طغيان الهاجس الأمني ومشكل احتكار حقوق النقل التلفزي تفتتح اليوم بالعاصمة جوهانسبورغ فعاليات نهائي كاس العالم لكرة القدم التي تستضيفها جنوب إفريقيا من 11 يونيو الجاري 11 من يوليوز القادم. بمشاركة صفوة كرة القدم العالمية تمثل القارات الخمس، وتعد هذه المرة الأولى التي تحتضن فيها القارة السمراء تظاهرة كاس العالم، إلا أن هناك مخاوف عديدة ترافق هذه الدورة أهمها الجانب الأمني، الذي يطغى على كل الاهتمامات، خاصة وأن الأيام التي سبقت انطلاقة المونديال شهدت عمليات سطو واعتداءات على المشاركين وبصفة خاصة الصحفيين، كما يرافق هذه الدورة مشكل النقل التلفزي واحتكار الشركات الكبرى لحقوق النقل الشيء الذي يحرم ملايين المشاهدين عبر العالم من متابعة اللعبة الشعبية الأولى على الصعيد العالمي. ومن المنتظر أن يعكس حفل الافتتاح غنى وتنوع الثقافة الإفريقية، عبر حفل موسيقى كبير، وقال كيفين وول، منتج الحفل «هذا الحفل الموسيقي لن يكون تكريما لانطلاق كأس العالم وحسب، لكنه سيكون أيضا تكريما للموسيقى الإفريقية»، مشيرا إلى أن بعض نجوم كرة القدم سيتواجدون في الحفل دون أن يذكر الأسماء، وبأنهم سيقدمون الفنانين المشاركين وعلى رأسهم شاكيرا، بلاك آيد بيز، اليشيا كيز، كنان، أنجيليك كيدجو وغيرهم. وأعطى المنظمون أيضا لمحة موجزة عما سيحصل في حفل افتتاح العرس الكروي العالمي الذي سيسبق مباراة منتخبين الجنوب إفريقي (البلد المضيف) والمكسيكي، وأشار عضو اللجنة المنظمة المحلية ديريك كارستنز أن شعار الحفل سيكون «الترحيب بالعالم في موطنه إفريقيا»، وبأن فنان موسيقى «آر آند بي» آر كيلي سيكون النجم الأبرز الذي سيؤدي في الحفل. أما وزيرة الفنون والثقافة الجنوب إفريقية لولو كسينغوانا فأكدت أن حفل الافتتاح سيحمل إيقاعا إفريقيا مميزا يركز على المنتخبات الإفريقية الستة المشاركة في النهائيات (جنوب إفريقيا وغانا ونيجيريا والكاميرون والجزائر والكوت ديفوار)، مضيفة «نحن سعداء بوجود الأفضل من جنوب إفريقيا والأفضل من القارة الإفريقية. وسيتزامن بالتالي إجراء أول نهائيات لكأس العالم على الأراضي الإفريقية مع إقامة أكبر حدث ترفيهي في تاريخ القارة السمراء على الإطلاق، حيث سيجمع بين أبرز نجوم الموسيقى العالمية وأشهر الوجوه الفنية الإفريقية، إضافة إلى حضور بعض أساطير كرة القدم والمشاهير من مختلف المجالات الفنية والرياضية وغيرها. واختار الاتحاد الدولي لكرة القدم شركة «روم كونترول» ومالكها وول، الحاصل على جائزة إيمي العالمية، لتنظيم الحفل الموسيقي وذلك بناء على سمعة الشركة ونجاحاتها السابقة في تنظيم العديد من الأحداث الكبرى، من بينها حفل «لايف إيرث» عام 2007 والذي ضم 150 فنانا تفرقوا على سبعة دول مختلفة على مدار 24 ساعة بهدف التنبيه لمخاطر ظاهرة الانحباس الحراري. وقال وول في هذا الصدد «نحن نؤمن بأن قيم الموسيقى وكرة القدم تتخطى كل الحواجز الثقافية واللغوية والجغرافية، فمن خلال حفل افتتاح كأس العالم 2010 سنجسد هذه الوحدة من خلال الصورة والصوت في احتفالية يستحيل نسيانها». وتوجه الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون إلى جوهانسبورغ لحضور المباراة الافتتاحية لمنتخب بلاده ضد جنوب إفريقيا الدولة المضيفة يومه الجمعة على ملعب سوكر سيتي. وسيجلس الرئيس المكسيكي إلى جانب نظيره الإفريقي الجنوبي جاكوب زوما بعد أن يكون قد التقاه قبيل انطلاق المباراة. ومن بين أهم الشخصيات التي ستحضر حفل الافتتاح أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) جوزف بلاتر. ويعتبر الرئيس المكسيكي من اشد أنصار كرة القدم وسبق له ان تابع مباريات للمنتخب الوطني، وهو يرتدي قميص المنتخب. وألقى جوزف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي مسئولية أحداث الشغب التي شهدتها المباراة الودية بين كوريا الشمالية ونيجيريا على التنظيم الضعيف من جانب اتحاد جنوب إفريقيا مشيرا إلى أن مسؤولية تنظيم المباريات الودية تقع على عاتق الاتحادات الوطنية. وقال بلاتر في تصريح الى صحيفة «الغارديان البريطانية»: «سلطات جنوب إفريقيا مسؤولة أيضا عن توفير الأمن، وذلك في انتقاد غير مباشر إلى سلطات جنوب إفريقيا عن أحداث الشغب التي شهدتها المباراة الودية بين كوريا الشمالية ونيجيريا في جوهانسبرغ، وأسفرت عن إصابة 16 مواطنا». في المقابل، قال جيروم فالكه الأمين العام للاتحاد الدولي في تصريح للصحيفة عينها: «الاتحاد الدولي غير مخول تنظيم المباريات الودية في الدولة المضيفة للمونديال». يذكر أن هذه الأحداث قد أثارت القلق من تدهور الأوضاع الأمنية خلال النهائيات. وأكد نجم منتخب الكاميرون صامويل ايتو أن المنتخبات الإفريقية «على أتم استعداد للفوز بكأس العالم». ونقلت مجلة «فرانس فوتبول» عن ايتو ان» تنظيم أول مونديال على أرض أفريقيا يعتبر فرصة مثالية للبلدان الأفريقية لإحراز اللقب». ويرى ايتو ان «مونديال 2010 فرصة ذهبية لتظهر القدرات الأفريقية للعالم». وكتبت «فرانس فوتبول»: «على رغم أن أسطورة الكرة الكاميرونية روجيه ميلا انتقد أداء ايتو مع المنتخب في الفترة الأخيرة إلا أن قائد «الأسود غير المروضة» أعرب عن ثقته في الفوز، لكن بمساعد 22 أسداً كاميرونياً». وختم ايتو: «ان السؤال الذي كان يواجهنا دائما هو ما اذا كان هناك منتخب افريقي قادر على الفوز بكأس العالم، ولكن السؤال الحقيقي هو ما إذا كان العالم مستعد لتقبل فوز منتخب إفريقي بالكأس؟». أعلنت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن منتخب البرازيل هو المرشح الأول للفوز بالنسخة ال19 من كأس العالم لكرة القدم. وترى «لوموند» أن «منتخب السامبا الذي لم يتغيب عن جميع المونديالات يظل دائما المرشح الأوفر حظاً»، ووصفته الصحيفة بانه منتخب فريد من نوعه فهو الوحيد الذي نجح في الفوز بكأس العالم خمس مرات.