خلقت جائحة كوفيد-19 فوضى تداعيات وارتباك في ما يتعلق بتحرير اللاعبين للانضمام إلى منتخباتهم الوطنية، لاسيما في ظل قيود السفر المفروضة في بعض الدول. وفي وقت تأجلت فيه تصفيات أمريكا الجنوبية ومعظم مباريات منتخبات آسيا، يواجه لاعبو المنتخبات الأوروبية معضلة تنظيم أسفارهم للالتحاق بمنتخباتهم الوطنية. وبقي قرار الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في تخفيف القوانين التي تفرض على الأندية تحرير لاعبيها خلال نافذة المباريات الدولية ساري المفعول حتى نهاية ابريل، ذلك لان المنظمة الدولية التي ترعى شؤون اللعبة لا تستطيع تجاهل الأزمة الصحية العالمية التي يعيشها العالم بأسره. وأدى ذلك إلى ارتباك كبير وتراجع في قرارات بعض الأندية والسلطات الحكومية في الأيام الأخيرة. فالسلطات الفرنسية سمحت للاعبين باللعب في وسط القارة الأسيوية ثم في منطقة البلقان، لكنها منعت اللاعبين من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي أو الدول التابعة للمنطقة الاقتصادية الأوروبية. وكانت الأندية الفرنسية أعربت عن قلقها من إمكانية خضوع لاعبيها للحجر الصحي لدى عودتهم وبالتالي الغياب عن المباراة التالية لفريقهم. أعلنت الأندية الفرنسية، أن لاعبيها الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي والفضاء الاقتصادي الأوروبي، لن يستطيعوا العودة لمنتخبات بلادهم خلال فترة الالتزامات الدولية المقبلة، بسبب القيود المفروضة بسبب جائحة فيروس كورونا. وتم اتخاذ القرار بالإجماع من قبل أندية القسمين الأول والثاني، بحسب بيان لرابطة الدوري الفرنسي، حيث أشار إلى أن ذلك يأتي تطبيقا لمنشور (فيفا) في 5 فبراير 2020، حول القيود على السفر الدولي الناجمة عن الأزمة الصحية. واعتبرت الأندية أن اللاعبين، الذين سيسافرون خارج الاتحاد الأوروبي في فترة الالتزامات الدولية المقبلة، والتي ستبدأ نهاية عطلة الأسبوع الحالي، غير معفيين من الخضوع للحجر الصحي عند عودتهم وبالتالي قررت عدم السماح لهم بالانضمام لمنتخبات بلادهم. وبسبب الجائحة، سمح (فيفا) للأندية بعدم إعارة لاعبيها الدوليين للمنتخبات في حال فرض حجر صحي عليهم. كما أثر هذا القرار سلبا على المنتخبات الإفريقية التي كانت تنوي استدعاء لاعبين لها يدافعون عن ألوان أندية أوروبية لخوض تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2021 بالكاميرون. ولا تضم تشكيلة المنتخب الوطني سوى لاعب واحد يمارس بفرنسا هو مدافع نادي سطاد رين نايف أكرد الذي بات بمقدوره السفر إلى المغرب تحضيرا لمواجهة منتخبي موريتانيا وبورندي يومي 26 و30 مارس الجاري. بيد أن وزارة الرياضة الفرنسية وبعد أن لمست عدم صوابية قرارها، أعلنت في نهاية الأسبوع بان الأندية تستطيع تحرير لاعبيها الدوليين، مؤكدة بأنهم معفيون «من الخضوع للحجر الصحي لمدة 7 أيام، إذا احترموا الإجراءات الصحية الصارمة والبروتوكول الصحي» لدى عودتهم.