تمكن الوزير الأول، إدريس جطو، من امتصاص غضب أرباب المطاحن ومهنيي الخبز، وكذا غضب المستهلكين، في الوقت الميت من عمر حكومته، وأقنعهم بالتراجع عن الزيادة في ثمن الخبز، الذي كان ارتفع من درهم و20 سنتيما، إلى درهم و50 سنتيما، بسبب غلاء أثمان الدقيق والقمح . وتوصل جطو إلى اتفاق مع المهنيين، خلال اجتماعين منفصلين، انعقدا أول أمس الخميس بالرباط، في الاجتماع الأول مع أرباب المطاحن، التزم جطو باتخاذ التدابير اللازمة للعودة إلى اعتماد الأسعار، التي كان يباع بها القمح قبل الزيادات، بهدف الحفاظ على سعر الخبز وعلى القدرة الشرائية للمواطنين .وفي الاجتماع الثاني مع أرباب المخابز، تعهد بالقيام بالإجراءات اللازمة وتوفير الإمكانيات الضرورية من أجل العودة إلى اعتماد الأسعار التي كان يباع بها الخبز سابقا. وأعلن الوزير الأول في اجتماعه بممثلي النقابة الوطنية الموحدة لأرباب المخابز العصرية والحلويات بالمغرب عن استعداد الحكومة للانكباب على بحث المشاكل التي يعاني منها قطاع المخابز في المغرب من أجل تطويره وتحديثه من جهة، وتحقيق مطلب الحفاظ على استقرار سعر هذه المادة الحيوية، من جهة أخرى. وقال رئيس النقابة الوطنية الموحدة لأرباب المخابز العصرية والحلويات بالمغرب، الحسين أزاز، إن من بين نتائج الاجتماع، الاتفاق على التراجع عن الزيادات الأخيرة التي طالت الخبز، وعودتها إلى الثمن الأصلي المحدد في درهم و20 سنتيما، ابتداء من أمس الجمعة. وأضاف أزاز، في تصريح ل “المغربية”، أن النقابة طرحت خلال الاجتماع المشاكل التي يعاني منها القطاع، وفسرت للحكومة الأسباب التي دفعت المهنيين إلى القيام بتحيين سعر ثمن الخبز، مؤكدا أن الحكومة اتفقت مع أرباب المطاحن، على أساس أن نشتري الدقيق بالثمن الذي كنا نأخذه به سابقا قبل الزيادة، أي ب 3 دراهم و50 سنتيم للكيلوغرام الواحد. وقال الحسين أزاز إن قطاع المخابز سيستفيد انطلاقا من الشهر المقبل من فوائد أسعار الماء والكهرباء المعمول بها في القطاع الصناعي، بعد أن أخذنا موافقة الوزير الأول ووزير الداخلية باعتباره الوصي على قطاع الوكلات الحضرية للماء والكهرباء في المغرب، مؤكدا أن تكاليف الماء والكهرباء ستتقلص إلى 50 في المائة. وأعلن المصدر ذاته أنه جرى الاتفاق أيضا على مواصلة الحوار من أجل اعتماد مقاربة جديدة، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة بقيادة عباس الفاسي »ستسير في الإطار ذاته الذي رسمناه مع الحكومة الحالية، من أجل حل مختلف مشاكل هذا القطاع ومواكبته، قصد تأهيله وعصرنته والنهوض بأوضاع مهنييه “.وكان إدريس جطو، اجتمع قبل ذلك بممثلي الفيدرالية الوطنية لأرباب المطاحن، وأكد خلال هذا الاجتماع أن ارتفاع أسعار القمح يأتي في وقت عرفت فيه السوق العالمية تقلبات في أسعار مجموعة من المواد خاصة المعدنية والغذائية، بسبب انخفاض الانتاج في عدد من المناطق من العالم وظهور أسواق جديدة وارتفاع كلفة النقل. من جانبه، قال أحمد بوعيدة، رئيس الفيدرالية الوطنية لأرباب المطاحن إن الاجتماع طبعته أجواء “الحوار البناء والصريح”، مؤكدا أن الدولة ستتدخل لتحمل الفرق بين أسعار الشراء العالمي للقمح والأسعار التي تزود بها المطاحن .وأبرز بوعيدة أن هذا القرار ستكون له انعكاسات إيجابية على القدرة الشرائية للمواطنين بعد الرجوع إلى الأثمان التي كانت معتمدة سابقا قبل الزيادات الأخيرة.جدير بالذكر أن الاجتماعين معا، حضرهما شكيب بنموسى، وزير الداخلية، وفتح الله ولعلو، وزير المالية والخوصصة، وامحند العنصر، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية. عن المغربية