إصابة عدد كبير من عناصر الأمن واعتقال 40 من المحتجين عرفت مدينة خريبكة مساء يوم الجمعة الماضي (13 ماي)، أحداث عنف جديدة في عدة أحياء خاصة أحياء المسيرة والبيوت وإقبال والسلام ودوار بن جلون والزيتونة، بعد أن قامت القوات العمومية بالقوة بتفكيك اعتصام بالسكة الحديدية كان يروم منع القطارات المحملة بالفوسفاط من المرور، ونفذه مجموعة من عمال شركات الوساطة للمطالبة بالإدماج في إطار المجمع الشريف للفوسفاط، ومواطنون يطالبون بالتشغيل في نفس المجمع وآخرون يطالبون ببقع أرضية من سكان الصفيح. وبعد شيوع الخبر بين السكان التحق المئات بمكان الاعتصام مما أدى إلى مواجهات عنيفة بين الشباب والقوات العمومية، أسفرت عن إصابات كبيرة وخطيرة، في صفوف الجهتين، واعتقالات. وقد استعملت القوات القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه الساخنة والحجارة لتفريق المتظاهرين، وظلت المواجهات مستمرة إلى ساعة متأخرة من ليل الجمعة السبت حيث عرفت المدن المجاورة لمدينة خريبكة بدورها تعزيزات أمنية مشددة. وأفادت مصادر من عين المكان أن هذه الأحداث تسببت في إصابة عدد كبير من الأشخاص من بينهم 45 رجل أمن واحد منهم نقل في حالة خطيرة إلى المستشفى العسكري بالرباط، فيما احتفظ بالآخرين في خريبكة وكانت إصاباتهم متفاوتة الخطورة. كما تم على إثرها اعتقال أزيد من 40 شخصا من المحتجين، ضبطت بحوزتهم، حسب نفس المصادر، زجاجات حارقة وقنينات غاز صغيرة وأسلحة بيضاء. وتأتي هذه الأحداث حوالي شهرين بعد يوم الثلاثاء الأسود الذي عرف هو الآخر أحداثا دامية وتم اعتقال عشرة أشخاص أطلق سراحهم لاحقا. كما أنها تأتي بعد عدة أيام فقط من إعلان إدارة الفوسفاط ، وعلى إثر اجتماعات ماراطونية مع الشباب وبرعاية من السلطة، عن إيجاد حل لمعضلة العطالة بالمدينة، حيت التزمت الإدارة بتشغيل وتكوين 5800 عاطل وتعهدت بتسوية باقي المشاكل التي تعانيها شغيلة الفوسفاط وساكنة المدينة. لكن ذلك لم يفلح في تهدئة الاحتجاجات ووضع حد للوقفات، خاصة مع دخول الحراس العاملين بالشركات المناولة مع إدارة الفوسفاط على الخط مطالبين بالإدماج، حيث قرروا تتويج حركتهم الاجتماعية بالتخلي جميعا عن أماكن حراستهم يوم الجمعة الماضي وسموه «جمعة الإدماج»، وبدؤوا احتجاجهم الصاخب أمام الإدارة المحلية لإدارة الفوسفاط قبل أن يلتحق بهم حملة الشواهد المنتمون لجمعية المعطلين ومجموعة من السكان، ويتحول الجميع إلى السكة الحديدية حيث بدأت فصول أحداث العنف والمواجهة.