تعيش حرفة المخابز التقليدية حاليا وضعية جد مزرية تعددت أسبابها منها ما هو بنيوي ومنها ما هو اقتصادي بحيث عرف هذا القطاع الذي يعد قطاعا استراتيجيا من حيث الأمن الغذائي تدهورا كبيرا خاصة في هذا العقد الأخير. ويرجع مرد ذلك لعدة أسباب أبرزها غياب عدد كبير من أرباب المخابز التقليدية بسبب تقدم أغلبهم في السن، أو التحاقهم بالرفيق الأعلى مما تسبب في إفلاس عدد كبير من المخابز التقليدية حيث اضطر عدد من الورثة الى كراء الأفرنة لأشخاص يمارسون هذه الحرفة بعقلية تخريبية منسجمة مع تنظيم وتطوير القطاع. حيث تسبب هذا الوضع في تجميد شرايين الضخ وإحباط قدرات أعضاء الجمعية التي تؤطر هذا القطاع مع تعقيد عملية توحيد الأفكار داخل التنظيم الحرفي يحدث هذا في غياب شبه تام للأجهزة المؤطرة والمسؤولة من غرفة للصناعة التقليدية ووزارة وصية على القطاع، وفي ظل كل هذه الإكراهات ندق ناقوس الخطر من هذا المنبر، وكما أشرنا الى ذلك ان القطاع يعد استراتيجيا من حيث الأمن الغذائي بالمغرب عامة وبالدارالبيضاء خاصة، إلا أنه يتعرض للتهميش والفوضى العارمة مما يوحي بأن المستقبل يدخل في نفق مسدود ومظلم بعواقب غير محمودة لا محالة، ومما يزيد الطين بلة نتيجة الوضع غير العادي أخذت تظفو على السطح ظاهرة غريبة على الحرفة بطهور وانتشار بعض المترامين على الحرفة. بحيث أصبحت بعض المحلات التجارية وكذا السكنية تقوم بعجن وطهي الخبز بواسطة أفران قصديرية تشتغل بالغاز في ظروف غير مقرونة بالشروط السلامتية والصحية مع توزيعهم لهذا الخبز المغشوش وغير الصحي على نقط للبيع بأثمنة زهيدة لا تتلاءم مع مصالح أصحاب القطاع من جهة والمواطن من جهة أخرى المستفيد الوحيد هو الوسيط، ويكون ضحيتها المستهلك مع ما ينذر بوقوع بعض الكوارث لاقدر الله. وفي ظل هذا الوضع فإن جمعية أرباب الأفرنة والمخابز التقليدية تقدمت بشكاية في الموضوع إلى والي جهة الدارالبيضاء الكبرى وأخرى الى رئيس مجلس المدينة قصد التصدي لهذا التسيب غير المسؤول، وذلك بتاريخ 09 فبراير 2009. ولحد كتابة هذه السطور لازال المشكل يراوح مكانه، في انتظار الحل الإيجابي الذي يحمي القطاع من التدهور والضياع.