يعود بناء قصبة السعيدية، أوقصبة عجورود، إلى عهد السلطان مولاي الحسن الأول سنة 1883، متجاوزة معاهدة للا مغنية التي تم توقيعها في 18مارس 1845 ، من أجل رسم الحدود بين المغرب والجزائر . بدأ استيطانها في أوائل القرن العشرين، لتكون منطقة إدارية وتجزئة سكنية خاصة بالقياد (التابعين لسلطة عامل وجدة) وأيضا موقعا عسكري لبعض عساكر المخزن، وذلك سنة 1885. بنيت بيوت القصبة إما من "دوب" ( طوب تراب يجاف ) أو بالقصب المغروس في الأرض . فقد سكان القصبة مأواهم سنة 1963 إثر الفياضانات الكارثية التي تسبب فيها واد "كيس" حيث غمرت المياه كل بنايات القصبة، واعتبرت هذه الفاجعة من أكثر الذكريات مأساوية للساكنة . بدأ الإعمار مباشرة بعد التعليمات الملكية، حيث شرعت السلطات في بناء خمسين منزلا و ترميم بعض الأجزاء المتضررة أو المنهارة من صور القصبة .و بالتالي، على عكس ما قد يعتقد المرء، فقصبة السعيدية ليست قديمة مقارنة بغيرها من قصور و قصبات المغرب التي تعود في غالبيتها إلى أكثر من أربعة أو خمسة قرون . جدير بالذكر أن هناك أربعة آلاف قصر و قصبة لكن الأغلبية إما مهجورة بسبب حالتها المتدهورة أو لوجودها في حالة تدهور متقدمة. أغلب هذه القصور توجد في الواحات داخل الصحراء. اليوم هناك 250.000 مسكنا يأوي ما يقدر بأكثر من مليون نسمة بحسب برنامج الأممالمتحدة الإنمائي . هذا التذكير التاريخي و السياقي، رغم كونه مقتضبا، إلا أنه هام لتحديد موقع قصبة السعيدية، و تسليط الضوء على الحالة النفسية و المأساوية لساكنتها التي تعاني اليوم ضغوطات السلطات الإقليمية و تهديداتها المستمرة بالطرد من مأواها . فسكانها يعيشون على صفيح ساخن بعد توصل ممثلهم بإنذار كتابي من طرف السلطات يدعوهم فيه إلى إخلاء مساكنهم في أقرب وقت ممكن تحت طائلة اتخاذ ما يلزم ضدهم، مقابل بقع أرضية تتراوح مساحتها بين 50 و 60 متر مربع. هذا القرار، الساكنة في مأزق خاصة منهم الذين لا يملكون أي إمكانيات لبناء المساكن، وهذا بدوره سيؤدي إلى تشريد عدد من الأسر. ترقبوا غدا خاصا عن وضعية سكان القصبة ومطالبهم.