قررت جمعيات آباء و أمهات وأولياء التلاميذ تنظيم وقفة احتجاجية يوم الجمعة المقبل أمام مقر نيابة وزارة التربية الوطنية بعمالة الدارالبيضاء أنفا تحت شعار»كفى من العبث بمصير بناتنا وأبنائنا». وقد جاء هذا القرار عقب اللقاء التشاوري المنعقد بتاريخ 21 ماي الجاري، وبعد تدارس قرار وزارة التربية الوطنية بتأجيل عمليات المراقبة المستمرة والامتحانات الاشهادية بأسبوع، واستعراض الأوضاع المتردية التي أصبحت تعيشها المدرسة العمومية المغربية. واعتبرت الجمعيات في بلاغ لها أن «التأجيل لمدة أسبوع ليس كافيا لتدارك الفرص الضائعة على المتعلمات والمتعلمين في تحصيلهم الدراسي»، مستنكرة «هدر الزمن المدرسي للمتعلمات والمتعلمين بشكل غير مسبوق خلال الموسم الدراسي الحالي». كما شجبت «اتخاذ المتعلمات والمتعلمين رهائن في النزاعات الاجتماعية بين الدولة والفرقاء الاجتماعيين». في هذا الإطار قال محمد كنوش، رئيس فدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بعمالة آنفا، إن الجمعيات تعتبر «قرار الوزارة غير كاف لتفادي الأزمة التي تتخبط فيها المدرسة العمومية، خاصة وأن وزير التعليم أقر في تصريح بمجلس المستشارين بأن ما تم إهداره هذه السنة يناهز 48 يوما من الدراسة». وأضاف كنوش لبيان اليوم «نحن نعتبر أن السنة ضاعت بالنسبة للتلاميذ الذين لم ينهوا المقررات الدراسية في عدد من الأقاليم والجهات». كما أن تلاميذ الباكالوريا غادروا المؤسسات من أجل المراجعة والاستعداد للامتحانات «في شروط منافسة غير متكافئة»، علما أن البعض منهم سيلجأ للساعات الإضافية المؤدى عنها، «وهي فرصة غير متاحة للكثيرين من أبناء الشعب بالتعليم العمومي، فضلا عن أن هؤلاء سيواجهون أيضا منافسة لتلامذة التعليم الخصوصي». واعتبر أن فرص إجراء مباراة ولوج معاهد تكوين المهندسين فوتت على عدد كبير من التلاميذ بالتعليم العمومي. وأضاف كنوش قائلا: «نحن لا تهمنا النتائج فقط، فحتى في حالة اتخاذ القرار السياسي من قبل وزارة التعليم بتبسيط الامتحانات للوصول إلى نفس نسبة النجاح للسنة الماضية، فإن انشغالنا ينصب على مستوى التكوين لهؤلاء التلاميذ وهزالة ما سيحصلوه من معارف». وتساءل «كيف سيكون الأسبوع الذي أضيف كفترة استدراك ما ضاع في وقت هناك دعوات أخرى للإضراب في قطاع التعليم يومي 25 و26 ماي الجاري؟». واعتبر كنوش أن جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ مع حق الأساتذة في تلبية مطالبهم، لكنها أيضا مع حق التلاميذ في الاستفادة من حصصهم الدراسية كاملة. و»إذا كنا نؤاخذ على الدولة تماطلها في الاستجابة لمطالب الشغيلة التعليمية منذ 2007، فإننا، بالمقابل، يقول كنوش، نؤاخذ على الذين يدعون إلى إضرابات في التعليم عبثية هذه الإضرابات خاصة وأن الوزارة استجابت مؤخرا لعدد من المطالب واستصدرت من الوزارة الأولى 12 إجراء استثنائيا للاستجابة لمطالب رجال ونساء التعليم.» واعتبر أن «الممارسة النقابية لا بد أن تعمل بمبدإ الحق والواجب». وناشد رئيس فدرالية آباء وأولياء التلاميذ الأسرة التعليمية الالتحاق بالحصص الدراسية والالتزام باستكمال المقررات أو القيام بدروس الدعم والمراجعة لفائدة التلاميذ. كما طالب أولياء التلاميذ بإرسال أبنائهم للمدارس لمحاولة استدراك بعض ما ضاع من دروس. وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي قد أعلنت أنه تقرر، بتنسيق وتشاور مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية بقطاع التعليم المدرسي، تأجيل مواعد فروض المراقبة المستمرة ومختلف الامتحانات المدرسية بأسبوع واحد. وقالت الوزارة أن هذا التأجيل يأتي من منطلق حرصها على تأمين الزمن المدرسي الضروري لإنهاء إنجاز البرامج والمقررات الدراسية، وعلى تمكين المتعلمات والمتعلمين من التحكم الفعلي في مضامين تلك المقررات وبالتالي الرفع من حظوظ اجتيازهم لمختلف الاستحقاقات التربوية بنجاح. كما يأتي قرار التأجيل من أجل تدارك الزمن المدرسي الضائع بسبب التوقفات التي عرفتها الدراسة خلال الأسدوس الثاني من السنة الدراسية الجارية، داعية نساء ورجال التعليم وجميع شركاء وفرقاء المدرسة المغربية إلى التعبئة الشاملة من أجل الاستثمار الأنجع لما تبقى من السنة الدراسية في الرفع من حظوظ النجاح بالنسبة لجميع المتعلمات والمتعلمين.