ذكرت مصادر أن أكثر من ثمانية أشخاص قتلوا في إطلاق رصاص حي على المعتصمين بالقرب من رئاسة الوزراء في العاصمة اليمنية صنعاء أول أمس الأربعاء. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان أن قوات الأمن ومسلحين بلباس مدني فتحوا النار على عشرات الألوف من المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح أثناء زحفهم نحو مقر رئاسة الوزراء في وسط العاصمة صنعاء. وذكر أطباء أن الجنود أطلقوا النار عندما أصبح المتظاهرون على بعد 200 متر من مقر الحكومة، الذي يبعد عن ساحة التغيير بوسط العاصمة نحو كيلومتر واحد فقط. وقد تعرضت جموع المحتجين لنيران البنادق من قناصين اعتلوا سقوف المباني، ورجال أمن بزي مدني، ومن جنود مسلحين بمدافع مضادة للطائرات منصوبة على ظهور شاحنات خفيفة. وكانت مصادر قد ذكرت في وقت سابق أن أحد المحتجين قتل وأصيب العشرات في المسيرة المتجهة صوب مقر الحكومة اليمنية. وقال طبيب من المستشفى الميداني بساحة التغيير إن القتيل أُصيب بطلق ناري في صدره بالقرب من القلب، فيما كانت معظم جروح المصابين في الرقبة والرأس. وأضاف أن المستشفى الميداني استقبل عشرات الحالات المصابة بطلقات نارية تعرضوا لها في أنحاء متفرقة من أجسادهم. وأوضح أن هناك حالات عديدة لجرحى آخرين وزعت على عدد من المستشفيات، مشيرا إلى أنه لا يعلم حتى الآن بوجود قتلى. وكان شباب ثورة التغيير أعلنوا خطة زحف نحو القصر الجمهوري من خلال إسقاط الوزارات والمقرات الحكومية وإذاعة صنعاء والتلفزيون اليمني. وفي وقت سابق من أول أمس الأربعاء، فتح الجيش اليمني نيران بنادقه على المتظاهرين في مدينة تعز فقتل أحدهم وجرح عشرة على الأقل. وفي مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، لقي متظاهر حتفه عندما فتحت الشرطة النار لتفريق مظاهرة بالقرب من مبنى المحافظة. كما قتل متظاهر آخر في مدينة ذمار الواقعة على بُعد مائة كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء، بعد أن أطلقت الشرطة النار على محتجين هناك. وكان عشرات القتلى والجرحى قد سقطوا الثلاثاء في مواجهات بين قوات من الحرس الجمهوري ورجال القبائل في مديرية نهم الواقعة على بعد 40 كيلومترا شرق العاصمة، وذلك بعد اعتراض رجال القبائل القوة العسكرية التي كانت متوجهة لقمع الاحتجاجات في محافظة حضرموت. ومن جانبها ذكرت وكالة رويترز أن قتيلين سقطا وأصيب عشرات آخرون برصاص قوات الأمن التي استخدمت الرشاشات الثقيلة أثناء تفريقها المعتصمين في شارع جمال عبد الناصر بتعز. ورد المحتجون بإشعال النار في مبنى للشرطة، كما تجمع الآلاف أمام دوائر حكومية بحسب شهود عيان، منها مبنى وزارة للتعليم بالمنطقة ومقر شركة النفط الحكومية التي أغلقوا مدخلها الرئيسي بواسطة سلاسل حديدية، وعلقوا لافتة كتب عليها «مغلق بأمر من الشعب».