دعا المجلس العلمي الأعلى، مساء يوم السبت الأخير بالدار البيضاء، إلى تحصين شباب الأمة من كل ما من شأنه أن يعرض فطرته إلى التدمير والتخريب والتحريف. ------------------------------------------------------------------------ وأكد المجلس في بيان عن خلاصات أشغال دورته العاشرة، التي اختتمت مساء نفس اليوم، على ضرورة "إيلاء كامل العناية والرعاية لشباب الأمة الذي هو عنوان قوتها، وحامل هويتها، ومستقبلها الواعد، وذلك باحتضانه والتجاوب معه وتشجيع مبادراته الإيجابية وتحصينه من كل ما من شأنه أن يعرض فطرته إلى التدمير والتخريب والتحريف"• ودعا المجلس إلى القيام "بحملة واعية لتحسيس عموم المواطنين وخاصة أهل اليسر والنخوة والسخاء والنجدة والإحسان ليقوموا باحتضان من لا حاضن له، وإيواء من لا مأوى له وكفالة من لا كافل له، حتى لا تظل هذه الشريحة غرضا وهدفا لمشاريع الاستهواء والتضليل"• وأكد عزمه "على التصدي بكل حزم وصرامة لكل من تسول له نفسه انتهاك حرمة الدين أو المساس بمقدسات الأمة أو التحرش بثوابتها عقيدة ومذهبا وسلوكا ونظاما"، مجددا التأكيد على التزام العلماء في عملهم الإحيائي بالسير على منهج الوسطية والاعتدال والتسامح والحوار، ورفضهم للغلو والتطرف والانغلاق "سيرا على النهج الذي اختاره سلف هذه الأمة جيلا بعد جيل التزاما تاما لا يضرهم في ذلك، من خالفهم حتى يأتي أمر الله"• وأبرز المجلس ضرورة الاهتمام بساكنة البوادي، ووضع البرامج الكفيلة بالتجاوب مع تطلعاتهم، وتحقيق احتياجاتهم الدينية والاجتماعية والثقافية وكذا مواصلة العمل بخطى ثابتة وعزم راسخ لتجسيد ميثاق العلماء الذي بارك أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقته حتى يبلغ أهدافه ويحقق مراميه. وأعرب المجلس عن عزم العلماء تحقيق حسن ظن أمير المؤمنين بهم، وما تقتضيه رسالتهم من ضرورة النهوض بمشروع الإصلاح الديني والاجتماعي والثقافي والأخلاقي. كما عبر المجلس عن رضاه التام، على النتائج التي حققتها هذه المؤسسة العلمية خلال خمس سنوات، باعتبارها "نتائج إيجابية بكل المقاييس، خصوصا إذا روعي الحيز الزمني القياسي"، مؤكدا العزم على تحصين هذه المكتسبات بمزيد من الإلتزام والعمل الميداني. وأبدى اعتزازه بالتجاوب الذي طبع العلاقة بين مؤسسة العلماء وبين المواطنين، على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، موضحا أن ذلك "يرجع بالأساس إلى الحياد الذي التزمته المؤسسة العلمية في أداء رسالتها مما أكسبها مصداقية خاصة تتجلى في ما تحظى به من ثقة عموم المواطنين"• وكانت أشغال الدورة العادية العاشرة للمجلس العلمي الأعلى، التي عقدت بأمر من أمير المؤمنين، قد تدارست طيلة يومين حصيلة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية برسم سنة 2009، وتقارير اللجن العلمية المتخصصة الدائمة، إضافة إلى قضايا تتعلق بتحسين تدبير نشاط المجالس العلمية على المستوى المحلي والجهوي، وبالتزكيات والوعظ والإرشاد والإعلام.