تعيش فرق القسم الأول في مدار الصفوة ببطولة كرة القدم آخر الأيام في الهواية، ولا تفصلها إلا مائة وسبعون دقيقة فقط، حتى تطوي صفحة دوري آخر... وتواجه هذه الفرق إكراهات وهموما متنوعة ومختلفة في قمة الترتيب... وسطه وفي أسفله... كل فريق يسعى لخدمة مصالحه في موقعه، والهدف الأسمى يتمثل في الحصول على رخصة الاحتراف والمشاركة في البطولة الاحترافية بالاستجابة لشروط دفتر التحملات.. وهاهي الفرق في مرحلة صعبة وتاريخية.. تجسد منعرجا للبعض، - ومنعطفا للبعض الآخر، ولكل همومه وحساباته. في الصدارة يتأهب فريق الرجاء لكسب اللقب، وينتظر الرجاويون الحسم في التتويج لإضافة نجمة إلى القميص بعشرة ألقاب، والرجاء في حاجة إلى ثلاث نقط من ثلاث مباريات، وتنتظره لقاءات قوية من بينها الذي يجمعه بالكوكب في مراكش - والفريق المراكشي مهدد بالنزول لأنه يوجد في وضع صعب، وقد دخل نفق الحسابات المعقدة لكونه مطالب بالفوز في اللقاءات المتبقية، نعم الانتصار والانتظار؟؟ انتظار نتائج فرق الوداد الفاسي - الدفاع الحسني الجديدي - شباب المسيرة والنادي القنيطري لوجودهم في نفس الورطة.... أما شباب قصبة تادلة فقد ودع وعاد من حيث أتى منذ دورات.. فريق الرجاء يحصر لقب الدوري بين مخالبه ويعتبر في موقعه وبرصيده بطلا مع إيقاف التنفيذ، ويمكن أن يحتفل في مراكش بكسب الفوز، في المطاردة فريقا الوداد والمغرب الفاسي ينتظران تعثر الرجاء وانهزامه في مبارياته الثلاثة وكسب الفوز للزحف في اتجاه المقدمة، وتبقى الرتبة الثانية موضوع تنافس حارق بين الفريقين.. إنها حسابات معقدة في القمة وفي الأسفل، في مرحلة تتأسف فيها الفرق على نقط أضاعتها في عدة مباريات أهدرتها في ملاعبها... وبعيدا عن صراع القمة والأسفل، اختارت فرق أولمبيك خريبكة، أولمبيك أسفي، الفتح الرباطي، حسنية أكادير، الجيش الملكي مواقع دافئة، وآمنة، بجمع ما يكفي من النقط تفاديا للمشاكل! والحالة هذه يفجر الدوري عدة أسئلة في آخر محطاته حول من سيرافق شباب قصبة تادلة في النزول إلى القسم الثاني، ويبقى الأقرب فريق الكوكب المراكشي، إضافة إلى الوداد الفاسي - الدفاع الحسني الجديدي، شباب المسيرة والنادي القنيطري، ولكن.. هل توجد هذه الفرق في الورطة صدفة؟ أبدا، ومن تابع المسار يلاحظ جليا ما عاشته في محطات مختلفة حيث تعرضت لهزات عنيفة!! فالكوكب المراكشي لم ينعم بالاستقرار في التسيير منذ الجمع العام في الصيف الماضي وانطلق بمكتب مسير ثم لجنة مؤقتة وينتهي تحت إشراف لجنة للإنقاذ.. والفريق مهزوم بطريقة غير مفهومة نعاقب على تدريب عدة مدربين: جواد ميلاني - بادو زاكي - هشام الدميعي - فتحي جمال ثم الدميعي حاليا... أما الدفاع الحسني الجديدي فعاش نفس الوضع وواجه بدوره زلازل شتتت تسييره وتحول من التنافس على اللقب إلى البحث عن مخرج وتفادي النزول؟؟ والوداد الفاسي عاش الأمرين من البرمجة والتحكيم والمشاكل المادية، رغم الاستقرار في التسيير والتدريب، أما النادي القنيطري فتابعنا ما واجهه مسيروه وخاصة رئيسه من هموم حركها معارضوه. المشاكل كثيرة ومتنوعة في آخر ساعات الدوري الوطني، فهل تنتهي بدخول الاحتراف؟ أم أن للاحتراف بدوره. له هموم ومشاكل متعددة!