طالب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، من البوليساريو وميليشياتها، الانسحاب من المنطقة العازلة الكراكرات وعدم عرقلة حركة المرور المدنية والتجارية في المنطقة. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة، خلال مؤتمره الصحفي اليومي الذي عقده أول أمس الأربعاء، بنيويورك "إن بعثة الأممالمتحدة (مينورسو) لاحظت وجود حوالي 50 شخصا ينتمون للبوليساريو في المنطقة العازلة في الكركرات كانوا يمنعون حركة المرور التي تمر عبر المنطقة". وأضاف ستيفان دوجاريك، إن بعثة المينورسو نشرت موظفين إضافيين صباح أول أمس الأربعاء، في المنطقة للمساعدة في نزع فتيل أي توتر وفتح حركة المرور، وقال "نحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لنزع فتيل التوتر". وذكر المتحدث باسم الأمين العام الأممي، بأنه لا ينبغي إعاقة حركة المرور المدنية والتجارية العادية، وبأنه لا ينبغي اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يشكل تغييرا في الوضع الراهن في المنطقة العازلة، وأن بعثة الأممالمتحدة ستواصل مراقبة الوضع عن كثب. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحذرها فيها الأمين العام أنطونيو غوتيريس البوليساريو من عرقلة حركة المرور على الطريق الرابطة بين مركز الحدود المغربي ونظيره الموريتاني في الكركرات، وقد أعرب الأمين العام الأممي في أكثر من مرة، عن قلقه العميق من التوتر المتصاعد في المنطقة. ودأبت مليشيات البوليساريو على عرقلة حركة المرور في معبر الكركرات في تحد سافر لقرارات وتوصيات الأممالمتحدة، وذلك جراء حالة الإحباط التي تعرفها قيادة جبهة البوليساريو التي بدأت تشعر في السنوات الأخيرة بشديد الخناق عليها، دوليا، في ظل انكشاف تلاعبها بالمساعدات الإنسانية، وفي ظل حالة الغليان التي تعرفها المخيمات بالنظر إلى الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعشها الصحراويون المحتجزون قصرا في تندوف. وقد تزامنت هذه الحركة التي أقدمت عليها مليشيات البوليساريو بعرقلة حركة المرور في الكركرات، مع حالة الغليان التي تعرفها مخيمات تندوف منذ مقتل شابين صحراوين حرقا من طرف عناصر من الجيش الجزائري. وهي الجريمة البشعة التي اهتز لها الرأي العام الدولي واعتبرتها العديد من المنظمات الحقوقية، جريمة ضد الإنسانية. وقال العديد من المراقبين إن البوليساريو من خلال قيامها بتلك المناورات المكشوفة تحاول أن تصرف النظر على تلك الجرائم اليومية التي تقترفها في حق الصحراويون المحتجزون في مخيمات تندوف.