الأحزاب الكردية ستلتقي الأسد وسط اعتراضات شعبية أعلن شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا «أن اثنا عشر حزباً كردياً سورياً تلقوا في أواخر الأسبوع الماضي دعوة عاجلة إلى لقاء الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، وذلك عن طريق القنوات الحكومية، وليست الأمنية، حيث تم تبليغ قادة وسكرتيريي الأحزاب الكردية عن طريق محافظ الحسكة». وأوضح كدو في تصريح ل»ايلاف» أنّ الأحزاب الكردية طلبت التمهل لإجراء لقاءات واجتماعات في ما بينها للخروج بموقف موحد. وقال «بعد اجتماعات وحوارات ماراثونية في مدينة القامشلي بين قادة هذه الأحزاب على وقع المظاهرات، التي كانت تجوب شوارع المدن الكردية، قبلت الأحزاب الكردية على مضض الدعوة إلى لقاء الرئيس بشار الأسد، خلال نهاية الأسبوع الجاري، وذلك على أسس المبادرة الكردية، التي أطلقتها الأحزاب نفسها، والتي لها جوانب قومية، وأخرى وطنية. وأوضح كدو أنّ الجانب الكردي يصرّ على عرض مبادرته أمام رئيس الجمهورية، وكذلك عرض معظم مطالب الشعب الكردي العادلة في هذا اللقاء، الذي يعدّ الأول من نوعه بين رئيس سوري وبين الحركة السياسية الكردية منذ تأسيس سوريا المعاصرة. يذكر أنّ الأحزاب الكردية، التي من المتوقع أن تلتقي الرئيس، غير مرخصة وغير معترف بها، وهي أحزاب محظورة، وكذلك لا يعترف الدستور السوري بوجود شعب كردي، يناهز عدده ثلاثة ملايين نسمة في سوريا، أي نسبة 13% من مجموع سكان سوريا البالغ 23 مليوناً. وسوف يمثل كل حزب المسؤول الأول «السكرتير»، والأحزاب هي: الحزب اليساري الكردي، والحزب الديمقراطي الكردي «جناح الدكتور عبدالحكيم بشار»، وحزب يكيتي الكردي، وحزب الاتحاد الديمقراطي، وحزب آزادي الكردي، والحزب الديمقراطي الكردي «جناح نصرالدين ابراهيم»، والحزب الوطني الديمقراطي الكردي، وحزب المساواة الديمقراطي الكردي، وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي، وحزب الديمقراطي الكردي السوري، والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي. أما تيار المستقبل الكردي فقد جمّد عضويته في الآونة الاخيرة في المجلس السياسي الكردي في سوريا، وكذلك في إطار أحزاب الحركة الوطنية الكردية. وكان فؤاد عليكو القيادي في حزب يكيتي الكردي في سوريا أعلن أن الأحزاب الكردية قبلت الحوار مع السلطة. من جانبه، وفي تصريح خاص ل»إيلاف»، قال الدكتور شيروان عمر، رئيس جمعية أكراد سوريا في النرويج والناطق باسم اللجنة الوطنية لدعم الثورة السورية هناك، «إن الأكراد السوريين مع الانتفاضة السورية، وهم جزء أساسي منها، وهم يدًا بيد مع باقي أبناء الوطن السوري، ولهم خصوصيتهم». وأضاف إن «الحركة الوطنية الكردية في سوريا هي جزء من الحركة الوطنية العامة، وإن كان تصريح فؤاد عليكو بالنيابة عن الحركة الكردية بالموافقة على قبول الحوار مع السلطة، ومقابلة الرئيس بشار الأسد هي ضمن إطار المبادرة التي طرحتها الحركة الوطنية الكردية في سوريا قبل أسابيع، وفي اطار التنسيق مع الحركة الوطنية السورية وشباب الثورة، فهذا جيد، وهذا أمر يخصّهم، وأهل مكة أدرى بشعابها، ولكن اذا كان عكس ذلك، فأنا اعتبره قرارًا غير سليم في الوقت الحالي، ولايخدم سوى النظام السوري وآلته القمعية والمزيد من سفك الدماء». وعبّر عن اعتقاده «أن أي فرصة إضافية تعطى للنظام يعني المشاركة في هذه الجريمة بحق الشعب السوري، والتاريخ لن يرحم مرتكبيها، وذلك على الرغم من تصريحاتي السابقة بعدم شرعية النظام السوري، بعد إطلاق الرصاص الحي واستخدام المدفعية ضد المتظاهرين السلميين والمدنيين العزل». هذا وتعرضت الاحزاب الكردية الى هجوم حاد، بدأ بالهجوم على حزبي الوحدة والتقدمي، واتهامهما بالعمالة للسلطة. كما وجّه شباب الحراك الجماهيري في حزب آزادي الكردي في سوريا رسالة إلى الشعب السوري والشعب الكوردي والقيادات الكردية في سوريا، تساءلوا فيها «هل القيادات الكردية تبحثُ عن مصالحها الشخصية أم تبحث عن حل للقضية الوطنية في سوريا، ونؤكدُ أن القضية ليست كردية فقط، بل أصبحت وطنية». وأضافت الرسالة «اذا أراد الرئيس السوري بشار الأسد حلّ القضية في أنحاء سوريا كافة فليدعو كل المعارضة السورية على طاولة مستديرة، ويتكلم بمثابة قيادي في حزب البعث، وليس بلسان الرئيس، «وطالبت فؤاد عليكو أن يتكلم «بلسانه الشخصي، وليس باسم الأكراد كافةً». وأكدت الرسالة «نحن كحزب آزادي الكردي شاركنا في مؤتمر أنطاليا للمعارضة السورية نحو التغيير، ودعينا إلى حوار وطني شامل، يدعو كل الأطياف والقوميات في سوريا إلى حلّ القضية الوطنية السورية والرسالة موجّهة من شباب الحراك في حزب آزادي، وليس لقياداتنا أي شيء في هذه الرسالة، ونشكر جزيل الشكر لقيادتنا في حال عدم مشاركتهم في هذا الحوار». الى ذلك، أعلنت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي -روانكه- أنه لا يزال النظام السوري يواصل تنفيذ مجازره البشعة، ليتواصل ارتقاء الضحايا وارتواء الأرض الطيبة بالدم الطاهر لأبناء الشعب السوري البطل، الذي رفع راية الثورة ولواء التضحية في نضاله السلمي حتى تحقيق أهدافه في الحرية والكرامة والعدالة. وقالت في بيان تلقت «إيلاف» نسخة منه، إنه ضمن سلسلة الاغتيالات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية للعسكريين الرافضين قتل إخوانهم العزل تم اغتيال العسكري عدنان عبد الرحمن اليوسف من قرية كفرموس - جبل الزاوية وعمره 22 عامًا، وأكدت «قتله الأمن عند رفضه إطلاق النار في جسر الشغور، وطلقة الغدر المميتة كانت من الخلف وراء أذنه».