ما من شك، في أن كرة القدم الوطنية تتأهب لدخول الإحتراف، من بوابة مدار أندية الصفوة. وينتظر أن تقدم اللجنة المنبثقة عن الجامعة، والتي تكلفت بزيارة فرق القسم الأول في مجموعة النخبة، والوقوف على مدى استجابتها لشروط ومتطلبات دفتر التحملات، تقاريرها في منتصف الشهر الجاري، ليتم الحسم في منح الرخصة الإحترافية. اللجنة المعنية قامت بزيارة الفرق الستة عشر في مدار القسم الأول، وقامت بمهمتها المتمثلة في المعاينة والافتحاص، وتحويل أسئلة دفتر التحملات على المسيرين، ويبدو أنها إشتغلت في هدوء وسرية، وستحسم الهيئة المعنية في الموضوع، ويمكن للفرق التي لم تنجح في كسب رخصة الإحتراف أن تستأنف القرار، وتتعهد بتوفير ما ينقصها من شروط وإمكانيات، وتتسلم رخصتها في مرحلة ثانية. وبلغنا أن لجنة المعاينة ستنطلق في زيارة فرق القسم الثاني في مدار الصفوة عند مطلع شهر ماي المقبل، وستشمل العملية الفرق المرتبة في الرتب العشرة الأولى، إضافة إلى الفريقين الصاعدين من مجموعة الهواة. وهذا يجسد تأشيرة الفيفا في ولوج الإحتراف، وتمكن الفرق من المشاركة في المنافسات القارية وفق قوانين الإتحاد الإفريقي، وكذا البطولة الإحترافية المقررة، انطلاق منافساتها في الموسم الرياضي المقبل 2011-2012. وتفصل فرق الصفوة أيام قليلة عن التحول في النظام والتسيير ومعانقة الإحتراف، فهل هي جاهزة لذلك؟ وهل توفرت لها الظروف والحاجيات وكذا الاستعداد المطلوب؟ المرحلة أفرزت اعتماد الجامعة على تغييرات وتعديلات في القوانين والهيكلة، مما يفرض إطلاع الأندية للمصادقة عليها، فهل تعقد الجامعة جمعا استثنائيا في إطار شرعي حتى تسير الأمور في الاتجاه الصحيح؟ الجامعة مطالبة بعقد جمعها العام، بعد أن مر على نزول المكتب الجامعي الجديد ثلاثة وعشرون شهرا، وقوانين المؤسسة تفرض عقد الجمع عند انتهاء كل موسم بعد الجموع العامة الخاصة بالفرق والعصب؟ الموسم الحالي، الأخير، قبل دخول الإحتراف، شهد مشاكل بالجملة، تتمثل في هشاشة البنية التحتية وضعف إمكانيات الأندية، إضافة إلى تمزق مجموعة من المكاتب المسيرة، واللاإستقرار في المجال التربوي والتقني، في غياب قانون المربي (المدرب)؛ وتابعنا الهزات العنيفة التي عاشتها بعض الفرق وحولتها تسير تحت إشراف لجن مؤقتة أو لجن للإنقاذ؟ وسمعنا أنين مسيرين يشكون برمجة المباريات، يعاتبون، ينتقدون ويستنكرون أحيانا، وحتى التحكيم بدوره لم يسلم، وكان هو الآخر من مواضيع الإشكال؟ فهل هي مشاكل آخر المحطات، قبل تطليق الهواية بمآسيها، واعتناق الإحتراف؟ ونظام الإحتراف المنتظر، هل يفرض انخراط المجالس المنتخبة ومختلف فعاليات المدن والجهات لإنجاح العملية، مادامت تهدف إلى الإرتقاء بالمنتوج التربوي والرياضي في مؤسسات تعتبر أوعية هامة في المجتمع، تؤطر الشباب وتؤهله؟ المرحلة هامة، والغريب أن الجامعة الموقرة تفضل الصمت بدل التواصل مع المهتمين والفاعلين والمعنيين، والإجابة عن أسئلة القلق المطروحة؟ المكتب الجامعي صامت، ولم يتحدث عبر ناطقه الرسمي، ولم يعلق، ولم يوضح شيئا حول رحلة المنتخب الوطني إلى الجزائر، والهزيمة في الجولة الثالثة في مسار الإقصائيات القارية المؤهلة للنهائيات؟ ونفس الصمت يخيم قبل الإحتراف، ولا حديث عن المرحلة الجديدة؟ الفرق منشغلة بالتنافس حول اللقب في القمة، ومن أجل تفادي النزول في الأسفل، في صراع محموم وبمشاكل عتيقة. الجامعة مصرة على تنفيذ الإنتقال إلى الإحتراف استجابة لتعليمات الإتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»؛ إصرار مهم لكن بدون تواصل؟ فمتى يعلن مسؤولو الكرة عن لائحة الفرق المشاركة في الدوري الإحترافي، وليس العصبة الإحترافية؟ ربما علينا انتظار بداية الموسم القادم لتتضح الأمور؟