في لقاء جماهيري وازن احتضنته جماعة بني تدجيت نواحي إقليم فكيك يوم الجمعة الماضي، جدد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية التأكيد على ضرورة النهوض بالأوضاع الاجتماعية وتحقيق العدالة المجالية بين مختلف الجهات والأقاليم. وقال بنعبد الله إنه من عدم المقبول استمرار مجموعة من الممارسات التي تكرس التفاوتات الاجتماعية والطبقية بشكل فاحش، منتقدا توجيه التنمية لمناطق ومدن معينة مقابل تهميش أخرى لاسيما منها الأقاليم البعيدة والنائية. وسجل بنعبد الله، الذي كان مرفوقا بكل من عزوز الصنهاجي ورشيد حموني عضوي المكتب، والحسين أوحليس المرشح المقبل للكتاب برسم انتخابات مجلس النواب المرتقبة في شتنبر المقبل، وحسن قوطيط الكاتب الاقليمي للحزب، أن هناك مجموعة من الانتهاكات المرفوضة من قبيل استغلال بعض الشركات والوسطاء لعرق جبين ساكنة بعض الأقاليم والمناطق التي تزخر بالخيرات بدون مقابل تنموي ينهض بوضع الساكنة، كما الحال بإقليم فكيك وبوعرفة والجماعات المجاورة له، حيث يستغل عدد من الوسطاء تعب الساكنة وعرقها وسط مخاطر التنقيب على المعادن بدون أدنى شروط الكرامة أو تنمية تظهر جليا بالإقليم. وشدد زعيم حزب التقدم والاشتراكية أنه من غير المقبول استمرار هذه الممارسات اللاأخلاقية التي تكرس التفاوت الطبقي والمجالي ويجعل التنمية حكرا على مناطق دون أخرى، واغتناء بعض الأفراد من الوسطاء على حساب الساكنة. بالمقابل، أكد بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية سيستمر في الدفاع عن مطالب مختلف الفئات على امتداد جهات المملكة من أجل السعي نحو تحقيق هذه العدالة المنشودة، مشيرا إلى أن حزب "الكتاب" ومنذ نشأته قبل عقود كان سباقا للدفاع عن قضايا الجماهير والكادحين، كما كان سباقا لوضع مجموعة من السياسات الاجتماعية في عدة قطاعات خلال سنوات تواجده بالحكومة، وبعد ذلك من موقع المعارضة من خلال مقترحات بناءة، كما وقع خلال فترة الجائحة وبعدها. في هذا السياق، أوضح الأمين العام أن النموذج التنموي الجديد الذي جاء بالتوجهات الكبرى والذي أشرفت عليه لجنة ملكية، تطرق بدوره لهذه التفاوتات واستمرار الريع ومحدودية عدد من السياسات، وقدم اقتراحات تهم النهوض بدور الدولة في الاقتصاد والنهوض بالتعليم والصحة والقطاعات الأساسية، مشيرا إلى عددا من هذه الاقتراحات تتقاطع مع أفكار حزب التقدم والاشتراكية ومقترحاته والوثائق التي أنتجها على مدى عقود، والتي دعا من خلالها، أكثر من مرة لإعطاء الأولوية للقطاعات الأساسية كالتعليم والصحة وتمكين المواطنات والمواطنين من الولوج إليها وإلى تعزيز دور الدولة في الاقتصاد، وجعله دورا محوريا. من جهة أخرى، أشاد بنعبد الله بالدينامية النضالية لساكنة جماعتي تالسينت وبني تدجيت وانوال وبومريم والمناطق المجاورة، والتي اختارت تعزيز صفوف حزب التقدم والاشتراكية والنضال من داخل هياكله وحمل رايته خلال الاستحقاقات المقبلة، مؤكدا في هذا السياق على عزم الحزب على الدفاع عن قضايا الإقليم والساكنة على جميع الواجهات والمواقع، تماشيا مع دوره المجتمعي الأساسي ورصيده النضالي والتاريخي. من جهة أخرى، نبه الأمين العام إلى خطورة تبخيس العمل السياسي وضرب الأحزاب الوطنية الجادة وتأثير هذا الأمر على البناء الديمقراطي الذي تحتاجه البلاد بشكل أساسي للمضي قدما في مسار التنمية والإصلاح، مبرزا أنه بدون أحزاب قوية لا يمكن تحقيق أي تقدم أو إصلاح، كما لا يمكن تنزيل أي نموذج تنموي، مشيرا إلى أن هذا الأخير لا يمكن تنزيله إلا بأحزاب وطنية لها مصداقية قادرة على حمل هم الإصلاح وبلورتها على أرض الواقع. من جهته، قال الحسين أوحليس مرشح الحزب بإقليم فكيك برسم الانتخابات البرلمانية المقبلة، إن اختياره تعزيز صفوف حزب التقدم والاشتراكية جاء بناء على تاريخ ورصيد الحزب النضالي الذي يفوق أزيد من سبعة عقود والتي قدم خلالها مناضلات ومناضلين أشاوس. واعتبر أوحليس أن حزب التقدم والاشتراكية ومنذ عهد علي يعتة إلى الوقت الحالي الذي يقود فيه محمد نبيل بنعبد الله الحزب، كان دائما ثابتا على المبادئ والمواقف الشجاعة التي دا ما عبر عنها. في هذا الصدد، شدد أوحليس على أنه سيعمل من داخل حزب التقدم والاشتراكية وعلى جميع الواجهات على الدفاع عن قضايا إقليم فكيك، لرفع الحيف والتهميش عنه، ومواجهة التفقير الذي عانى منه الإقليم على مدى سنوات طويلة بالرغم من توفره على مؤهلات طبيعية قادرة على خلق شروط التنمية به. ودعا المتحدث ساكنة بني تدجيت وتالسينت والجماعات المجاورة إلى الالتفاف حول حزب التقدم والاشتراكية لما يشهد له من مصداقية ومواقف قوية وشجاعة، من أجل التعاون والعمل المشترك والنضال من أجل إعلاء راية الحزب وتنمية الإقليم. من جانبه، كان الكاتب الإقليمي للحزب حسن قوطيط قد عبر عن ترحيبه بالفعاليات السياسية والفعاليات النسائية والشبابية التي عززت صفوف الحزب بإقليم فكيك وعموم الجهة الشرقية. وأكد قوطيط عزم مناضلات ومناضلي حزب "الكتاب" على حمل مشعل الحزب والنهوض بإشعاعه التنظيمي والسياسي بمختلف مناطق الجهة الشرقية، وكذا تعزيز حضوره وإشعاعه الانتخابي، عبر توسيع قاعدة المنتخبين والمستشارين عن الحزب، بالإضافة إلى العمل على تحقيق مقاعد برلمانية تجعل الحزب في موقع أقوى يمكنه من الدفاع والترافع عن قضايا الساكنة وانتظاراتها بعموم الجهة. هذا، وكان اللقاء قد عرف حضور عدد من الفعاليات السياسية الملتحقة بحزب التقدم والاشتراكية، فضلا عن منتخبين وممثلين عن ساكنة مختلف الجماعات والدواوير التابعة للإقليم، وتميز بمجموعة من المداخلات التي تطرقت للأوضاع الصعبة التي يعيشها إقليم فكيك وبوعرفة. كما كان الأمين العام بنعبد الله وعزوز الصنهاجي، ورشيد حموني عضوي المكتب السياسي، والحسين أوحليس مرشح الحزب بالإقليم، وحسن قوطيط الكاتب الاقليمي للحزب، قد حلوا صباح الجمعة الماضي بجماعة تالسينت، وسط حضور جماهيري وازن، حيث تميز لقاء تالسينت بإعلان مجموعة من الفعاليات السياسية بالمنطقة التحاقها بصفوف حزب التقدم والاشتراكية.