ما أن تحاول جبهة البوليساريو الانفصالية، تغطية إحدى الإنجازات الدبلوماسية الكبرى للمملكة المغربية في قضية الصحراء المغربية، من خلال مناوراتها الاستفزازية الفاشلة، ومحاولاتها الإعلامية التظليلية، إلا وتجد المغرب بكل مكوناته، جبهة واحدة، متأهبة للصد والرد. ورغم علمها بتمرس الدبلوماسية المغربية على هذه المعركة، ويقينها بنجاحاتها المبنية على إيمان راسخ وإجماع وطني كامل وتام بقضية الوحدة الترابية، تعيد الجبهة الانفصالية في محاولة للتشويش على نجاعة عناصر القوات المسلحة الملكية المرابطة في عملة تحرير معبر الكركرات، وإخلاء منطقة "قندهار" وتنظيفها من مراتع التهريب، وصولا إلى الاعتراف الأمريكي بمغربية ، وإنشاء مناطق للتوزيع والتجارة في بئر كندوز والكركرات. وهاهي الجبهة الانفصالية تعود مرة أخرى لترهاتها عقب أولى مبادرات المغرب للنهوض الاقتصادي الكبير بمناطقه الجنوبية. وقد اختارت هذه المرة القفز على أسلوب البيانات الصحفية والمثير لل"لتنكيت والضحك"، لتلجئ هذه المرة لسياسة التشويش على الموردين والمستوردين عبر معبر الكركرات، معلنة عبر حرب الإشاعة أنها" ستطلق صواريخ على المعبر الحدودي الكركرات". وكما تمت الإشارة آنفا، لم يتأخر المغرب، بمؤسساته ومواطنيه في الرد على الإشاعات المغرضة، من خلال بث عدد من الفيديوهات المباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تؤكد الأمن والسلام اللذين ينعم بهما المعبر، بفضل تواجد مختلف الأجهزة الأمنية التي تحرص على أمن السكان والعابرين على حد سواء. في هذا السياق، أكد بوشعيب قيري، المندوب الجهوي لوزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي بجهة الداخلة وادي الذهب، أن العمل على مستوى المعبر الحدودي الكركرات يتم بشكل انسيابي. وشدد قيري، في تصريح لجريدة بيان اليوم، على أن مرور السلع والبضائع، سواء في اتجاه المملكة المغربية أو انطلاقا من المملكة نحو موريتانيا ودول جنوب الصحراء، يتم بشكل سلس ومرن، مبرزا أن "الرواج يتم بشكل عادي، وليس هناك أي تأثير أو توقف أو خلل فيما يخص الإجراءات والتدابير وفيما يخص سلاسة مرور السلع والبضائع". واعتبر قيري أن الانسياب الطبيعي للرواج التجاري يدل على الاطمئنان الذي يشعر به سائقو الشاحنات، كما يدل على مستوى اليقظة والتعبئة والتجنيد لدى جميع السلطات العمومية والمصالح الإدارية العاملة بالمعبر، مجددا تأكيده كذلك على أن الأمور المتعلقة بالتصدير أو الاستيراد تتم بشكل عادي ووفقا للمساطر المعمول بها على الصعيد الوطني. يشار إلى أن مناطق التوزيع والتجارة في بئر كندوز والكركرات، الممتدة على مساحة 30 هكتارا لكل واحدةمنها، باستثمار بلغ 160 مليون درهم، بلغت مرحلة الدراسات العمرانية والتقنية. وهكذا، قام وفد من غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب بزيارة لرئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، الخطاط ينجا، الجمعة الماضي، للاطلاع على تقدم أشغال هذا المشروع، الذي سيمكن الجهة من التموقع كقطب استراتيجي بين المغرب وعمقه الإفريقي. وبهذه المناسبة، أكد أعضاء الوفد وينجا أن هاتين المنطقتين، اللتين سيتم إحداثهما وفق أحدث جيل، من شأنهما تعزيز الجاذبية الاقتصادية للجهة، وتحسين البنيات التحتية وجذب الاستثمارات الخاصة المغربية والأجنبية. كما سلطوا الضوء على برنامج إنجاز المشروع، لاسيما تهيئة هاتين المنطقتين "الطرق والتطهير والماء الصالح للشرب والكهرباء والإنارة والاتصالات" وإنجاز البنيات التحتية خارج الموقع الضرورية لتثمين المجمعات والتهيئة المشتركة الداخلية. ويأتي إنشاء منطقتين للتوزيع والتجارة في سياق اتفاقية الشراكة المتعلقة بتنزيل مشاريع قطاع التجارة الخارجية المدرجة في إطار العقد البرنامج المتعلق بتمويل وإنجاز برامج التنمية المندمجة للجهة "2016-2021". وستخصص منطقتا التوزيع والتجارة لبئر كندوز والكرارات لاستيعاب المقاولات الصغرى والمتوسطة في جميع حلقات سلسلة القيمة "الناقل، أمين المستودعات، ممثلو الجمارك …"، بالإضافة إلى خدمات مختلفة "مطاعم، وبنوك، وصيدليات، ومتاجر، وشلاك المساعدة لإحداث مقاولة والحصول على تصاريح البناء". ويندرج إنجاز هاتين المنصتين، وفقا للمعايير الدولية في مجال البنيات التحتية والخدمات، في إطار مخطط التنمية الجهوية للداخلة- وادي الذهب، وتشجيعا على استقدام مقاولات مغربية وأجنبية، بالنظر إلى المؤهلات التي تزخر بها الجهة. عبد الصمد ادنيدن