أراد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن يبعث برسالة ركيكة إلى المملكة المغربية من خلال الزيارة التي قام بها لزعيم البوليساريو الذي عاد فيما يشبه الهارب من اسبانيا إلى مستشفى عين النعجة بالجزائر. هذه العودة التي حاول أن يصور الرئيس الجزائري على أنها " انتصار" كلفت دافعي الضرائب من الشعب الجزائري 550 ألف دولار وهي كلفة استئجار طائرة الإسعاف الفرنسية التي نقلت المدعو إبراهيم غالي من الأراضي الإسبانية إلى الجزائر، بالإضافة إلى مصاريف 54 يوما من العلاج بمستشفى "سان بيدرو" بمدينة "لوغرونيو". وخلال هذه الزيارة التي قام بها رفقة الجنرال السعيد شنقريحة، كشف عبد المجيد تبون حقيقة دخول زعيم الانفصاليين إلى الأراضي الإسبانية بهوية دبلوماسية جزائرية مزورة تحت اسم "بن بطوش" والذي أكد أن ذلك كان بعلم وباتفاق مع الأسبان، حيث قال في كلمة له أمام التلفزيون الجزائري "نشكر على كل حال السلطات الإسبانية، على كل ما قدمته وعلى الجهود المبذولة، وعلى قبولها، في اليوم الأول، استقبالكم على أرضيها للعلاج الذي كان صعبا"، وهو ما يفيد أن حكومة بيدرو شانشيز شريكة في عملية تزوير وثائق ومحررات رسمية، وفي عملية تمويه القضاء الاسباني الذي اتضح في نهاية المطاف أنه جزء من هذه اللعبة التي انكشفت خيوطها أمام العالم. "بن بطوش" أو إبراهيم غالي الذي كان سببا رئيسيا في تلطيخ سمعة القضاء الإسباني، قال مخاطبا ولي نعمته عبد المجيد تبون "نحن شرفنا العدالة الاسبانية"، وكأن شرف العدالة الاسبانية، هو تغاضي قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية الإسبانية عن حقوق الضحايا الأسبان والصحراويين المغاربة الذين تعرضوا لجرائم الاختطاف والتعذيب والإبادة الجماعية، ورفض اتخاذ أي إجراء احترازي ضد المجرم "بن بطوش" ورفض سحب جواز سفره أو إدخاله إلى السجن كما طالب الضحايا. وعلى إثر شكاية تقدمت بها النقابة الاسبانية "الأيادي النظيفة"، فتح رئيس غرفة التحقيق رقم 3 ، في "لوغرونيو" التحقيق في دخول مجرم الحرب إبراهيم غالي إلى اسبانيا بوثائق مزورة. وكشف موقع "أوكي. دياريو"، الذي نقل الخبر، أن قرار التحقيق القضائي مع ابراهيم غالي في جنحة التزوير، كان قد اتخذ قبل أربعة أيام قبل مثوله أمام القاضي "سانياغو بيدراز"، ولم يتم الإفصاح عنه إلا بعد قرار هذا الأخير إخلاء سبيل والسماح لغالي بمغادرة التراب الاسباني. وورد في قرار القاضي اوريغا ب "لوغرونيو" أن هناك جريمة تزوير في مستندات خاصة، موضحا أن طبيعة وظروف هذه الوقائع والأفعال والأشخاص المتورطين فيها غير محددة وطالب بالقيام بالإجراءات اللازمة للكشف عن ذلك يوم 26 ماي 2021. وبناء على كل ذلك، يحق لابن بطوش زعيم البوليساريو أن يشعر أنه أحسن شخص في الجزائر. فقد خاطب عرابه عبد المجيد تبون بالقول " أنا اليوم أجد نفسي في أحسن الظروف، ولا يوجد أي إنسان مثلي يعيش نفس الظروف، نفسية ومعنوية وجسدية، فأنا جزائري". وهو ما يعني، بحسب بن بطوش أن الشعب الجزائري رخيص عند نظام الجنرالات بالمقارنة مع ما تحظى به عصابة البوليساريو التي تعيش رغد الحياة على حساب حفدة ابن باديس والأمير عبد القادر.