قطع تدريس اللغة الأمازيغية بمختلف المؤسسات التعليمية التابعة لجهة الدارالبيضاء – سطات، أشواطا كبيرة تعكسها العديد من المعطيات والمؤشرات المسجلة، والتي تحفز على بذل مزيد من الجهد والاهتمام بهذه اللغة، التي تعتبر ملكا لجميع المغاربة. وفي هذا الإطار، انخرطت هذه المؤسسات التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين (جهة الدارالبيضاء – سطات)، في الجهد الوطني المتعلق بفتح الباب لتعلم اللغة الأمازيغية، لما في ذلك من قيمة مضافة بالنسبة لمجال التربية والتكوين على الصعيدين الجهوي والوطني. كما أن تدريس الأمازيغية فتح الباب على مصراعيه للمساهمة في تنزيل مضامين الدستور، وفي تعزيز الوضع الاعتباري لهذه اللغة التي من شأنها أن تساهم أكثر في إغناء التنوع اللغوي والثقافي، وجعله رافعة للتنمية. وحسب معطيات تخص وضعية تدريس اللغة الأمازيغية بجهة الدارالبيضاءسطات، استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة، فإنه منذ سنة 2003 تم تفعيل جميع المذكرات الوزارية الصادرة في شأن تدريس اللغة الأمازيغية، كما عممت الأكاديمية تدريس هذه اللغة لتغطي جميع المديريات الإقليمية التابعة للجهة. ووفق المصدر ذاته، فإن مجال تدريس هذه اللغة آخذ في الاتساع، مما سيساهم أكثر في تنميتها والنهوض بها، مضيفا أن عدد التلاميذ المستفيدين من حصص تدريس هذه اللغة، انتقل من 57 ألف و959 تلميذا، من بينهم 27 ألف و789 تلميذة، إلى 67 ألف 823 تلميذ بالجهة برسم الموسم الدراسي 2020 / 2021، أي بزيادة بلغت نسبتها 18 في المائة. كما سجل خلال الموسم الدراسي الحالي، يضيف المصدر ذاته، ارتفاعا في عدد الأقسام، حيث انتقل من 2251 إلى 2641 قسما، فيما يقوم بتأطير هذه المادة 131 أستاذا هذا الموسم مقابل 81 أستاذ في الموسم الفارط، أي بزيادة 50 أستاذا. وأضافت الأكاديمية أن مديرية سطات تأتي في الصدارة بأزيد من 300 قسم، ويستفيد من تدريس الأمازيغية ما يفوق 8000 تلميذ بهذه المديرية. غير أن تطوير تدريس الأمازيغية يواجه العديد من الصعوبات، وتتجلى، حسب المصدر ذاته، في محدودية المناصب المخصصة لتعليم اللغة الأمازيغية، لكون الأساتذة المختصين في هذه اللغة ينحدرون من أقاليم وجهات أخرى، ما يجعل أن عددا كبيرا منهم يشارك في الحركة الانتقالية خارج الجهة. وأضافت أن هذا المعطى من شأنه أن يفقد الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة ما يناهز نصف مواردها البشرية المتخصصة في تدريس اللغة الأمازيغية في الأمد المنظور (سنة أو أقل)، ولهذا وجب اعتماد وتثمين التوظيف الجهوي لما له من آثار إيجابية على استقرار الموارد البشرية. ومن أجل الخروج من هذه الوضعية، وتحسين جودة تدريس اللغة الأمازيغية بالجهة، تقترح الأكاديمية مجموعة من مشاريع الحلول، تتمثل أساسا في توفير الموارد البشرية المتخصصة الكافية، وفتح باب التكليفات بالنسبة للأساتذة الراغبين في تعليم هذه المادة، وتعميم تدريسها بجميع المستويات في كافة مؤسسات الجهة، وتحفيز المتعلمين على الإقبال عليها بتعميم تدريسها بالسلك الثانوي. كما تقترح خلق فضاء خاص بتدريس الأمازيغية في كل مؤسسة، وتوفير الوسائل الديداكتيكية المساعدة على تعليم وتعلم اللغة بدل الاكتفاء بكتاب المتعلم ودليل الأستاذ، وتنويع الأنشطة التواصلية والترفيهية وإعطائها حيزا ملائما ضمن زمن التعليم والتعلم، فضلا عن تطوير المقرر الدراسي الحالي. وفي سياق المساعي الحثيثة للنهوض بقطاع التربية والتكوين بالمملكة، جاءت الرؤية الإستراتيجية 2015 -2030 للمجلس الأعلى للتعليم، والتي دعت إلى تطوير النموذج البيداغوجي القائم في أفق بلوغ الجودة المنشودة بهذا القطاع الإستراتيجي. وذلك من خلال العمل على تحقيق مجموعة من الأهداف الإجرائية، التي من بينها دعم التمكن من اللغات، عبر تقوية وضع اللغتين العربية والأمازيغية وتحسين تدريسهما وتعلمهما.