاتهام، ويشكك في كل الاتهامات الموجهة للمعتقلين الآخرين الذين سيشكل إطلاق سراحهم عاملا قويا لامتصاص جزء من الاحتقان الذي مازال سائدا في الأقاليم الجنوبية للمغرب التي لازالت تحمل نفس مقومات الأزمة الاجتماعية التي انتهت بإنشاء مخيم في ضواحي المدينة ضم أزيد من 8000 قاطن وقاطنة. ولم يستبعد بلغزال اندلاع مواجهات جديدة، في أي مدينة من الأقاليم الجنوبية للمغرب، على غرار ما حدث بمخيم اكديم ايزيك، وذلك لكون شروط وأسباب الاحتقان الاجتماعي لازالت قائمة، معتبرا الإجراءات التي تم اتخاذها، من خلال توزيع البقع الأرضية وتشغيل بعض الأشخاص وتوزيع بطاقات التموين... سيئة للغاية، ولم تفض إلى معالجة جذرية للمشاكل التي تعتبر اليوم، بعد الإفراج عن مجموعة العشر، مدعاة للتفكير العميق، وصولا إلى حلول ناجعة لا ترقيعية.