قررت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر تأجيل مواعد فروض المراقبة المستمرة ومختلف الامتحانات المنصوص عليها في مقرر تنظيم السنة الدراسية الجارية بأسبوع واحد. وقد أثار التوقف المتكرر للدراسة خلال هذا الموسم في العديد من الأكاديميات، العديد من المخاوف لدى آباء وأولياء التلاميذ، خصوصا حين بدأ الحديث يروج عن سنة بيضاء ، قبل أن يتدخل الوزير أحمد اخشيشن لطمأنة الرأي العام مصرحا : «أبشر مختلف الفاعلين داخل القطاع ومختلف شرائح الرأي العام المغربي، بأننا غير مقبلين على سنة بيضاء، وقد تم اتخاذ القرار باتفاق مع مختلف الفرقاء وأساسا الشركاء الاجتماعيين للوزارة من أجل تمديد الزمن الدراسي لمدة أسبوع في نهاية السنة». وقد عرفت السنة الدراسية هذا الموسم إضرابات تصعيدية واحتجاجات متتالية، ولاسيما على المستوى الإقليمي والجهوي، مما جعل الزمن المدرسي يعرف هدرا ملحوظا منذ بداية السنة، وجعل جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ والأساتذة والأكاديمية والوزارة معا ، يتخوفون من عدم استكمال المقرر المدرسي في وقته، كما امتدت الاضرابات ببعض الجهات لما يقارب شهرين وتسببت في تأخر دروس المقرر . هذا التصعيد دفع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي الى اعلان أنه تقرر، بتنسيق وتشاور مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية بقطاع التعليم المدرسي، تأجيل مواعيد فروض المراقبة المستمرة ومختلف الامتحانات المدرسية المنصوص عليها في مقرر تنظيم السنة الدراسية 2010 2011 بأسبوع واحد . فبخصوص امتحانات نيل شهادة الباكالوريا، أوضحت الوزارة في بلاغ لها، أن اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد للباكالوريا ستجرى أيام 21 و22 و23 يونيو المقبل عوض 14 و15 و16 يونيو، في حين ستجرى اختبارات الدورة العادية للامتحان الجهوي للسنة الأولى والامتحان الجهوي الخاص بالمترشحين الأحرار يومي 24 و25 يونيو عوض 17 و18 يونيو. وبالنسبة لامتحان نيل شهادة السلك الإعدادي، يضيف البلاغ، فستجرى الاختبارات ابتداء من27 يونيو عوض 20 من الشهر ذاته. أما في ما يتعلق بامتحان نيل شهادة الدروس الابتدائية، فستجرى الاختبارات ابتداء من 30 يونيو عوض 24 منه. وأوضحت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، أن هذا التأجيل «يأتي من منطلق حرصها على تأمين الزمن المدرسي الضروري لإنهاء إنجاز البرامج والمقررات الدراسية، وعلى تمكين المتعلمات والمتعلمين من التحكم الفعلي في مضامين تلك المقررات وبالتالي الرفع من حظوظ اجتيازهم لمختلف الاستحقاقات التربوية بنجاح». كما يأتي قرار التأجيل «من أجل تدارك الزمن المدرسي الضائع بسبب التوقفات التي عرفتها الدراسة خلال الأسدس الثاني من السنة الدراسية الجارية، واعتبارا للأجواء الإيجابية المترتبة عن نتائج الحوار الاجتماعي المركزي والقطاعي وما حققته من مكتسبات محفزة على المزيد من البذل والعطاء لرفع رهانات الإصلاح التربوي». ودعت الوزارة، التي أعربت عن اعتزازها بالتاريخ المشرف لنساء ورجال التعليم وما أبانوا عنه دائما من حس وطني عال وما قدموه من تضحيات جسام في سبيل الارتقاء بمنظومة التربية والتكوين الوطنية، هؤلاء النساء والرجال وجميع شركاء وفرقاء المدرسة المغربية، إلى التعبئة الشاملة من أجل الاستثمار الأنجع لما تبقى من السنة الدراسية في الرفع من حظوظ النجاح بالنسبة لجميع المتعلمات والمتعلمين.