تجددت المواجهات أول أمس الأربعاء لليوم الثالث في مدينة طرابلس في شمال لبنان بين قوات الأمن ومتظاهرين محتجين على قرار الإغلاق العام في ظل أزمة اقتصادية، غداة إصابة عشرات بجروح، وفق ما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس. وكما في اليومين الماضيين، رمى عشرات الشبان الحجارة وقنابل المولوتوف والمفرقعات باتجاه عناصر القوى الأمنية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة وخراطيم المياه لتفرقتهم. وحاول المحتجون مجددا اقتحام مبنى سرايا طرابلس، كما سار آخرون في مسيرات جالت في المدينة. وقال محمد (25 عاما)، متظاهر ملثم فقد عمله مؤخرا في تصليح السيارات، "اتخذنا قرارا بمواصلة تحركاتنا مهما كلف الثمن (…) لأنه لم يبق لنا ما نخسره في البلد". وأضاف "نحن نعيش في المدينة بظروف بائسة، لم أترك بابا إلا طرقته لكنني لم أجد فرصة عمل تؤمن قوتنا اليومي". وقال محمد عز الدين (20 عاما)، الذي يعمل في متجر لبيع المنظفات، "نحن هنا لنطالب بالأكل، الناس جاعوا"، مشيرا تحديدا إلى الأحياء الشعبية والفقيرة في مدينة طرابلس. والثلاثاء، أفاد الصليب الأحمر عن إصابة 45 شخصا بجروح من دون أن يحدد عدد المدنيين والعسكريين في صفوفهم. كما أعلن الجيش اللبناني "إصابة 31 عسكريا بجروح ورضوض" خلال المواجهات، مشيرا إلى توقيف خمسة أشخاص اتهمهم ب"التعدي على الأملاك العامة والخاصة وافتعال أعمال شغب والتعرض للقوى الأمنية". وإضافة إلى المواجهات الثلاثاء، أقدمت مجموعات صغيرة من المتظاهرين على قطع طرق رئيسية في شمال لبنان وفي البقاع ومدخل بيروت الجنوبي. كما تجمع محتجون في وسط بيروت، قبل ان تفرقهم قوات الأمن والجيش. ويشهد لبنان منذ نحو أسبوعين إغلاقا عاما مشددا مع حظر تجول على مدار الساعة يعد من بين الأكثر صرامة في العالم، لكن الفقر الذي فاقمته أزمة اقتصادية متمادية يدفع كثيرين إلى عدم الالتزام سعيا إلى الحفاظ على مصدر رزقهم. ولا يمنع تشدد السلطات في تطبيق الإغلاق العام الذي يستمر حتى الثامن من فبراير وتسطير قوات الأمن يوميا آلاف محاضر الضبط بحق مخالفي الإجراءات، كثيرين خصوصا في الأحياء الفقيرة والمناطق الشعبية من الخروج لممارسة أعمالهم، خصوصا في طرابلس حيث كان أكثر من نصف السكان يعيشون منذ سنوات عند أو تحت خط الفقر، وفق الأممالمتحدة. ويرجح أن تكون النسبة ارتفعت على وقع الانهيار الاقتصادي. وذكرت وسائل اعلام محلية الثلاثاء أن أبا يعمل سائق أجرة أقدم على ترك طفلته التي تبلغ بالكاد عامين مع أحد ضباط الجيش ليلا في طرابلس لعدم قدرته على إطعامها. وتولى الصليب الأحمر الكشف عن صحتها قبل أن يصار الى توقيف الأب ثم تسليمه الطفلة. ويستثني الإقفال المرافق الحيوية والصحية والأفران وخدمة التوصيل في محال بيع المواد الغذائية. إلا أن بعض أسواق طرابلس شهدت الاثنين حركة شبه عادية. ويمنع حظر التجول على مدار الساعة. وسج ل لبنان منذ مطلع العام معدلات إصابة ووفيات قياسية، بلغت معها غالبية مستشفيات البلاد طاقتها الاستيعابية القصوى. وبلغ عدد الإصابات منذ بدء تفشي الفيروس أكثر من 289 ألفا و660، بينها 2553 وفاة.