...وكان لابد أن تتحرك الأوراش في ميدان الرياضة بهدف إعادة ترتيب بيت المغرب الرياضي وتحسين نتائجه، ونتابع ما يجري ويدور في هذا المرفق الحيوي الذي يستهدف فئة الشباب في المجتمع، حيث وبإرادة ملكية تحولت الرياضة ضمن الأولويات تحظى بالدعم الرسمي ماديا ومعنويا... وتبقى العبرة في هذا المجال بالنتائج أكثر من النوايا، وتتجه الأنظار الى مدار كرة القدم حيث القاطرة، ويترقب الرأي العام اكتشاف نظام الإحتراف ويتابع مدى قدرة المدار على التحول وتحقيق الإنتقال من الهواية وتكوين نخبة وصفوة. وقد أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومعها الوزارة الوصية أن الاحتراف اختيار بإصرار وأن الموسم الرياضي الحالي انتقالي. ويبدو أن لجنة ستنطلق في مهمتها الرامية الى زيارة الأندية بداية من منتصف شهر فبراير للوقوف على مدى استجابة إمكانياتها المادية- البشرية واللوجستيكية لمضامين دفتر التحملات، كما أن الفرق مطالبة بتسوية ما بذمتها من ديون إن كانت لها في مجال جلب اللاعبين، خاصة وأن الفرق التي عليها ديون لن تتمكن من الاستفادة من ضم لاعبين آخرين. والفرق التي تعاني من عجز مادي في ماليتها يتعذر عليها الانخراط في الدوري الاحترافي. بالفعل هناك شروط وضوابط يحددها دفتر التحملات للإحتراف في مدار كرة القدم لكن ما تعيشه جل الفرق في القسمين الأول والثاني بمجموعة النخبة بعيدة عن المستوى المطلوب وبعضها... ورغم تاريخها العريق تفتقر الى ملاعب وقاعات ومرافق ضرورية؟ والغريب أن فرقا من المصنفين في خانة الكبار: الوداد، الرجاء، المغرب الفاسي، الكوكب المراكشي وغيرها لا تتوفر على ملاعب!!! الملاعب التي تستقر بها ليست في ملكيتها؟ وقد وجدت نفسها اليوم مطالبة بالإنخراظ في تحول ناضلت من أجله منذ عقود، لكن بإمكانيات جد محدودة اليوم. الفريق مطالب بالتوفر على مبلغ مالي قيمته تسعة ملايين درهم دون دعم الجامعة وعائدات النقل التلفزي، هذا بالاضافة الى مركز للتكوين وملاعب للتداريب وفرق في مختلف الفئات العمرية وعدة مرافق ضرورية في مقره. والنظام الجديد يبين أن الصعود والنزول في مدار الصفوة لن تحكمه النتائج والمراتب في سلم ترتيب الفرق بل تحدده مضامين دفتر التحملات. وقد تحركت في المجتمع الرياضي ترسانة من القوانين خضعت للتحيين مما يفرض قراءة متأنية لاستيعاب أبعادها وكيفية التعامل بها ومعها بهدف ممارسة أرقى وأرفع. وفي انتظار تحقيق التحول يبقى التواصل حلقة ضعيفة لا تساير الدينامية، وموازاة مع البناء والتشييد والترميم في البنية التحتية تخضع المنتخبات الوطنية في كرة القدم ولرياضات أخرى للتحضير من أجل حضور محترم في المنافسات الدولية المقبلة، وطلع قانون اللاعب، ورخصة النادي، وقانون الممارسة والتباري، قانون مكافحة الشغب، وتأخر قانون (المدرب) المربي الوطني مما جعل المدربين في مهب الريح؟ وبالاطلاع على جديد التشريع نتفاءل بمجتمع رياضي منظم بأسلوب حديث لكن ما يفرزه الواقع يترجم الفوضى والعبث!! ونظرة خاطفة الى مرحلة الانتقالات الشتوية الأخيرة التي حركت مجموعة من اللاعبين كافية للوقوف على حالات تبين مدى ضعف التسيير في بعض الفرق. أما عن مشاركة الفرق في المنافسات القارية فتلك حكاية أخرى، فقد بلغنا أن لاعبين وخاصة في الدفاع الحسني الجديدي امتنعوا عن مرافقة الفريق والسفر الى «مالي» بسبب تأخر مستحقاتهم المادية؟ ويحدث هذا في زمن العقود والالتزامات، وزمن التأهب لدخول الإحتراف!! فهل التغيير والتطوير يعني الجامعة وحدها دون الفرق، أم أن هناك في الفرق من يعز عليه تطليق الهواية!!