تدهورت حالة تهاني الريفي الصحية نتيجة توقفها عن جلسات العلاج الإشعاعي لمرض السرطان بسبب إجراءات الإغلاق لمواجهة فيروس كورونا، وتقول لوكالة فرانس برس "حياتي انقلبت للأسوأ" منذ بدء الجائحة. قبل ثلاث سنوات، شخصت إصابة تهاني الريفي (34 عاما) المقيمة في غزة بسرطان الغدة الدرقية. وبدأت بالخضوع شهريا لجلستي علاج باليود المشع في مستشفى حكومي في مدينة الخليل في جنوبالضفة الغربيةالمحتلة، لكن العلاج توقف قبل ستة أشهر. وتقول "حياتي انقلبت للأسوأ منذ بدء تفشي كورونا بسبب إغلاق المعابر مع إسرائيل ومصر. … علاجي بالأشعة ليس متوافرا في غزة بل فقط في الخليل". سجلت أولى الإصابات المحلية بالفيروس في قطاع غزة في غشت الماضي لدى أربعة أفراد من عائلة واحدة يقطنون في مخيم المغازي للاجئين. وضمن إجراءاتها للحد من تفشي الفيروس، أغلقت السلطات الإسرائيلية معبر بيت حانون (إيريز) في شمال القطاع، وهو المعبر الوحيد الذي كانت تسمح للأفراد الحائزين أذونات خاصة بالمرور عبره. ومنذ ذلك الوقت، تسمح الدولة العبرية فقط بنقل الحالات الخطرة من المرضى للعلاج في مستشفياتها أو المستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية. وتفرض إسرائيل منذ 2006 حصارا على القطاع حيث يعيش نحو مليوني نسمة تجاوزت نسبة الفقر بينهم 53 في المئة. ومنذ سنوات، تغلق مصر معبر رفح الحدودي الذي يعتبر النافذة الوحيدة لسكان القطاع على العالم من دون المرور بإسرائيل، وتفتحه في فترات متباعدة أمام الحالات الإنسانية. وعاودت مصر الاثنين فتح المعبر لأربعة أيام للحالات الإنسانية. ويقول برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان في قطاع غزة، أن في قطاع غزة نحو سبعة آلاف مريض بالسرطان. ويقول مسؤولون في القطاع إن المئات منهم ينتظرون السماح لهم بالسفر للعلاج. وتقول الريفي التي كانت تضع كمامة وردية اللون، "تأخرت رحلة علاجي لنحو عام. فحوص الدم أظهرت مؤشرات سلبية عن حالتي. أعيش الآن على المهدئات بعدما بدأت أشعر بآلام شديدة في القدمين والرقبة". وأحصى قطاع غزة منذ غشت وحتى ظهر الثلاثاء، نحو 52 ألف إصابة بالفيروس و523 وفاة. وبدأت السلطة الفلسطينية الثلاثاء تطعيم السكان في الضفة الغربية، على أن تشمل الحملة قطاع غزة أيضا. وسجلت الضفة الغربيةالمحتلة أكثر من 108 آلاف إصابة و1325 وفاة. وتعاني ريم فتحي (18 عاما) من سكان غزة من سرطان الدم. وتقول لوكالة فرانس برس "حصلت مرات عدة على موافقة إسرائيلية للسفر للعلاج وأخذ جرعات في مستشفى المقاصد (في القدس الشرقية) بسبب خطورة حالتي". وتضيف "لكن أفضل تحمل الوجع والألم على أن أسافر إلى القدس وأتعرض لعدوى كورونا وأموت". وبحسب مديرة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان في قطاع غزة إيمان شنن، فإن "مرضى السرطان هم الأقل مناعة وهشاشة في مواجهة كوفيد 19، وهم الأحق بالرعاية والوقاية". وتضيف شنن "معظم مرضى السرطان لم يتمكنوا خلال العام الماضي من مغادرة القطاع لتلقي العلاج إلا في حالات إنقاذ الحياة". وليس فيروس كورونا وحده الذي تسبب بتدهور الوضع الصحي لمرضى السرطان في القطاع. وتوضح شنن "النظام الصحي هش، حصار إسرائيلي وإغلاق معابر، نقص في الأدوية والأجهزة الصحية ومريض السرطان في غزة هو من يدفع الثمن". وتضيف "المريض أمام خيارين: إما أن يبقى في بيته ويموت، أو أن يخرج من بيته ويخاطر بالإصابة بالفيروس لتلقي العلاج. مجتمعنا فقير والبطالة عالية والمعقمات ليست بمتناول الناس". وفقا لدراسة أجرتها جامعة باث البريطانية فإن "عدم الرغبة في دخول المستشفى لا يرجع فقط إلى الخوف من الإصابة بالعدوى، بل كذلك القلق من فقدان جزء كبير من دخل الفرد خاصة إذا كان من الضروري أن يعزل نفسه".