انتهت صباح أمس الثلاثاء في هانوي أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون المغربي الفيتنامي والدورة الثالثة للمشاورات السياسية بالتوقيع على محضراجتماع اللجنة. وترأست كل من لطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ودوان كسوان هونغل نائب وزير الشؤون الخارجية الفيتنامي، الجلسة الختامية لأشغال اللجنة التي تزامن انعقادها مع تخليد الذكرى ال50 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين المغرب والفيتنام. وكانت أخرباش قد أشارت في بداية أشغال هذه الاجتماعات إلى أنه رغم التباعد الجغرافي بين البلدين فإن علاقاتها الثنائية تختزن مؤهلات هائلة للتنمية في مجالات متنوعة، خاصة وأن البلدين عملا خلال السنوات الماضية على تعميق حوارهما السياسي وتعزيز تشاورهما في المنظمات المتعددة الأطراف التي ينتميان إليها كحركة عدم الانحياز ومنظمة البلدان الناطقة بالفرنسية. وأشارت إلى أن التفاهم الجيد بين الشعبين المغربي والفيتنامي يجد تفسيره في التشابه التاريخي للبلدين خاصة مكافحة الاستعمار والكفاح الشجاع الذي خاضه البلدان من أجل استرجاع وحدتهما الترابية. وقالت أخرباش إنه «بالنسبة للشعب المغربي فإن هذا الكفاح من أجل استعادة الوحدة الترابية عرف مرحلة جديدة في 1975 مع استرجاع الصحراء المغربية». وكانت أخرباش قد قامت خلال هذه المشاورات السياسية بإطلاع نظيرها الفيتنامي على آخر التطورات الخاصة بقضية الصحراء، خاصة بعد التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 1979 ونشر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في أبريل الماضي. ومن جهته، المسؤول الفيتنامي بالاستقرار الذي ينعم به المغرب وبتصميمه الحازم على تعزيز مسلسل الإصلاحات. وعبر عن إرادة هانوي في تعزيز تعاونها على كافة المستويات مع المغرب ك»فاعل قوي ودينامي في المنطقة». وفي إطار المشاورات السياسية التي جرت بين الجانبين تم استعراض القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك كالوضع في شمال إفريقيا، ونزاع الشرق الأوسط، والتعاون جنوب جنوب. ومن جهة أخرى، مكنت أشغال هذه الدورة الطرفين من وضع اللمسات الأخيرة على نصوص عدة اتفاقيات خاصة اتفاقية إنعاش والحماية المتبادلة للاستثمار، واتفاقية التعاون في مجال السياحة. وقام الطرفان بتحديد سبل جديدة للتبادل والتعاون بين البلدين في قطاعات واعدة مثل الفلاحة والفوسفاط وتدبير الموارد في الماء وتربية الأسماك. وشكلت أشغال هذه اللجنة أيضا فرصة للبلدين لتقييم الوضع الحالي لمبادلاتهما التجارية الثقافية والتربوية واتخاذ مبادرات مشتركة لتوسيعهما إلى مجالات جديدة. وقد شارك في أشغال هذه اللجنة المشتركة، وفي المشاورات السياسية، على الخصوص، سفير المغرب في فيتنام الحسن الفرداني.