كما هو معلوم حقق المنتخب الوطني الأولمبي فوزا صعبا على نظيره للكونغو الديمقراطية وبحصة صغيرة من شأنها أن تبدد أحلام المغاربة في مباراة الإياب نظرا للظروف التي ستقام فيها، إضافة إلى الإكراهات التي قد تواجه المدرب الهولندي فيربيك. وستكون أولى هذه الإكراهات هي الغيابات العديدة للمحترفين نظرا لرفض الأندية التي يلعبون لها بعدم الترخيص لهم لكون التاريخ الذي ستقام فيه هذه المواجهة لاتدخل ضمن أجندة الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، خصوصا لاعبي إيندوفن الهولندي زكريا لبيض، يونس مختار وعماد نجاح إضافة إلى استغنائه على الكثير من العناصر المحلية لأسباب مختلفة. أمام هذا الوضع أصبح المدرب بيم فيربيك في ورطة كبيرة على اعتبار اعتماده الكلي على اللاعبين المحترفين خلال المباريات الإقصائية، خصوصا تلك التي تقام داخل المغرب، أما مباريات الإياب التي تقام بملاعب الخصم فيتم الإعتماد على لاعبين محليين من أجل سد هذا الغياب. يبدو أن المدرب الهولندي متشبت بأفكاره في ما يخص بناء المنتخب الأولمبي والذي يقوم أساسا على الاعتماد على اللاعبين المحترفين الجاهزين، بدل البحث عن لاعبين لاينقصهم سوى الإحتكاك وصقل المواهب، وكذا افتقادهم للإنضباط سواء داخل الملعب أو خارجه حسب فيربيك دائما، وهو ماجعله يقصي أبرز اللاعبين المحليين على سبيل المثال، ياسين لكحل، عبد المولى برابح، عادل بيات وهشام العروي، بالإضافة إلى تهميشه لعناصر أخرى أبانت عن علو كعبها في بطولة هذا الموسم رفقة الأندية التي تلعب لها سواء بالدوري المحلي أو في المنافسات القارية من قبيل، قرناص، حدراف، بامعمر و زيدون... أمام هذا الإقصاء المبرر حسب فيربيك، ظهر المنتخب الأولمبي أمام منتخب الكونغو الديمقراطية في أسوء حالاته، حيث لم يستطع هذا الزخم الهائل من اللاعبين المتحرفين مسايرة إيقاع اللقاء خصوصا في الجولة الثانية، ولم تتحرك آلة الأشبال إلا بعد دخول المهاجم أحمد حمد الله الذي ينتمي إلى أولمبيك أسفي الذي فك شفرة المنتخب الأولمبي بعد العجز التام للاعبين المحترفين. منذ أن تعاقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع المدرب الهولندي فيربيك لتدريب المنتخب الأولمبي، وهو يخضع العناصر الوطنية إلى التجارب الواحدة تلو الأخرى، حيث استطاع أن يقوم بهيكلة شاملة من خلال الإستغناء على الكثير من اللاعبين الذين شاركوا في بعض الدوريات الخارجية والمحلية، وتعويضهم بعناصر محترفة لاتتفوق على نظيرتها المحلية من الناحية التقنية، ولعل المباريات الإقصائية أكدت على ذلك. إذن فالتصور العام الذي تقوم عليه فلسفة فيربيك هو بناء منتخب أولمبي من لاعبين محترفين دون الإكثرات بالعناصر المحلية التي لا تجلب إلا وجع الرأس حسب تصوره، وإلا كيف نفسر إقصاءه لهؤلاء اللاعبين بالرغم من الإمكانات التقنية التي يتوفرون عليها والتي خولت لهم الاهتمام الذي أبدته العديد من الأندية الأوروبية في التعاقد معهم. لكن هذه الفلسفة ليست حبيسة أفكار فيربيك وحده بل هي مشتركة بين أفراد الطاقم التقني للمنتخب بكامله، حيث يتفق الجميع أن لا مكان للعناصر المحلية إلا في غياب اللاعبين المحترفين. ولعل ما يحدث داخل الفريق الأولمبي أثار فضول البعض حول الجهة التي أوكلت لها مهمة التفاوض مع اللاعبين المحترفين، خصوصا وأن أصابع الإتهام تشير إلى أن شقيق الدولي الهولندي المحترف بنادي برشلونة الإسباني أفلاي هو من يقف وراء هذه العملية عبر الإتصال عن طريق أسرة اللاعب وإغرائها بطريقته الخاصة، مما أثار ردود فعل قوية من طرف بعض العناصر المحلية التي شعرت ب»الحكرة» اتجاه هذا الموقف. خلاصة القول، ما مصير فلسفة الهولندي فيربيك في حالة إقصائه من المنافسات الإقصائية من طرف منتخب الكونغو الديمقراطية الذي سيقوم بجميع الإمكانات المتاحة من أجل الإطاحة بالأشبال مثل ما فعل مازمبي بالوداد قبل أن يسترد التأهيل بالقلم، وهل سيكون مصيره مثل مصير المدربين الذين سبقوه، أم أن تصوراته ستظل قائمة إلى حين انتهاء التجارب التي قام بها المنتخب الأولمبي منذ التحاقه بالمغرب، ذلك ما سنعرفه يوم 18 من الشهر الجاري.