المؤسسة الدينية ملك لكل المغاربة وليس لاتجاه سياسي أو آخر، وهي توجد فوق الاعتبارات الإديولوجية والمذهبية الخاصة، ذلك ما انتهت جزء مما حرصت الدورة العادية للمجلس العلمي الأعلى التي اختتمت أشغالها السبت الماضي بالدار البيضاء ، على التذكير به والتأكيد عليه..وأكد المجلس في بيان عن خلاصات أشغال دورته العاشرة، عن اعتزازه بالتجاوب الذي طبع العلاقة بين مؤسسة العلماء وبين المواطنين, على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم, موضحا أن ذلك «يرجع بالأساس إلى الحياد الذي التزمته المؤسسة العلمية في أداء رسالتها مما أكسبها مصداقية خاصة تتجلى في ما تحظى به من ثقة عموم المواطنين».وأكد المجلس عزمه «على التصدي بكل حزم وصرامة لكل من تسول له نفسه انتهاك حرمة الدين أو المساس بمقدسات الأمة أو التحرش بثوابتها عقيدة ومذهبا وسلوكا ونظاما»، مجددا التأكيد على التزام العلماء «في عملهم الإحيائي بالسير على منهج الوسطية والاعتدال والتسامح والحوار, ورفضهم للغلو والتطرف والانغلاق» لكن هل نجح المجلس العلمي الأعلى والمجالس المحلية في القيام بهذه المهمة وهي التي لم تر النور إلا منذ خمس سنوات تقريبا؟ يجيب المجلس العلمي الأعلى بأنه يعبر «عن رضاه التام, على النتائج التي حققتها هذه المؤسسة العلمية خلال خمس سنوات، باعتبارها "نتائج إيجابية بكل المقاييس, خصوصا إذا روعي الحيز الزمني القياسي"، مؤكدا العزم على تحصين هذه المكتسبات بمزيد من الالتزام والعمل الميداني. ولمن يريد الاطلاع على تفاصيل ذلك، يؤكد المجلس العلمي الأعلى أنه « قرر الانتقال بالإعلام عن نشاط المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية إلى مرحلة جديدة, وذلك بنشر البرنامج السنوي المفصل لعام 2011 قبل متم 2010 ، مسجلا الإقبال والحماس الذي أظهره العلماء خلال تهييء عدد من الوثائق الهادفة لتوعية الجمهور الواسع بأمور الدين, وإعداد عدد من الأدلة التي تحتوي على ضوابط اشتغال العلماء والقيمين الدينيين».وبالنسبة للكاتب العام للمجلس محمد يسف فإن الدورة العادية العاشرة للمجلس «عززت حصيلة الأفكار والاجتهادات التي بذلها أعضاء المجلس خلال السنوات الخمس الماضية» وأوضح يسف, في ختام هذه الدورة التي حضرها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق, أنه تم «الاستماع إلى الخلاصات التي أثمرتها الجهود التي بذلها العلماء في المعالجة والنظر في الموضوعات التي تضمنها برنامج هذه الدورة»، مشيرا إلى أن كل دورة من دورات المجلس هي بمثابة خطوة من الخطوات التي تحققها هذه المؤسسة العلمية نحو الأمام.وكانت أشغال الدورة العادية العاشرة للمجلس العلمي الأعلى قد تدارست طيلة يومين حصيلة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية برسم سنة 2009 , وتقارير اللجن العلمية المتخصصة الدائمة , إضافة إلى قضايا تتعلق بتحسين تدبير نشاط المجالس العلمية على المستوى المحلي والجهوي، وبالتزكيات والوعظ والإرشاد والإعلام.