حزب التقدم والاشتراكية ضد الدفاع عن الامتيازات على حساب الشعب وزير الصحة يعد بالتفاعل الإيجابي مع مطالب الطلبة الممرضين شريطة أن تكون مشروعة ومقبولة وعد البروفيسور الحسين الوردي، وزير الصحة، بالتفاعل الإيجابي مع المطالب المعقولة والقابلة للتطبيق التي يرفعها الطلبة الممرضون، وذلك بعد استقبالهم والجلوس معهم على طاولة الحوار فور عودته من إفريقيا حيث يوجد ضمن الوفد المرافق لجلالة الملك الذي يقوم بزيادة لعدد من الدول الإفريقية. جاء ذلك على لسان محمد نبيل بنعبد لله الذي كان يتحدث في لقاء جماهير حاشد، احتضنه مركز الدراسات والبحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية بوجدة، مساء الجمعة الماضي، في رده على احتجاج هؤلاء الطلبة الممرضين، مؤكدا استعداد وزير الصحة الحسين الوردي للتفاعل الإيجابي مع مطالبهم شريطة أن تكون مطالب مشروعة ومقبولة، لكنه ،خارج ذلك، لن يقبل بمطالب غير معقولة ولا سند شرعي لها سوى الدفاع عن الامتيازات. وشدد محمد نبيل بنعبد الله على أن حزب التقدم والاشتراكية لن يقبل بأي مطالب غير معقولة وغير ديمقراطية، يمكنها أن تكون معاكسة لمصلحة الشعب وتضر بالمواطنات والمواطنين على امتداد التراب المغربي، سيقول "لا" وسيتحمل مسؤوليته التاريخية في ذلك، لأن الأمر يتعلق بمصلحة الشعب والوطن. وقال زعيم حزب الكتاب "نحن في حزب التقدم والاشتراكية ضد الدفاع عن الامتيازات على حساب الشعب، وعلى هؤلاء الطلبة المرضين أو الطلبة الأطباء، وعلى من يؤطرهم، حتى لا نقول من يدفعهم، ونحن نعرفهم جيدا، أن يعرفوا أنهم مع مناضلين شرفاء، وأن حزب التقدم والاشتراكية هو حزب الأخلاق والمبادئ وحزب الديمقراطية والتسامح والانفتاح". واستهجن آلاف المواطنين والموطنات، ممن حاضروا هذا اللقاء الجماهيري الحاشد، سلوك هؤلاء الطلبة المرضين الذين لم يكن يتجاوز عددهم العشرين طالبا، أصروا، بشكل غير حضاري وغير ديمقراطي، على مواصلة الاحتجاج داخل القاعة، رغم أن المنظمين فتحوا لهم المجال، للتعبير عن مواقفهم، وهو ما اعتبره العديد من الحاضرين، في تصريح لبيان اليوم، وجود نية مبيتة لنسف هذا النشاط الحزبي. وأكد محمد نبيل بنعبد الله أن الغاية من هذه التحركات، ومن الحملة الممنهجة التي تقوم بها بعض الأوساط، ضد الوزير الحسين الوردي الذي يشهد له الجميع بالعمل الجبار الذي يقوم به، هي نسف اللقاءات التي ينظمها حزب التقدم والاشتراكية، والتي تستقطب آلاف المواطنين والمواطنات، خاصة في مناطق ظل البعض يعتبرها من قلاعه المحصنة. وأبرز الزعيم السياسي، في رسالته لهؤلاء الطلبة الذين تحركهم أيادي معلومة، أن لكل أبناء الشعب المغربي في القرى والبوادي والجبال كما في المدن والحواضر، الحق في الولوج إلى العلاج، وأنه من غير المعقول ولا المقبول أن تتكدس الأطر الطبية من ممرضين وأطباء في مناطق بعينها دون مناطق أخرى. وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أنه من غير المقبول، أن يصر هؤلاء الطلبة الممرضون على أن يشتغلوا لوحدهم، فقط، في القطاع، دون مراعاة الخصاص المهول الذي تعرفه بلادنا على هذا المستوى، حيث هناك مستشفيات ومراكز صحية في بعض المدن الشرقية أو الجنوبية أو حتى في بعض المدن الكبرى، لا تتوفر لا على طبيب ولا على ممرض، ولا أحد يريد أن يذهب للعمل هناك، وكأن سكان تلك المناطق ليسوا من أبناء هذا الوطن. وأوضح بنعبد الله، أن اقتراح الحسين الوردي، المعبر عنه مؤخرا في البرلمان، يقضي بضرورة سن نظام الخدمة الإجبارية ، لمدة سنتين، لجميع المتخرجين من ممرضات وممرضين وطبيات وأطباء، وبعد ذلك يكون لهم الحق في الانتقال إلى مناطق أخرى، وهذا اقتراح حزب التقدم والاشتراكية، يقول نبيل بنعبد الله، الذي أكد على أن الهدف من هذا المقترح هو أن تتوفر لسكان المناطق النائية في القرى والبوادي وفي المدن الصغرى والمتوسط، الأطر الطبية لعلاجهم، وأيضا للإعمال الجيد والسليم لنظام التغطية الصحية ونظام المساعدة الطبيبة "رامد" الذي اتسع اليوم ليشمل أزيد من 8 ملايين نسمة. وفي السياق ذاته، أفاد الأمين العام أنه استقبل ممثلين عن طلبة الطب، وعبروا له أيضا عن رفضهم لهذا المقترح، وقالوا له إنهم غير مستعدين لقبوله، وشرعوا في ترويج إشاعة، مفادها أن من سيذهب للعمل في المناطق المعنية، وفق نظام الخدمة الإجبارية، سيتقاضى راتبا حدد في 1000 درهم شهريا، وهي إشاعة، كاذبة ومغرضة،حسب نبيل بنعبد الله، لأنه لم يعد هناك في الوظيفة العمومية من يتقاضي هذا الأجر، وأن الغاية من ترويج مثل هذا الافتراء هو الوقوف دون تطبيق هذا الإجراء الجريء والشجاع الذي ينطلق من مصلحة الوطن والمواطنين أين ما كانوا. في السياق ذاته، أوضح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن مقترح الخدمة الإجبارية الذي صرح به وزير الصحة الحسين الوردي، هو إجراء من ضمن إجراءات أخرى، للتغلب على الخصاص المهول في الأطر الطبيبة والشبه طبية التي تعاني منها تلك المناطق النائية، وهو إجراء من شأنه أن يعالج مشكل تهافت بعض الأطباء وبعض الممرضين على المدن والحواضر الكبرى التي تتوفر على مصحات، بهدف العمل بها إلى جانب العمل بالقطاع العام. إلى ذلك، تحدث الأمين العام، أمام حشود من المواطنين والمواطنات الذين جاؤوا من مدينة وجدة ومن المدن والقرى المجاورة حيث يوجد حزب التقدم والاشتراكية، على حصيلة وزراء حزب التقدم والاشتراكية في حكومة عبد الإله بنكيران وفي مقدمتهم الحسين الوردي، حيث استعرض مجموعة من المشاريع الصحية التي تعرفها الجهة الشرقية سواء تلك التي تم الانتهاء منها أو هي في طور الإنجاز، بالإضافة إلى الإصلاحات الكبرى من قبيل توسيع نظام المساعدة الطبيبة "راميد" وإقرار التغطية الصحية لفائدة الطلبة، في أفق أن تشمل الحرفيين والمهنيين وذو المهن المستقلة من أطباء ومحامون ومحاسبون وموثقون وغيرهم. كما وقف على منجزات قطاع الثقافة، الذي يدبر الوزر محمد أمين الصبيحي، الذي كان حاضرا لهذا اللقاء الجماهير. و تحث عن حصيلة الوزيرة شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، والوزير عبد السلام الصديقي وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، حيث أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن حصيلة وزراء حزبه إلى جانب وزراء حلفائه في حكومة عبد الإله بنكيران هي حصلية إيجابية، بات يلمسها المواطن على الأرض. وخلال هذا اللقاء، تذكر محمد نبيل بنعبد الله الرعيل الأول من مؤسسي حزب التقدم والاشتراكية الذين ينتمون للجهة الشرقية ولمدينة وجدة على وجه التحديد، من أمثال عزيز بلال والهادي مسواك وأحمد سالم لطافي وغيرهم تركوا بصماتهم في التاريخ السياسي الحديث للمغرب بصفة عامة. وجدد نبيل بنعبد الله، بالمناسبة، التأكيد على سداد مواقفهم وصحتها، على اعتبار أن حزب التقدم والاشتراكية هو حزب الوفاء للمبادئ وحزب الخطاب الرصين والأخلاقي البعيد عن السب والقذف في أعراض الناس، وأن كل المدن والأقاليم التي يحل بها يجد تجاوبا كبير من قبل المواطنين والمواطنات، لأن الحزب، يقول الأمين العام، عاهد المواطنين والمواطنات على أن يظل وفيا لقضياهم ولتطلعاتهم. من جانب أخر، أكد عبد الله بالهواري الكاتب المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بوجدة، خلال هذا اللقاء الذي أداره، عضو اللجنة المركزية محمد الزاوي، على أن تجاوب المواطنات والمواطنين الذين لبوا دعوة الحزب للحضور بهذا الشكل المكثف والقوي، هو تعبير على صلابة مواقف حزب التقدم والاشتراكية، ودقة رؤيته للواقع وتجاوبه مع قضايا الناس، مؤكدا على أن حزب عزيز بلال وعلي يعتة وإسماعيل العلوي ونبيل بنعبد الله وغيرهم من المناضلين الشرفاء، هو حزب المعقول، والوفاء للمبادئ وللمصلحة العليا للوطن. من جنابه، عبر خالد فاضل، أحد فعاليات المدينة، عن اعتزازه بالالتحاق بصفوف حزب التقدم والاشتراكية، مؤكدا أن السياق العام الوطني والمحلي، يقتضي أن يعاد للسياسية اعتبارها، وأن ينتصر الجميع لقضايا الشعب والوطن، وأن يوضع حد للعبث بمصالح الناس وبإراداتهم، مؤكدا على أن مدينة وجدة لم تعد تقبل بالرداءة وبالإهانة، وأن ساكنة وجدة ستأخذ مصيرها بيدها ولن تترك وحيدة رهينة لأصحاب المصالح، نريدها يقول خالد فاضل "مدينة تتسع للجميع". حضر هذا اللقاء أعضاء الديوان السياسي محمد أمين الصبيحي، وأحمد سالم لطافي، وسعيد الفكاك، وعزوز الصنهاجي ونادية التهامي، وفاطمة السباعي ورشيدة الطاهري، والبرلماني عضو اللجنة المركزية عبد الله البوزيدي، بالإضافة إلى العديد من أعضاء اللجنة المركزية ومناضلي فروع حزب التقدم والاشتراكية بالجهة الشرقية.