يخلد المغرب والفيتنام، بعد غد الأحد، الذكرى الخمسينية لإقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وهي مناسبة لكلا البلدين لتأكيد إرادتها القوية بشأن تقارب اقتصادي وتجاري، بالرغم من حاجز البعد الجغرافي. وأكد السفير المفوض فوق العادة للفيتنام بالرباط، السيد كاو شوان طان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن بلاده تعتبر المغرب شريكا مميزا في منطقة شمال إفريقيا والمتوسط، مشيدا بمستوى التطور الإيجابي والفعال لهذه العلاقات. وأبرز أن العلاقات بين الجانبين ستتطور بشكل أكبر في السنوات المقبلة، مشيرا في هذا الصدد، إلى الدورة الثانية للجنة المختلطة المغربية الفيتنامية التي ستعقد أشغالها في شهر ماي المقبل بهانوي. وقال إن هذه الدورة ستشكل مناسبة لكلا البلدين لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتركيز على الوضعية الراهنة للتعاون الثنائي وتحديد المجالات التي يتعين تعزيزها. وتعود العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى 27 مارس 1961 لترقى إلى مستويات أعلى بفضل افتتاح سفارة الفيتنام بالرباط سنة 2005 ونظيرتها المغربية بهانوي في سنة 2006. وقد وقع البلدان على عدد من اتفاقيات التعاون التي ساهمت تدريجيا في تعزيز مبادلاتهما التجارية، وعلى الخصوص، الاتفاق التجاري سنة 2001، واتفاق التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والتقني سنة 2004، واتفاق التشاور السياسي بين وزارتي الشؤون الخارجية للبلدين، واتفاق التعاون الثنائي في مجال الإنتاج المائي. وعلى المستوى السياسي، تميزت السنوات الأخيرة بحركية قوية لتبادل الزيارات، ولا سيما تلك التي قام بها إلى الرباط، في نونبر 2004، الوزير الأول الفيتنامي، تلتها زيارة رئيس الجمعية الوطنية للفيتنام في دجنبر 2005. وعن الجانب المغربي، كان الوزير الأول السيد عباس الفاسي قد قام بزيارة رسمية إلى هانوي في نونبر 2008. كما أكد السفير الفيتنامي أن المبادلات التجارية بين البلدين تعرف تطورا ملحوظا منذ التوقيع على اتفاق التعاون التجاري في سنة 2001. ووفقا لإحصائيات الجمارك المغربية، فإن المبادلات التجارية بين الشريكين بلغت في سنة 2009، ما يناهز 54 مليون دولار. وتصدر الفيتنام نحو المغرب البن (7ر13 مليون دولار أمريكي سنة 2009)، والمنتوجات الإلكترونية والمطاط ومنتوجات النسيج، في حين يصدر المغرب نحو الفيتنام الخردة، والفوسفاط، ورخام البناء، والزيوت والمواد الكيماوية والمستحضرات الصيدلية. وعلى المستوى الثقافي، ذكر الدبلوماسي الفيتنامي بأن البلدين خصصا عشر منح دراسية لتبادل الطلاب، وبأن أربعة طلبة فيتناميين يتابعون دراستهم العليا بالمغرب. وسجل أن تخليد الذكرى الخمسينية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ستتميز بتنظيم سهرة تشمل الأغاني والموسيقى الشعبية الفيتنامية بالمسرح الوطني محمد الخامس يوم 28 أبريل المقبل، بالإضافة إلى جولة لفرقة موسيقية فيتنامية في مدن فاسوالرباط و الدارالبيضاء خلال شتنبر المقبل. ويشمل البرنامج ندوة ستعقد في الدارالبيضاء متم السنة الجارية، حول مؤهلات تعزيز المبادلات التجارية والاستثمار بين البلدين، بمشاركة رجال أعمال مغاربة وفيتناميين.