هل الدولة تنهج سياسة الهروب إلى الأمام ؟ هل المكتب الشريف للفوسفاط سعيد بما يحدت في المدينة الحالمة ؟ هل هناك مستفيد حقيقي من هذا الإحتقان الشعبي ؟ على من نضع المسؤولية في أحدات التوتر الحالية ؟ وما نتيجة كل هذا في ضرفية حرجة كهذه ؟ احتجاجات بدأت بعمال شركات الوساطة مجموعة من مستخدمي هذه الشركات مع المكتب الشريف للفوسفاط والتي تشمل السائقين ، الحراس ، البستانيين والمنظفين كان هدفهم من جمعة الغضب هو فرض مطالبهم حيث أنهم قاطعوا خلالها دوامهم بشركة الفوسفاط من أجل الإدماج واحتجابا على ما أسموه غياب حل لمطلبهم بالترسيم ووضعهم في خانة العمال الرسميين بالشركة و نظموا رفقة أعضاء جمعية المعطلين حاملي الشهادات بخريبكة مسيرة انتهت باحتلال خط السكك الحديدية حيث تم ايقاف القطارات المحملة بالفوسفاط في ثاني مناسبة خلال شهر . وبعد سماع خبر الإحتجاج التحق المعطلون تم أبناء الأحياء الهامشية لتتحول دروب حي المسيرة إلى مسرح للتراشق بالحجارة ومواجهات دامية أدى فيها الثمن الأوفر رجال الأمن .. تستعيد المشهد فينتاب أحاسيسك بأنك وسط حرب عصابات وكأنك في فجر ثورة الحجارة التي أسس لها الفلسطينيون وحسب مصادرنا التي حضرت منذ البداية وعاينت الحدث فقد حضر الى عين المكان رجال السلطة في مقدمتهم باشا المدينة ورجال الأمن بمختلف تشكيلاتهم وتم فتح حوار مع المتظاهرين لم يفض إلى نتيجة ، بعدها أقدم رجال الامن على فك الاعتصام بالقوة (بعد العصر) حيث تطورت الأمور إلى مواجهة عنيفة أسفرت عن سقوط مجموعة من الجرحى في الجانبين لم يتسن لحد الآن معرفة تفاصيلها. هراوات رجال الأمن انهالت على أجساد الموجودين بساحات أو ميدان التشغيل كما يروق لأبناء خريبكة أن يلقبوه يوم الجمعة 13 ماي، أمام أنظار باشا المدينة ومسؤولي الأمن بالإقليم ، التدخل الأمني الذي وصف بالشرس، من طرف رجال الأمن، سيأتي فقط بعد أربعة أيام من إعلان م.ش.ف عن مناصب شغل تقدر ب 5800 منصب في أفق هذه السنة ، وهو عدد ضئيل بالمقارنة مع 32000 طلب شغل تم تقديمها للمكتب في الأشهر السابقة ... وتعود الأحداث الى ما شهدته مدينة خريبكة منذ مايزيد عن 25 يوما اعتصاما للمعطلين أبناء المتقاعدين امام ادارة المكتب الشريف للفوسفاط وذلك للمطالبة بتشغيلهم. وقد نصبوا خياما امام المكتب .غير انه وفي صباح الثلاثاء 15/3/2011 وعلى الساعة الخامسة صباحا اجهزت قوات الامن وفي غفلة من المعتصمين الذيين كانوا نياما في خيامهم وانهالت عليهم بالضرب واسقطت خيامهم ارضا في محاولة لفض الاعتصام. غير ان المعتصمين الذين التحقت بهم اسرهم في نفس الان دخلوا في مشادات مع الامن انتهت بتضامن السكان معهم وهكذا انطلقت شرارة العنف والعنف المضاد من الخامسة صباحا الى غاية الواحدة ليلا من نفس اليوم بسبب إشاعة خبر موت 3 شبان من المتظاهرين ، وقد استعملت الشرطة لتفريق المتظاهرين خراطيم المياه والعصي والاعتقال... وقد نتج عن هذه الاحدات اصابات بليغة في صفوف ما يربو عن 80 متظاهرا في حين جرح ستة من رجال الامن في حالة خطيرة ، حوالي 102 كما تم تكسير ونهب بعض اجنحة المكتب الشريف للفوسفاط وتم احراق ثمان سيارات على الاقل. وتجدر الاشارة الى ان شرارة الاحتجاج لازالت قائمة الى غاية الان في بعض احياء المدينة.