انعقدت الأسبوع المنصرم الدورة العاشرة للمجلس العلمي الأعلى في ظروف يعرف فيها المغرب حملة تنصيرية كبيرة تستهدف ،خصوصا الشباب المعوزين في البوادي والأحياء المهمشة ،إضافة إلى المشاكل التي تعرفها بعض المجالس الجهوية والمحلية في مايتعلق بتدبير أنشطتها. وإذا كان جدول أعمال المجلس قد تضمن دراسة حصيلة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية برسم سنة 2009 ،فإن المجلس ركز بالأساس في هذه الدورة على ضرورة تحصين الشباب من كل ما من شأنه أن يعرض فطرته إلى التدمير والتخريب والتحريف وذلك في إشارة واضحة للحملات التبشيرية التي تستهدفه. وأكد المجلس ضرورة « إيلاء كامل العناية والرعاية لشباب الأمة الذي هو عنوان قوتها، وحامل هويتها، ومستقبلها الواعد، وذلك باحتضانه والتجاوب معه وتشجيع مبادراته الإيجابية وتحصينه من كل ما من شأنه أن يعرض فطرته إلى التدمير والتخريب والتحريف». ودعا المجلس إلى القيام «بحملة واعية لتحسيس عموم المواطنين وخاصة أهل اليسار والنخوة والسخاء والنجدة والإحسان ليقوموا باحتضان من لا حاضن له، وإيواء من لا مأوى له وكفالة من لا كافل له، حتى لا تظل هذه الشريحة غرضا وهدفا لمشاريع الاستهواء والتضليل». وأكد عزمه «على التصدي بكل حزم وصرامة لكل من تسول له نفسه انتهاك حرمة الدين أو المساس بمقدسات الأمة أو التحرش بثوابتها عقيدة ومذهبا وسلوكا ونظاما»،مجددا التأكيد على التزام العلماء في عملهم الإحيائي بالسير على منهج الوسطية والاعتدال والتسامح والحوار، ورفضهم للغلو والتطرف والانغلاق. وأبرز المجلس ضرورة الاهتمام بساكنة البوادي ، ووضع البرامج الكفيلة بالتجاوب مع تطلعاتهم, وتحقيق احتياجاتهم الدينية والاجتماعية والثقافية وكذا مواصلة العمل بخطى ثابتة وعزم راسخ لتجسيد ميثاق العلماء حتى يبلغ أهدافه ويحقق مراميه. كما عبر المجلس عن رضاه التام، على النتائج التي حققتها هذه المؤسسة العلمية خلال خمس سنوات، باعتبارها «نتائج إيجابية بكل المقاييس, خصوصا إذا روعي الحيز الزمني القياسي»مؤكدا العزم على تحصين هذه المكتسبات بمزيد من الإلتزام والعمل الميداني. وبخصوص الجانب الاعلامي قرر المجلس الانتقال بالإعلام عن نشاط المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية إلى مرحلة جديدة، وذلك بنشر البرنامج السنوي المفصل لعام2011 قبل متم2010 مسجلا الإقبال والحماس الذي أظهره العلماء خلال تهييء عدد من الوثائق الهادفة لتوعية الجمهور الواسع بأمور الدين، وإعداد عدد من الأدلة التي تحتوي على ضوابط اشتغال العلماء والقيمين الدينيين.